المهندس: خطوط الإنتاج الذاتية توفر 20 و25% من التكاليف
تسعى شركات الملابس الجاهزة، لاستبدال خطوط إنتاجها القديمة بأخرى حديثة وأكثر تطورًا، في محاولة لتحسين جودة المنتج وتقليل تكاليف عملية التصنيع.
قالت عدة شركات، إن خطوط الإنتاج الجديدة تستورد من أوروبا لامتلاكها تكنولوجيا التصنيع الحديثة، وهو ما لا يتوفّر في السوق المحلي الذي بات من الضروري بدء توجهه نحو تعميق التصنيع المحلي لصناعة الماكينات وخطوط الإنتاج.
أكد حمادة المهندس، رئيس شركة الحكمة للملابس الجاهزة، أن الاعتماد على الأدوات التقليدية القديمة فى عملية التصنيع بات مكلفاً للغاية وسط التنافسية الشديدة بين الشركات العاملة فى السوقين المحلى والتصديرى.
وأضاف لـ “البورصة”، أن خطوط الإنتاج التى تعمل بشكل ذاتى توفر ما يقرب من 20 إلى 25% فى تكاليف الانتاج النهائية، لذلك جميع شركات الملابس التى تمتلك سيولة مالية كبيرة تعمل على استخدام هذه التكنولوجيا.
وأوضح أن خطوط الإنتاج المستوردة تكون ذات تكنولوجيا عالية مقارنةً بالتي تُصنّع محليًا، والتي غالبًا ما تكون تقليدية ومشابهة إلى حد كبير لخطوط الإنتاج القديمة.
وذكر المهندس، أن صناعة الملابس الجاهزة كانت تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، لكن المفهوم بدأ يتغير تدريجيًا وأصبح بإمكان آلة خياطة واحدة إنجاز 5 أضعاف ما يقوم به 10 عمال يوميًا.
ودعا الحكومة إلى توطين صناعة خطوط الإنتاج الحديثة عن طريق التواصل مع الشركات الأجنبية التي تعمل في هذا المجال وإقناعها بإقامة مصانع لها في مصر، خاصة وأن تلك الصناعة سيرتفع الطلب عليها خلال السنوات المقبلة.
وضخّت الشركة استثمارات بقيمة 50 مليون جنيه عام 2019 لإضافة أجهزة «كيّ» آلى بدلاً من اليدوى الذى يستهلك وقتاً طويلاً وعمالة كثيرة.
وزارت الشركة اليابان مطلع العام الحالي، لاستكشاف أحدث طرق تصنيع الملابس، ومن المستهدف شراء ماكينات خياطة ذاتية التصنيع العام المقبل بنحو 20 مليون دولار، حيث تحتاج إلى عامل واحد فقط لمراجعة المنتج.
عبدالله: «العروبة للملابس» تستورد ماكينات ألمانية لتشغيلها خلال شهرين
وقال السيد عبدالله رئيس شركة العروبة للملابس الجاهزة، إن الشركة تخطط لرفع كفاءة مصنعها الحالي باستبدال خطوط الإنتاج القديمة بأخرى أكثر تطورًا تماشيًا مع صناعة الملابس العالمية، ولضمان الاستمرار في المنافسة في السوق المحلي.
أضاف لـ”البورصة”، أن جميع العملاء فى الدول الخارجية لم يعد يطلبون علامات تجارية معينة بقدر رغبتهم في شراء منتج متوافق مع معايير السوق الجديدة.
وذكر أن الملابس الجاهزة المُصنّعة بآلات حديثة تختلف في “الفينش” عن المُصنّعة يدويًا، بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على زيادة الإنتاج لمعدلات قياسية مقارنة بالعمالة التي تنتج ما يتراوح بين 20 و25 قطعة ملابس يوميًا فقط.
أضاف أن الشركة تستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 350 ألف قطعة بنهاية العام الجارى مقابل 200 ألف قطعة حاليًا، وذلك فى محاولة لاقتناص فرص تصديرية إلى دول أفريقيا مطلع عام 2023.
وأوضح أن الشركة تعاقدت على شراء خطوط إنتاج من ألمانيا، ومن المرتقب التركيب والتشغيل خلال شهر على أقصى تقدير.
واتجهت الشركة إلى تنويع المنتجات المُصنّعة من الملابس لتناسب جميع شرائح المستهلكين، وذلك بعد اقتصار عمليات التصنيع على الشريحة المتوسطة لأكثر من 5 سنوات.
وقال إن تكاليف الإنتاج فى دول الهند وتركيا والصين ارتفعت بمعدلات كبيرة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتحديدًا أسعار الغاز والكهرباء، ما أدى إلى صعوبة المنافسة مع الدول التى مازاالت مدخلات الإنتاج فيها عند المعدلات الطبيعية.
أضاف أن الشركات المصرية العاملة فى صناعة الملابس الجاهزة أمامها فرص كبيرة للمنافسة خارجيًا فى ظل انخفاض تكاليف الانتاج المحلية ورغبة الدول الأفريقية والأجنبية فى شراء المنتج المصرى.
وتمتلك شركة العروبة مصنعًا بمحافظة المنوفية على مساحة 1000 متر مربع، بإجمالي استثمارات 150 مليون جنيه، وتعتمد الشركة على السوق المحلي فى تسويق كامل إنتاجها.
وقال محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعة النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إن الهدف من شراء مصانع القطاع خطوط إنتاج حديثة ومتطورة هو تقليل النفقات في المقام الأول والحصول على منتج ذات جودة عالية.
أضاف أن أغلب خطوط الإنتاج الحديثة تستورد من الخارج لعدم امتلاك التكنولوجيا التصنيعية في مصر، لذلك فإن التركيز من قبل الحكومة على توفير هذه الصناعة سيوقف استنزاف العملة الصعبة ويمكّن كافة المصانع من شرائها.
وقدرت شعبة الآلات والمعدات بغرفة القاهرة التجارية، حجم السيولة الدولارية التي تصرف سنويًا لشراء العدد اليدوية والماكينات الصناعية المستوردة بنحو 2.5 مليار دولار.