تابعت عن قرب، وعملت على ملفات صحفية عديدة، واستعنت بآراء كثيرة لمتخصصين ومؤثرين في اقتصاديات الرياضة حول طموح الأندية والهيئات الرياضية الأهلية، في إنشاء شركات استثمارية، وتحديداً شركات كرة القدم، وكانت النتيجة واضحة أنه حلم بعيد المنال.
عقبة قانون الرياضة
العديد من الأندية مثل الأهلى، والزمالك، والإسماعيلى، وسموحة، سعت للسير نحو هذه الخطوة، وتوقفت الأمور عند عقبة الجهة الإدارية، بعدما قدمت دراسات جدوى للمشروع، ويكفي القول إنه منذ صدور قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017، لم يتم إنشاء أي شركة استثمارية لنادٍ أو هيئة أهلية، حتى إنَّ المهندس محمد فرج عامر، رئيس نادي سموحة، الذي كان رئيساً للجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وقت صدور القانون الجديد، قال لى صراحة، إنه تقدم لوزارة الشباب والرياضة بمشروع لإنشاء شركة لكرة القدم، ومثل غيره قوبل طلبه بالرفض، دون الكشف عن الأسباب.
ويرى الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أنه كي تتم هذه الخطوة لابد من إجراء تعديلات على البند الخاص بالاستثمار في قانون الرياضة، وفتح المجال لإنشاء شركات نوعية، وليس شركات مساهمة فقط، حتى تخرج هذه الشركات للنور، وفقاً لحديثه معى.
وخلال هذه الأيام، خرجت تصريحات عديدة من إدارة نادي الزمالك عن عزم النادي السير في خطوات إنشاء شركة لكرة القدم، دون توضيح للآليات التي ستقوم عليها، وهو ما أرى في الوقت الحالي أن ذلك ما هو إلا هدر للوقت في ظل عدم تعديل القانون حتى الآن، ولابد من إيجاد حلول مرحلية للعبور بالنادي من الأزمة المالية التي يعيشها.
صكوك وهبى
وتلقيت اتصالاًَ من عمرو وهبى، المدير التنفيذي لشركة بريزينتيشن سبورت، وأحد رجال الاستثمار والتسويق الرياضي، تحدث معي فيه عن أن الحل لهذه الأزمة طرح صكوك وبيعها للجماهير.
وشرح “وهبى” فكرته ومزاياها، بأن يكون هناك عائد للجماهير (مالياً) وليس فقط عائداً معنوياً بالمساهمة، بمعنى أن يتم طرح صك مساهمة للجماهير بما يوازى 100 جنيه لهذا الصك، أى يتم طرح 100.000 صك بمستندات رسمية، وعلى فرضية قام النادى ببيع لاعب أو إنشاء مشروع، بمبلغ مساوٍ أو أعلى أو أقل يتم توزيع العائد أو الخسائر على الجميع بنفس النسبة.
وقال إنَّ ميزة هذا المقترح سوف يشعر اللاعب بمدى حب الجماهير له، أيضاً نوع من المساهمة الجماهيرية للكيان، وفى حالة تحقيق عوائد، فإنه سوف يكون الأول من نوعه فى استثمار الجماهير للاعبيها ومشروعات ناديها، على أن يشمل هذا الصك مجموعة من الشروط والأحكام القانونية على سبيل المثال بأن مالك الصك لا يحق له التدخل فى الأمور الفنية وسوف يصبح مجرد مساهم أو مستثمر من الممكن أن يكسب أو يخسر، وأن يدار الاستثمار فى هذا اللاعب أو المشروع من قبل لجنة مالية محايدة معتمدة من قبل مجلس الإدارة.
وبحسب “وهبى”، يعد ذلك فرصة لتطوير مداخيل جديدة للأندية، التى لا تسطيع تمويل صفقاتها ومشروعاتها، خاصة أن الأندية لم تعد تستفيد من وجود الجماهير في المدرجات كما كان في السابق، وكذلك تعزيز للعلاقة والارتباط الوثيق بين الجماهير والأندية.
وبخلاف مقترح “وهبي”، والحديث هنا تحديداً عن الظروف التي يعيشها نادي الزمالك، علينا أن نقر أن أى حديث عن تنمية الموارد والاستثمار في نادى الزمالك خلال الفترة الراهنة عاطفي ويفتقد للواقعية.. لماذا؟
النادي يفتقد للاستقرار الإداري بحكم عدم وجود إدارة مستقرة ومن الصعب إن لم يكن المستحيل قبول أي راعٍ أو مستثمر الدخول في اتفاقات مالية طالما يوجد عدم استقرار إداري من شأنه أن يتسبب في إلغاء أي اتفاقات قد تحدث، وهو ما يعد مخاطرة محفوفة بالمخاطر.
ما الموارد المالية المتاحة للأندية في مصر حالياً؟
عقد رعاية فريق الكرة “حقوق تجارية وبث تليفزيونى”، والعضويات، والاشتراكات الخاصة بالنادي، والمحلات التجارية بسور النادي، وبيع وإعارات عقود اللاعبين، وجوائز الفوز بالبطولات، وعقود رعاية الملابس ويعد “الأهلى” النادي الوحيد في مصر الذي يستفيد منها وكذلك الحال بالنسبة لعقد الوحدة الاقتصادية الذي تم مع شركة استادات والذي يشمل حق انتفاع استاد السلام وفتح فرع للنادي بالأقصر وقناة النادي.
ماذا عن الزمالك؟
قناة النادي تتسبب في خصم 40 مليون جنيه من عقد الرعاية ولا يدخل النادي موارد منها، والنادي يشتري ملابس على نفقته ولم يستطع حتى توفير عقد رعاية يغطي متطلباته ولو بدون الحصول على عوائد بالرغم من أن اتحادات لألعاب غير كرة القدم ذات الشعبية الكبيرة، ومتعاقدة مع شركات تمدها بجميع احتياجاتها من أدوات لمجرد فقط ارتداء علامتها التجارية وهو أمر يدعو للدهشة.
حلول يمكن للنادي أن يفعلها لتنمية موارده
بعد رفع قيمة العضوية لابد من التعاون مع أحد البنوك لجدولة مريحة لقيمة العضويات على أن يحصل النادي من البنك على القيمة كاملة، وكذلك يمكن تخصيص يوم في الأسبوع للجماهير للتصوير مع لاعبي الفريق وكؤوس النادي بتذكرة دخول متنوعة السعر وفقاً للمزايا التي يحصل عليها المشجع ويمكن وضع آليات عديدة لذلك، مع عمل مزايدة لبيع رعاية الألعاب الرياضية الآخرى وقطاع الناشئين في النادي حتى ولو كان هذا العقد موسمياً، خاصة أن المباريات يتم بثها تليفزيونياً، وتسير فرق النادي فيها بشكل إيجابي من حيث المستويات والنتائج.
وكذلك يمكن الاستفادة من الموقع الرسمي والسوشيال ميديا للنادي وعمل خدمات ديجيتال لاخبار النادي تمنح المشترك مزايا مختلفة بلقطات من التدريبات وحوارات مع اللاعبين لا تعرض إلا من خلال هذه المنصة، وكذلك الاستفادة بوضع إعلانات على سور النادي، هناك العديد من الأفكار والطرق التي يستطيع الزمالك الخروج بها من الأزمة، وهي تصلح ليس فقط للزمالك ولكن لسائر الأندية.