اشتدت المنافسة بين الثوم المصري والصيني، داخل حدود أكبر مستورد للمنتج من القاهرة، وهي تايوان.
وتسبب غياب المشترين الروس عن المشهد، في هبوط أسعار المنتج المصري بأكثر من 50% للمنتجات الجافة مع بدء موسم التصدير =.. لكن سوق البرازيل قد ينقذ الموقف.
قال محمد النساج رئيس مجلس إدارة شركة النساج للحاصلات الزراعية، إن الطلب الخارجى على الثوم الجاف انخفض بشكل ملحوظ العام الحالي، مدفوعًا بزيادة صادرات الصين إلى تايوان وتراجع الطلب الروسي.
وتحتل مصر المرتبة الـ4 على قائمة أكبر منتجي الثوم حول العالم بما يقترب من 280 ألف طن سنويًا، وتأتى الصين في المرتبة الأولى بما يتخطى 20 مليون طن سنويًا.
أوضح النساج، أن الصين تُركز على التصدير إلى تايوان العام الحالي، فى ظل قفزات أسعار الشحن الدولى والاستفادة من قرب تايوان لها، بالإضافة إلى اهتمام الجانب الصينى بتعبئة وتغليف المنتج.
أضاف أن زراعات الثوم ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وهو ما خلق كميات أكبر من المعتاد. وبمجرد تراجع الطلب التصديري تدنت الأسعار بأكثر من 50%.
أشار النساج، إلى انخفاض سعر الثوم الجاف ليتراوح بين 8 ـ 10 جنيهات للكيلو من المزارعين فيما يصل سعر المجهز للتصدير إلى 20 جنيها للكيلو ، مقارنة بأسعار بين 20 ـ 22 جنيها لدى المزارعين العام الماضى.
وأكد أن غياب المشتري الروسي هذا الموسم تسبب فى ضعف المنافسة، ليزيد تدنى سعر المنتج أمام محدودية المشترين الدوليين.
وأوضح ان مصر تصدر الثوم إلى دول كثيرة لكن تراجع الطلب هذا العام، قائلا: «سعر الثوم بداية الموسم الماضي بالعرش الأخضر وصل إلى 90 ألف جنيه للطن مقارنة بـ 20 ـ 25 ألف جنيه للطن هذا العام».
وقال شعيب حاتم مزارع ثوم، إن ارتفاع تكلفة زراعة الثوم وتدنى السعر النهائي للمحصول لم يسمحا بتحقيق أرباح هذا الموسم، إذ يبلغ متوسط إنتاجية الفدان نحو 10 ـ 12 طنا من الثوم بسعر 3500 جنيه للطن، فيما تجاوزت تكلفة الفدان 45 ألف جنيه.
ولفت إلى أن صغار المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة بسبب تدنى الأسعار، ومع ضعف السيولة المالية لديهم ورغبتهم في سداد ما عليهم من مصروفات فى تكلفة الإنتاج ساء وضعهم مقارنة بالشركات الكبرى التى تملك سيولة مالية كبيرة تساعد على تخطى المواسم الصعبة.
أضاف أن سعر الثوم المخصص للتصدير يتراوح بين 16 ـ 22 ألف جنيه للطن، وهى أقل كثيرًا من أسعار الموسم الماضى التى كانت تتراوح بين 30 ـ 40 ألف جنيه.
وتتراوح يومية العامل حاليًا بين 120 ـ 150 جنيها، بالإضافة إلى إيجار المساحات الزراعية، وارتفاع أسعار الأسمدة والتكلفة بوجه عام.
ويراهن البعض على الطلبات البرازيلية ، في انقاذ الموقف الصعب على المحصول المصرى هذا العام، بدعم من انخفاض الضرائب الجمركية على الواردات إلى 13% فقط.
ويسير موسم الثوم المصري على قدم وساق، ويمكن أن يلعب السوق البرازيلي دورًا رئيسيًا هذا الموسم فى تحسين الأسعار.
وقال محمد شعبان مدير عام شركة “جارليكو ايجيبت”، إن التوقعات السابقة لحصاد الثوم عالى الجودة كانت صحيحة: متابعا:” الحصاد جيد جدًا هذا العام، وهو ما يساعدنا على تقديم جودة عالية بأسعار تنافسية منخفضة جدًا مقارنة بموردي الدول الأخرى».
أضاف: «يجب أن نوفر كميات كافية حتى شهر أغسطس المقبل، لكننا نفضل تحميل جميع الطلبات بحلول أبريل ومايو ويونيو، إذ يتمتع الثوم بالجودة خلال هذه الأشهر الثلاثة».
ويبلغ حجم الثوم المحصود لشركة جارليكو ايجيبت نحو 3000 طن من مزارعها الخاصة، وتجمع نحو 2000 طن أخرى من صغار المزارعين كل عام.
وغالبًأ سيتم التركيز الموسم الحالي على سوق البرازيل، إذ إن الجمارك المنخفضة ستلعب دورا كبيرا في التغلب على المنافسة .
وأكد وجود طلب جيد هذا العام من الولايات المتحدة والدول العربية، لكن فى المقابل تأتى طلبات محدودة من أوروبا وكندا وتايوان، مضيفا:” نعتقد أنه بفضل أسعارنا التنافسية أن السوق البرازيلية يمكن أن تطلب كميات أكبر في المستقبل”.
أشار شعبان، إلى الاهتمام بتحميل مزيد من الحاويات إلى السوق البرازيلي هذا العام ، وهو سوق ضخم للثوم المصري، إذ إن الضرائب الجمركية للبرازيل منخفضة للغاية عند 13% فقط من سعر الثوم، في حين أن الثوم الصيني والإسباني يخضعان لضريبة تصل إلى 35%.
أيضًا، انتهت ذروة صادرات الثوم الأرجنتيني في بداية مايو الحالي، ما يوفر فرصة لتصدير أكبر كمية من المنتج المصرى إلى البرازيل.