«المركزى» يطلق ركناً بموقعه للتثقيف المالى بمحتوى مناسب للأطفال و«التربية والتعليم» تحاول دمجه بالمناهج
يتمنى الجميع أن يصبح أطفالهم سعداء وناجحين. وقد يساعد تعليمهم للتمويل الشخصى وعلم الاقتصاد، وأدوات الشمول المالى ذلك بالحدوث، بل قد يكون الافتقار لهذا النوع من التعليم عائقاً يؤدى إلى تأثر وضعهم المالى فى المستقبل، ويجعل قراراتهم أقل حكمة.
وخلال الأزمة الاقتصادية التى مرت بها مصر، بات الجميع يبحث عن إجابات وفهم مسائل اقتصادية لتكوين وجهة نظر، لكن تعذر الأمر على الكثير مع فوضى المعلومات فى عالم وسائل التواصل الاجتماعى.
يقول محمد محمود، مسئول بإحدى شركات الاتصالات، إنَّ عدم تلقيه التعليم الكافى فى الاقتصاد جعله يتخذ قرارات خاطئة، أدت إلى أنه رغم إنهائه الماجستير، ودراسته الإضافية، وتقدمه بالفعل فى المستوى الوظيفى إلى ثبات وضعه مادياً لأكثر من 6 سنوات.
أضاف: «بتُ أشعر أن ما ينقصنى أن أتعلم الاقتصاد الذى يؤثر على حياتى؛ حتى أستطيع أن أمتلك زمامها، وأحدد خياراتها، والبحث ربما عن دروب أخرى تساعدنى، والأهم أنى سأحرص على تعليم ابنى بمجرد بلوغه الرابعة بصورة مبسطة، وسأعتمد فى ذلك على أكاديميات إلكترونية مثل أكاديمية خان».
واتجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، خلال السنوات الأخيرة، لدمج تعريف الاقتصاد للنشء فى المناهج بداية من الصفوف الأولى فى المرحلة الابتدائية، لكن كانت تعريفات موجزة.
وخلال الأسابيع الماضية، ومع إطلاق موقعه الجديد، طوَّر البنك المركزى شكل المحتوى التعليمى لديه ويقدمه بشكل جذاب ومناسب للأطفال، من خلال مجموعة من الفيديوهات التى تتطرق إلى مفاهيم الادخار، وأهمية البنوك، والضرائب وريادة الأعمال، وهل طباعة الأموال حل لنقص الأموال.
ويتناقض هذا التوجه مع جعل مادة الاقتصاد والإحصاء فى المرحلة الثانوية العامة مادة إجبارية على جميع الشُعب لكن «لا تضاف إلى المجموع»، ما يهمش دورها، والاهتمام بها فى مرحلة تعليمية يتشكل بها وعى الطالب.
«الإدريسى»: تعليم النشء الاقتصاد يبدأ من المرحلة الابتدائية بتعليم الأطفال لسلوكيات الادخار
قال على الإدريسى، أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية العربية للنقل البحرى، إنَّ تعليم النشء الاقتصاد يبدأ من المرحلة الابتدائية بتعليم الأطفال سلوكيات الادخار؛ لخلق ما يُعرف بالوعى الاستهلاكى لدى الأجيال الجديدة وترتيب أولوياتهم.
وعندما كان نائباً لرئيس البنك الدولى، طالب محمود محيى الدين، بإطلاق مبادرة مصرفية تتبنى البنوك بموجبها فتح بطاقة ادخارية لكل طالب ولو بـ100 أو 200 جنيه عند التحاق الطالب بأولى مراحل التعليم، على أن يستخدمها كحساب مصرفى خاص به فى بقية حياته، لافتاً إلى أن معدلات الادخار فى مصر متدنية.
وفى السنوات الأخيرة الماضية، كان هناك مسعى بدخول مناهج التمويل والاقتصاد إلى مدارس الأطفال فى الولايات المتحدة، بحسب موقع سى إن بى سى.
اقرأ أيضا: التكنولوجيا المالية وكورونا يقودان طفرة الشمول المالى فى مصر
«توقف الناس عن الاهتمام»، هذا ما قاله نان موريسون، الرئيس والمدير التنفيذى لمجلس التعليم الاقتصادى «هناك دائماً شىء ما يحدث يستحق إلقاء نظرة من خلال عدسة الاقتصاد».
أضاف: «يعلمك الاقتصاد كيف يعمل العالم، وهو نوع ما نظرة شاملة عن كيفية تفاعل الأشياء مع بعضها البعض».
وتساءل لماذا يقلق الناس من انخفاض سوق الأسهم عندما يعلن رئيس الاحتياطى الفيدرالى عن احتمالية رفع أسعار الفائدة؟ لأن ذلك يمكن أن يؤثر على فلسفتك الاستثمارية، إذا كنت محظوظاً بما فيه الكفاية لتملك استثمارات.
أيضاً، قد يؤثر ذلك على نوع التمويل الحكومى الذى يصبح متاحاً إذا كنت تفكر فى تولى وظائف معينة. إنه يؤثر على التوقعات الوظيفية.
أضاف «موريسون»: «فى كل مرة أخبر بها شخصاً عما أفعله، يقولون لى: «رائع، أتمنى لو كنت درست المزيد من الاقتصاد فى المدرسة الثانوية، كان ذلك سيساعدنى كشخص بالغ».
أوضح: «أنا مؤيد كبير للتأكد من أن كل طفل بإمكانه العد والقراءة؛ لأنه دون ذلك، ليس له مكان. ولكن إذا لم نعلمهم عن السياق الذى يتخذون فيه القرارات، ومنحهم المهارات لفهم المفاضلات والخيارات وهو ما سيعلمك إياه الاقتصاد، إذن أعتقد أننا مقصرون حقاً».
ويرى «موريسون»، أن أحد القرارات الكبيرة التى يجتمع فيها الاقتصاد والتمويل الشخصى هو اختيار الكلية والوظيفة، إذ فى الواقع، هناك الكثير من الخيارات المعقدة التى يجب اتخاذها حول ذلك. ما أهدافى؟ ما الطرق المختلفة لتحقيق تلك الأهداف؟ كيف أتخذ تلك القرارات؟ هذا هو المكان الذى تجتمع فيه مهارات صنع القرار فى الاقتصاد والمعرفة بمفردات التمويل الشخصى لكثير من الأفراد.
مع هذا التعليم، ومع مهارات صنع القرار، يمكن أن تتخذ قراراً جيداً ومستنيراً فعلاً بشأن الخطوة التالية بعد المدرسة الثانوية.
5 نصائح من مجلس التعليم الاقتصادى ليتعلم أطفالك الاقتصاد
1- اقرأ الجريدة مع أطفالك، من المهم إجراء هذه المحادثة مع أطفالك. إنهم يهتمون ويريدون أن يسمعوا عن هذه الأشياء، ويمكنك تشجيع أطفالك على البحث عن إجابات لتساؤلاتهم. ووجه بمشاهد ما يقوله الخبراء الاقتصاديون عن هذا.
2- حاول إجراء المحادثة فى المنزل، حتى لو لم تكن مثالية. لا يهم حقاً. مجرد تعريف أطفالك بالمفردات فقط حتى يبدأوا فى سماع الكلمات، يزيل الخوف، ويزيل اللغز.
3- يجب أن تكون هناك خطة واضحة لتشكيل الوعى الاستهلاكى لدى النشء ودمجه بطرق عديدة مباشرة وغير مباشرة فى القصص ودروس اللغة، فضلاً عن مناهج التربية الدينية للتشجيع على ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف.
4- تشكيل الوعى الاستهلاكى لدى الأجيال الجديدة سيكون بمثابة حل سحرى للمشكلات الاقتصادية المتعلقة بالسلوكيات الخاطئة للأفراد.
5- المرحلتان الإعدادية والثانوية هما الأنسب لتعليم الطلاب أهمية الأدوات البنكية ودور البنوك فى الاقتصاد وحماية مدخرات الأفراد وتنميتها، للاستفادة من الخدمات المختلفة، وتغيير ثقافة الاستهلاك والادخار إلى الأفضل التى ستنعكس بدورها إيجابياً على الاقتصاد.
كتبت – وعد محمد