غياب الطلبات التصديرية يهوى بأسعار التداول ..ومطالب بتدخل «القابضة للغزل» لإنقاذ الموقف
يواجه محصول القطن المصرى هذا العام موسمًا تسويقيًا صعبًا، بعد أن انخفضت أسعار التداول فى المزادات التى تعقدها وزارة قطاع الأعمال العام لبيعه إلى الشركات التجارية، ما تسبب فى إلغاء مزادين خلال الفترة الأخيرة لعدم مناسبة الأسعار للفلاحين.
قال نبيل السنتريسى، رئيس شركة الكان لتجارة الأقطان، إن خطط تسويق القطن المصرى تعتمد على تصدير ما يزيد على 90% من الإنتاج السنوى من المحصول فى صورته الخام، لكن هذا الموسم نُعانى من انعدام للطلبات التصديرية، وهو ما تسبب فى تراجع أسعار التداول محليًا.
أوضح السنتريسى، أن موسم تصدير القطن يبدأ فى سبتمبر من كل عام وحتى أغسطس من العام التالي له، ورغم مرور شهر تقريبًا من الموسم الجارى لم تصل أى طلبات تصديرية بعد.
أضاف “فى المواسم الطبيعية كنا نستقبل طلبات بنحو 20 ألف طن تقريبًا خلال الشهر الأول من موسم التصدير”.
أضاف أن المحصول المصرى لا يمكن تحديد أسعار دولية له فى هذا الموسم، إذ يتم تحديد الأسعار بناءً على الطلبات التصديرية التى نستقبلها، واشترت شركة «الكان» هذا العام نحو 7000 قنطار لم تُصدر منها قنطاراً واحدًا بعد، وستتوقف عن الشراء حال استمرار الوضع.
أشار إلى تدنى الطلب العالمى على القطن بشكل عام، وليس إنتاج مصر فقط، ويأتى ذلك مدفوعًا بارتفاع حالة التوترات الاقتصادية، وإذ أنه ليس واحدًا من السلع الاستراتيجية بالنسبة للمستهلكين بقدر الغذاء مثلًا، تدنت الأسعار بصورة كبيرة.
قالت مصادر فى وزارة الزراعة لـ«البورصة»، إن تدنى الأسعار جاء نتيجة قلة الطلبات التصديرية وعدم وجود مسوقين محليين للمحصول من مصانع الغزل، لذا فلا يوجد مشترين.
أوضحت المصادر، أن الأسعار فى أول مزاد تسويقى بداية سبتمبر الماضى تجاوزت 5100 جنيه للقنطار، لكنها ارتدت تدريجيًا حتى انخفضت إلى 3300 جنيه فى أخر مزاد، ليرفض الفلاحون البيع.
قال مجدى الشراكى، نائب رئيس لجنة تجارة القطن فى الداخل عن طائفة المنتجين، إن الشركة القابضة للغزل والنسيج يجب أن يكون لها دور فى عملية التسويق، لكنها لم تشترك ولم تشتر أى كميات من المحصول، رغم أن إعادة هيكلة الشركات التابعة لها بنيبت على هذا الأساس، وتكلفة فوق 21 مليار جنيه.
أوضح الشراكى، أنه إذا لم يتم وضع منظومة تسويقية قوية وجيدة للمحصول المصرى ووضع قيمة مضافة محلية عليه عبر التصنيع فلا جدوى من زراعته مرة أخرى، تجنبًا للخسائر التى تنال من الفلاحين كل موسم، بغض النظر عن النتائج الإيجابية التى حدثت العام الماضى بارتفاع الأسعار، والتى كان سببها السوق العالمي.
أضاف أن إنتاج القطن هذا العام جاء أقل من المتوقع بسبب التغيرات المناخية التى أثرت على إنتاجية الفدان لتتراجع إلى 7 قناطير للأصناف الطويلة بدلًا من 9 قناطير، و9 قناطير للأصناف المتوسطة والقصيرة بدلًأ من 11 قنطارًا.
توقع أن تصل الإنتاجية العامة قرب مليونى قنطار من 340 ألف فدان تمت زراعتها.
حاولت «البورصة»، التواصل مع رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، أحمد مصطفى، للتعليق على عدم شراء مصانع الشركة أى كميات من المحصول المحلى بعد تطوير تلك المصانع، لكنها لم تتلق ردا حتى موعد النشر.