تنمو مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بوتيرة قد تساهم بشكل كبير في تفوق القارة العجوز على الصين في المستقبل القريب، وفقا لأحد النتائج التي توصل إليها تقرير حديث صدر عن شركة أبحاث صناعة السيارات “جاتو ديناميكس” ومقرها لندن.
ومع ذلك، وجد التقرير أنه لا يزال لدى أوروبا والولايات المتحدة بعض الأشياء لتتعلمها من الصين، التي تعرف بكونها أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، بما في ذلك إعطاء الأولوية للقدرة على تحمل التكاليف والتخطيط المركزي واستخدام البيانات لتحقيق فهم أفضل للمستهلكين.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن الطلب على السيارات الأنظف والأكثر ذكاء يتزايد على مستوى العالم، خاصة في أوروبا التي تتعزز السوق بها من خلال لوائح الانبعاثات الصارمة بجانب زيادة الوعي بتغير المناخ، فقد تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا في النصف الأول من العام الجاري الصين للمرة الأولى منذ عام 2015.
وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-19 أضرت بكافة مبيعات السيارات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، التي انخفضت بنسبة 15% عالميا في الربع الثاني، فمن المتوقع أن يتوسع سوق السيارات الكهربائية بنحو 7% هذا العام، بقيادة أوروبا، وذلك وفقا لتقرير صدر عن وحدة “بلومبرج إن.إي.إف” في سبتمبر الماضي.
قال تقرير شركة “جاتو ديناميكس”: “ما تحتاجه الآن الحكومات في أسواق السيارات الكهربائية المتخلفة هو خطة أكثر مركزية لتحفيز النمو وخلق بيئة مثالية لبناء ثقة المستهلك من خلال جعل عمليات التبني بسيطة قدر الإمكان”.
محطات الشحن
وجد التقرير أن الحكومة الصينية أنشأت بنية تحتية فعالة واستراتيجية تنفيذ ضرورية لدعم اعتماد التكنولوجيا الجديدة، وذلك إلى جانب الدعم المكثف للسيارات الكهربائية.
ووفقا لوكالة الطاقة الدولية، وصل عدد المواقع العامة للشحن البطي والسريع إلى 862,118 نقطة في جميع أنحاء العالم، مع استحواذ الصين على حصة نسبتها 60%.
وخفضت شركة “تسلا”، ومقرها كاليفورنيا، التي تعد حاليا أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم، في بداية شهر أكتوبر الجاري سعر سيارتها السيدان النموذجية 3 المصنوعة في الصين إلى 249.900 يوان “أي 36800 دولار”، وهي أرخص من أي مكان آخر، وذلك بمساعدة توطين سلسلة الإمداد، خاصة البطاريات.
وفي الوقت الذي يُطلب فيه الدعم في الصين، لا تزال المركبات الكهربائية أرخص بكثير من أي مكان آخر، فقد قال تقرير “جاتو” إن تكلفة لوحة ترخيص مركبة بمحرك احتراق في شنغهاي تبلغ 13 ألف دولار، بينما تعد مجانية للمركبة الكهربائية، مما خلق حافزا اقتصاديا هائلا وجعل استخدام السيارات الكهربائية أمرا غير منطقيا.
وفي غضون ذلك، كان صانعو السيارات في أوروبا يركزون تقليديا على السيارات الكهربائية الفاخرة الأكثر تكلفة.
وأوضحت “بلومبرج” أن الصين ليست الدولة الوحيدة التي تقدم دعما للسيارات الكهربائية، لكنها أيضا حفزت الشركات المصنعة المحلية من خلال التأكد من أن السيارات المستوردة كانت لفترة طويلة غير مؤهلة للحصول على الإعانات وخاضعة لرسوم الاستيراد، كما أن الصين تستهدف التحول لتصبح قوة عظمى عالمية في مجال السيارات، ويعتبر انتشار مركباتها الكهربائية بشكل واسع النطاق أمرا ضروريا لتحقيق هذا الهدف على المدى الطويل.
ويعتبر المستهلكون الصينيون أذكياء في مجال التكنولوجيا وحريصون على أن يكونوا في طليعة التطور الرقمي، حيث يعتقد ثلثهم بضرورة وجود نظام اتصال داخل السيارة، مقارنة بـ 18% من المستهلكين في ألمانيا.
وأوضح التقرير أن المستهلكين الأوروبيين كانوا عادة أكثر ترددا عندما يتعلق الأمر باعتماد السيارات الكهربائية، فهم كانوا غير متأكدين من قدرات السيارات الكهربائية ويفضلون التمسك بما يعرفونه.