أكد أولاف شولتز المستشار الألماني، اليوم الإثنين، أن أزمة التغير المناخي أزمة ملحة يتعين مواجهتها بتحقيق نوع من الاعتدال المناخي، بالسعي إلى تخفيض درجة الحرارة إلى درجة ونصف الدرجة مئوية.
وقال المستشار الألماني – خلال افتتاح جلسة رفيعة المستوى لحوار بيترسبرج للمناخ في العاصمة الألمانية برلين – “إن ما شهده العالم في بداية العام من فيضانات وظواهر مناخية أخرى تستلزم مواجهتها السعي إلى تخفيض درجة الحرارة إلى درجة ونصف الدرجة مئوية وهذا هو الهدف الذي نضعه نصب أعيننا”.
وأضاف “لدينا أمل في توفير مستقبل آمن للأجيال القادمة”.
وأوضح أن بلاده بدأت خططًا طموحة قائمة على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الحرارية، حيث كانت خططنا حتى عام 2045 هو تقليل والاستغناء عن جميع مصادر الطاقة الأحفورية إلا أن الحرب التي قادها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة ارتفاعًا كبيرًا، وكان علينا الخروج والتخلص تماما من مصادر الفحم والغاز إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وأكد شولتز، أن 50% من الانبعاثات الحرارية والارتفاع الحراري مصدره الطاقة غير النظيفة والمصادر الأحفورية للطاقة وهو الذي سبق أن طرحناه في الفترة السابقة وقد سارعنا بالتعجيل في استخدام مصادر طاقة الرياح ومصادر الطاقة النظيفة.
وقال المستشار الألماني “نعمل على أن نصنع حياة أفضل لنا، وذلك عن طريق التوجه إلى مصادر الطاقة النظيفة بدلا من مصادر الطاقة الاعتيادية والأحفورية على سبيل المثال ما قامت به مصر في الفترة السابقة من توقيع عقد للقطار السريع”.
وتابع “هناك توجها عالميا للعودة إلى مصادر الطاقة الاحفورية نظرا لهذه الأزمة، وكرد فعل لما حدث أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار الفحم في العالم، ومن ثم علينا اتخاذ إجراءات على درجة عالية من الجدية والصرامة في توسيع مصادر الطاقة ولاسيما الغاز الطبيعي من أجل إمداد المواطنين بمصادر الطاقة، لكن من الواضح أيضا أن ما نفعله من أجل ترسيخ وتوطيد مصادر الغاز الطبيعي كمصدر الطاقة سوف يؤدي إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون من الانبعاثات الحرارية”.
وأردف “كل يوم نبحث عن شركاء آخرين لمصادر الطاقة، وعلينا أن نبحث عن مصادر نظيفة من بينها الهيدروجين الأخضر وأن نضع نهاية لاستخدام المصادر الأحفورية للطاقة.. ومن ثم أيضا تقليل الانبعاثات الكربونية لدرجة الصفر”.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز “إن لقاءنا اليوم يؤكد ضرورة تضافر الجهود والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، ولن ننجح في تحقيق ذلك إلا عن طريق حماية البيئة والحصول على مصادر جديدة من إمدادات الطاقة ليس من أجل المواطنين فقط ولكن من أجل مواصلة عملية البناء على غرار بناء الجسور والبيوت والوحدات السكنية؛ ومن ثم علينا أن يكون تعاملنا مع الطاقة أكثر حرصا”.
وأضاف “أن برامج التحديث التي نتخذها على مستوى الشركات الحكومية تحتاج إلى شركاء يمكن الثقة بهم معا عن طريق التكامل الاقتصادي”.
وتابع “أن النقطة الرئيسية في التزامنا هنا بالتعاون مع البنوك التنموية للمؤسسات لتقديم الإعانات التنموية هي الاستثمار في مجال الطاقة؛ ولاسيما في مجال الطاقة النظيفة والتعاون مع الدول الإفريقية، ولا سيما دول جنوب إفريقيا.. ونطمح إلى فعل المزيد في هذا السياق من أجل إنجاح مؤتمر الأطراف الذي سيعقد في مصر”.
وأردف “إنه كان علينا فعل المزيد من أجل تفعيل ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية باريس”، مشيرا إلى أن هناك أهدافا رئيسية وعلينا أن نزيد من سرعة التعاون من أجل تجاوز كل ما يمكن إعاقة مصادر الطاقة النظيفة، وكذا تعميق التعاون السياسي وتوسيع الأسواق العالمية وإقامة جسور الثقة بين الشركاء القادرين على تقديم إمدادات الطاقة عن طريق إزالة العقبات المتصلة بالجمارك وعقبات الحدود بين البلدان، وصناعة سوق جديدة للأسواق الخاصة بالطاقة النظيفة مثل الهيدروجين الأخضر وغيره، والاستثمار في التكنولوجيا المتصلة بتصنيع مصادر الطاقة النظيفة”.
ورأى أن المهمة الأساسية والمركزية لرجال السياسة هي حماية المناخ ومواجهة التحديات المناخية ومساعدة الدول النامية، مضيفا أنه بدون مساعدة المجتمع المدني لن نستطيع تحقيق ما نروي عليه، وسوف نستطيع أن نعمل سويا عن طريق المؤسسات والبنوك التنموية في العالم للوصول إلى هذا الهدف.
وأوضح أن الدول الكبرى قامت بتخصيص مليار دولار لدعم التحولات المناخية.. لافتا إلى أن الدول الصناعية الناشئة تستطيع عن طريق دعم المؤسسات التنموية تعظيم استفادتها من مصادر الطاقة النظيفة.
وقال المستشار الألماني “إنه بالتعاون مع الرئيس عبد الفتاح السيسي نستطيع الوصول لحل لأزمة تغير المناخ، وسيكون موضع نقاشات مستمرة ومتواصلة”.
وأضاف المستشار الألماني “لا نستطيع ترك الدول المعنية بمعزل عن ما يحدث في العالم، ويجب أن نقدم لها أوجه الدعم والمساعدة”.. مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا باستخدام تكنولوجيات تعمل على دعم البيئة من أجل توفير حياة كريمة وآمنة للأجيال القادمة.
أ ش أ