«الإمام»: زيت النخيل قفز لـ40 ألف جنيه للطن مقابل 17 ألفاً فى يناير
تسبب نقص الخامات المستوردة التى تدخل فى منتجات الألبان والجبن فى توقف عدد من الشركات عن إبرام تعاقدات تصديرية جديدة خلال الفترة الحالية.
وقال مستثمرون بالقطاع، إنَّ أبرز الخامات المستوردة غير المتوفرة محلياً بشكل يكفى احتياجات المصانع هى مسحوق اللبن المجفف «البودرة» وزيت النخيل، فضلاً عن الارتفاعات الكبيرة فى أسعار الألبان محلياً.
قال عبده الإمام، المدير العام لشركة الإمام لمنتجات الألبان، إنَّ السوق يعانى عدم توفر مسحوق اللبن المجفف «البودرة»، الذى يمثل نحو 50% من عملية تصنيع أجبان الفيتا.
وأضاف لـ«البورصة» أن غياب زيت النخيل الذى يدخل فى صناعة الجبنة بجانب ارتفاع سعره من 17 ألف جنيه للطن مطلع 2022 إلى 40 ألفاً حالياً، زاد الأزمة تعقيداً.
وأكد أهمية سرعة الإفراج عن الخامات التى تعتمد عليها صناعة الأجبان، وهو ما يهدد المصانع بالغلق ما لم تتوافر الخامات بالتزامن مع قرب انتهاء المخزون، وذلك حفاظاً على الأسواق التصديرية التى ما زالت تطلب كميات كبيرة من مصر.
وأشار «الإمام»، إلى أن المصانع المنتجة للجبنة الرومى ترفع طاقتها الإنتاجية بداية من 15 نوفمبر حتى منتصف يونيو من كل عام.. أى الفترة التى ينمو بها البرسيم الحجازى اللازم لتغذية الماشية، وتعتبر موسماً رئيسياً لهذه المصانع.
وتابع: «لن نستطيع رفع الطاقة الإنتاجية أكثر من 50% مما كانت عليه العام الماضى فى ظل ارتفاع أسعار الألبان إلى مستويات قياسية هذا العام، إذ صعد سعر اللبن البقرى الذى يدخل فى هذه الصناعة من 7.5 ـ 8 جنيهات للكيلو، ليتراوح حالياً بين 16 و20 جنيهاً.
وأوضح أن أسعار الجبن الرومى ارتفعت من 80 جنيهاً للكيلو فى أسواق الجملة إلى 120 جنيهاً، متوقعاً ارتفاع السعر ليصل إلى 130 جنيهاً فى الجملة على أن يباع للمستهلك بنحو 150 جنيهاً.
ولفت إلى أن المستهلك لم يتقبل هذه الارتفاعات، فى ظل انكماش قدرته الشرائية وجمود الرواتب وارتفاع معدلات التضخم.
كما أشار إلى ارتفاع التكلفة بنحو 50%، مقارنة بالعام الماضى فى ظل زيادة أسعار جميع مدخلات الإنتاج من الخامات والخدمات والعمالة، ما يفقد الشركات المصدرة قدرتها على المنافسة الخارجية.
وذكر أن شركة «الإمام» تصدر منتجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية والكويت والإمارات والبحرين، إذ كانت تعتمد على انخفاض سعر منتجاتها، وبالتالى ترجيح كفتها مقابل المنتج التركى.
«قتيلو»: نسعى لتسهيل عملية تصدير الأجبان للسعودية وأوروبا
وقال عبدالمنعم قتيلو، رئيس شعبة منتجى الألبان بالغرفة التجارية بدمياط، إنَّ صادرات الأجبان تواجه معوقات كثيرة عرقلت مسيرتها لتحقيق معدلات تتناسب مع قوة الصناعة.
أضاف أن بعضاً من التحديات عمرها سنوات، وأخرى نتجت عن الحرب الروسية الأوكرانية. وتوجد 5 تحديات رئيسية أمام تصدير الأجبان، وحال التوصل لحلول لها ستحقق المصانع طفرة فى الصادرات.
أوضح «قتيلو»، أن بعض تلك التحديات يتمثل فى عدم السماح بتصدير منتجات مصر من الألبان والجبن إلى الاتحاد الأوروبى. وهذا الأمر استمر سنوات طويلة للمنتجات ذات الأصل البيطرى، مؤكداً أهمية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبى يسمح بتصدير الجبن أسوة بالأسماك التى نجحت فى الدخول لهذه الأسواق.
وذكر أن مصر تستورد نحو 35% من المنتجات الغذائية فى مقدمتها الألبان.. ورغم ذلك توجد فرصة تصديرية للمنتجات المصرية من الجبن الرومى؛ لاختلاف مذاقها عن باقى المنتجات المنافسة.
ولفت إلى وجود عدد كبير من الشركات المصرية المنتجة للمواد الغذائية مدرجة ضمن القائمة البيضاء لدى هيئة سلامة الغذاء المصرية، لكن فى المقابل ما زالت هذه الشركات لم تعتمد لدخول السوق السعودى الذى يشترط الإدراج فى تلك القائمة.
وشدد «قتيلو»، على أهمية تسريع الخطى بين الجانبين المصرى والسعودي، واستقدام وفود لزيارة المصانع المصرية واعتمادها لدى هيئة سلامة الغذاء والدواء السعودية لاستعادة التصدير إلى المملكة مرة أخرى، خصوصاً أن السعودية تعتبر من أهم الأسواق المستهدفة لدى شركات الجبن ومنتجات الألبان.
وكشف عن وجود نحو 40 مصنعاً تم إدراجها منذ أكثر من عام لدى هيئة سلامة الغذاء المصرية، لكنها ما زالت منتظرة اعتمادها لدى الهيئة السعودية.
قال «قتيلو»، إنَّ عدم توافر وعدم ثبات أسعار اللبن والمواصفات على مدار العام يقلل من الفرص التصديرية للشركات.
وأشار إلى أن الشعبة تقدمت باستراتيجية لحل مشكلة نقص الألبان تتضمن 6 محاور، أبرزها الارتقاء بجودة المنتج من خلال مراكز التجميع، وتقنين التشريعات، وتحديات الصناعة.
ولفت إلى أن تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار يعطى فرصة جيدة للتصدير ورفع تنافسية المنتج فى السوق الخارجى، لكن سياسة التشديد على الاستيراد تتسبب فى خفض مصانع الألبان طاقاتها الإنتاجية فى ظل نقص الخامات المستوردة، ما فوَّت فرصة كبيرة للتصدير.
وكشف وجود نقص فى مواد التعبئة والتغليف المستوردة التى كانت تعتمد عليها المصانع بشكل أساسى، وعلى الرغم من وجود بدائل محلية لكن ليست بالجودة المطلوبة.
وتابع: «ارتفعت أسعار مواد التعبئة والتغليف بنسبة 70% فضلاً عن نقص شديد فى بعض الأنواع، ما تسبب فى تعطل حركة الإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشمع المستخدم فى الجبن الرومى إلى 250 ألف جنيه للطن مقابل 80 ـ 90 ألف جنيه العام الماضي، وهو يعتبر عنصراً أساسياً فى إنتاج الجبن الرومى، ولا يوجد له بديل محلى».
وقال ياسر الحكيم، المدير العام لشركة ديرى لاند للألبان والصناعات الغذائية (الزهار)، إنَّ الزيادات المتتالية فى أسعار الخامات وارتفاع أسعارها يعتبر أكبر تحديات المرحلة لدى المصانع المنتجة لمنتجات الألبان.
أضاف أن ارتفاع أسعار اللبن وزيادة مواد التعبئة والتغليف، صعدا بأسعار المنتجات، ما خفَّض حجم صادرات الشركات، فضلاً عن تحملها جزءاً من ارتفاع التكلفة؛ كى تحافظ على عملائها بالخارج والوفاء بتعاقداتها التصديرية.