تراجعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس، مع جنى بعض المستثمرين أرباحا من الارتفاع الأخير، على الرغم من قوة الطلب فى الولايات المتحدة، ولكن ارتفاع أسعار وقود الزيت من الفحم والغاز وتراجع المخزون الأمريكى وضع حداً لخسائر النفط.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 54 سنتًا، أى ما يعادل 0.6%، لتصل إلى 85.28 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 6:49 بتوقيت جرينتش، لتتراجع عن المكاسب السابقة التى أوصلت الخام القياسى إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2018.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى لشهر ديسمبر 33 سنتًا أى ما يعادل 0.4% لتصل إلى 83.09 دولارًا للبرميل.
وقال محلل السلع فى شركة راكوتن للأوراق المالية، ساتورو يوشيدا: “رأينا بعض التصحيح لكن المعنويات العامة ظلت ثابتة حيث لم تحدث زيادات كبيرة فى الإنتاج من قبل الولايات المتحدة أو أوبك”.
وأضاف “يوشيدا”: “قد يصل سعر خام برنت إلى 90 دولارًا للبرميل فى وقت لاحق من العام الجارى ومن المرجح أن تستمر القيود فى أسواق النفط العالمية، حيث ستضع جهود التخلص من انبعاثات الكربون فى الولايات المتحدة سقفا لزيادة الإنتاج بينما سيزداد الطلب مع قيام المزيد من شركات الطاقة بتحويل الوقود من الفحم والغاز”.
وارتفعت أسعار النفط الخام مع قيود المعروض، وحفاظ منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” على زيادة بطيئة فى العرض بدلاً من التدخل لإضافة المزيد من البراميل إلى السوق.
وسجلت أسواق النفط أعلى مستوياتها فى عدة سنوات هذا الأسبوع، مدعومة بأزمة الفحم والغاز العالمية، مما أدى للتحول إلى الديزل وزيت الوقود لتوليد الطاقة، وأكدت البيانات الأسبوعية الأخيرة الطلب القوى فى الولايات المتحدة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الأربعاء، إن مخزونات الخام الأمريكية تراجعت 431 ألف برميل فى الأسبوع المنتهى فى 15 أكتوبر لتصل إلى 426.5 مليون برميل مقارنة بتوقعات المحللين فى استطلاع لرويترز بزيادة تصل إلى 1.9 مليون برميل.
وسجلت المخزونات الأمريكية فى مركز التسليم فى كاشينج بولاية أوكلاهوما أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2018، مما يشير إلى انخفاض المعروض فى السوق الذى قد يستغرق بعض الوقت للتخفيف.
وقالت السعودية إن أى نفط إضافى من “أوبك” لن يفيد كثيرا فى السيطرة على التكلفة المتزايدة للغاز، وتتوقع أن الطلب على النفط قد يرتفع بما يصل إلى 600 ألف برميل يوميًا إذا كان الشتاء فى نصف الكرة الشمالى أكثر برودة من المعتاد.
وقال نائب رئيس استشارات الطاقة لشركة IHS Markit ومقرها سنغافورة، فيكتور شوم: لم يعد الطلب على النفط إلى مستويات ما قبل Covid-19، لكن التوازن بين العرض والطلب قد عاد.
وأصبحت الهند ثانى أكبر مستورد أسيوى للنفط فى هذا الأسبوع وذلك يدق ناقوس الخطر بشأن ارتفاع أسعار النفط الخام.
وقال وزير النفط الهندى، هارديب سينغ بورى: “التعافى الاقتصادى العالمى سيصبح هشًا إذا لم تكن الأسعارمتوقعة ومستقرة ومعقولة التكلفة”.
هالة مصبح