انتعش اليورو مرة أخرى منذ انخفاضه أمام الدولار الأمريكى فى سبتمبر الماضى، مدعومًا بتراجع أسعار الطاقة، وتراجع المخاوف من الركود فى وقت لاحق من العام الحالى، خصوصا فى ظل تشدد البنك المركزى الأوروبى.
وارتفع اليورو بحوالى 13% على مدار الأشهر الثلاثة ونصف الشهر الماضية، ليصبح اليورو الواحد يساوى 1.08 دولار، وهذا يعكس تراجع الدولار على نطاق واسع.
ورفع بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، العام الماضى، معدل سياسته الرئيسية بمقدار 4.25 نقطة مئوية، وهى أكبر زيادة خلال عام واحد منذ أربعة عقود.
وتعد الفجوة المتزايدة فى أسعار الفائدة مع الاقتصادات الأخرى عنصرا جاذبا للمستثمرين إلى الولايات المتحدة مما يؤدى إلى ارتفاع الدولار، وهدد الارتفاع الحاد فى أسعار الطاقة بالاضطراب الاقتصادى فى أوروبا بسبب الحرب فى أوكرانيا، مما أضعف جاذبية اليورو.
وذكر أندرياس كونيغ خبير الفوركس العالمى، أنه لم يكن هناك بديل للدولار مما يسهم فى تدفق رؤوس الأموال إلى الاقتصادات خارج الولايات المتحدة مع ظهور خيارات جذابة أخرى، خصوصا مع تدفق الأموال الأجنبية على الصين منذ أن عكست سياساتها الصارمة المتعلقة بعدم انتشار فيروس كورونا فى أواخر العام الماضى.
وتراجعت أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا منذ أواخر أغسطس، إلى مستويات سجلت آخر مرة قبل الغزو الروسى لأوكرانيا، مما خفف المخاوف من حدوث ركود على مستوى القارة فى عام 2023.
وكان بنك الاحتياطى الفيدرالى، قادرًا على إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة مما يؤدى إلى انخفاض التضخم الرئيسى، خصوصا مع زيادة 0.5 نقطة مئوية فى ديسمبر لتكسر سلسلة من أربع تحركات متتالية تبلغ 0.75 نقطة مئوية، رغم الحذر الذى أعرب عنه العديد من مسؤولى البنك المركزى، وتتوقع الأسواق أن يبدأ بنك الاحتياطى الفيدرالى خفض أسعار الفائدة النصف الثانى من العام.
قال لى هاردمان محلل العملات فى «إم يو إف جى»، إن المعدلات المنخفضة لأسعار الفائدة من شأنها أن تزيل ميزة كبيرة للدولار، ويتوقع أن يرفع البنك المركزى الأوروبى أسعار الفائدة إلى 3.25% بحلول منتصف العام.
أضاف هاردمان أن التباعد الواسع بين سياسة البنك الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأوروبى، قد يساعد اليورو على الارتفاع إلى 1.12 دولار بحلول بداية عام 2024.
وبذلك فإن التهديد المستمر المتمثل فى ارتفاع أسعار الطاقة من شأنه أن يضر بشروط التبادل التجارى فى أوروبا، مما يؤكد حذر هاردمان بشأن زيادة أسعار اليورو مقابل الدولار حتى الآن.
إعداد – محمد عماد: