المرشدى: 30% من مستلزمات الصناعات النسجيية تستورد من الهند والصين
دعت مجموعة دول “بريكس”، الخميس الماضى، دعوة 6 دول جديدة إلى التكتل الاقتصادى، بينها مصر اعتبارًا من يناير 2024.
وتعلق مصر آمالاً كبيرة على الانضمام للمجموعة لتقليل الاعتماد على الدولار فى التعاملات مع العالم الخارجى بشكل يخفف ضغوط أزمات العملة المتكررة التى تمر بها.
قالت عدد من القطاعات المختلفة، إن انضمام مصر لتجمع “بريكس” سيكون له مردود إيجابى على الصادرات خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال خفض تكلفة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الدولار التى تنعكس بالتبعية على زيادة تنافسية المنتج المحلى، بجانب جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر.
وتوقع محللون، أن يعود انضمام مصر إلى التجمع بمزايا كثيرة من الناحية الاقتصادية، أبرزها تحسين شروط التجارة الخارجية، وتوسيع حجم تصدير المنتجات المحلية، وتعزيز تنافسيتها مع العديد من الدول، وجذب الاستثمارات إلى قطاعات تستهدف الدولة تمنيتها، وتلقت مصر دعوة الأسبوع الماضى للانضمام إلى المجموعة بدءًا من العام المقبل، مع 5 دول أخرى هى السعودية والإمارات وإيران والأرجنتين وإثيوبيا.
وأسست “بريكس” دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ويمثل التكتل نحو 30% من حجم الاقتصاد العالمي، و26% من مساحة العالم و43% من سكانه، وينتج أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم، كما أسست المجموعة بنك تنموى خاص بها يهدف إلى دعم مشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة للدول المشتركة في المجموعة.
المهندس: إيضاح آليات تفعيل التعامل بالعملة المحلية مع دول القمة يدعم القطاع
قال عمرو الألفى، رئيس قسم البحوث بشركة برايم، إن مجموعة بريكس مجموعة اقتصادية هامة نجحت فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة آخر 20 عاما، وانضمام مصر إليها خطوة هامة خاصةً فى مجالات الاستثمار والتمويل.
ويرى مصطفى شفيع رئيس قسم البحوث فى شركة العربية أونلاين، أن مصر لديها عدة أسباب تجعل من الانضمام لتجمع البريكس ذا فائدة كبيرة لها وأهم هذه الأسباب هو نقص العملة الخضراء لديها.
أوضح أن أقصى شىء يمكن للمجموعة فعله حاليًا هو جعل تعاملاتها التجارية بالعملة المحلية، وأضاف أن بانضمام مصر إلى تكتل “بريكس” ستستطيع جذب الاستثمارات بالقطاعات التى ترغب بتنميتها.
ولكنه قال إن زيادة صادرات مصر مشكلتها فى إنتاج المنتجات القابلة للتصدير أكثر منه وجود الأسواق التصديرية، كما أن التجارة مع الولايات المتحدة قد تتأثر بفعل العوامل السياسية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال هشام حمدى، المحلل بشركة نعيم، إن انضمام مصر لمجموعة “بريكس” خطوة جيدة كونها مجموعة اقتصادية مهمة، فضلاً عن وجود بنك التنمية التابع للمجموعة، مما يسهم فى توفير خطوط إمداد أخرى للتمويل.
وأشار إلى أن تلك الخطوة ستعمل على زيادة التبادل التجارى بين مصر ودول المجموعة وما يترتب على ذلك من فوائد اقتصادية عديدة.
قالت أمانى عصفور، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأفريقى، أحد المشاركين فى القمة التى عقدت فى جنوب أفريقيا مؤخرًا، إن المجلس ركز على 3 محاور خلال المنتدى الذى عقد على هامش القمة، وهى جلب الاستثمارات من أعضاء المجموعة إلى القارة الأفريقية، والثانى عمل قيمة مضافة للمنتج الإفريقى، والثالث دعم الصناعة الأفريقية عبر نقل التكنولوجيا وفتح أسواق دول التجمع للمنتج الأفريقى.
أضافت عصفور لـ “البورصة”، أنه فى 1 يناير المقبل ستكون مصر عضوًا رسميًا ضمن أعضاء “بريكس”، وسيكون لدى مصر مجلس أعمال خاص بها داخل التكتل الاقتصادى كباقى الاعضاء لبحث سبل التعاون فى جميع المجالات والقطاعات.
أوضحت أن مصر تركز على جذب استثمارات من دول “بريكس” للتصنيع فى مصر للتصدير إلى أسواق أفريقيا.
وقالت إن التعامل بالعملة الوطنية فكرة مطبقة بالفعل فى البنك الأفريقى للاستيراد والتصدير للتعامل بين دول القارة الأفريقية بالعملات الوطنية، ويمكن تنفذها من خلال بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بين دولها حتى يتم تنفيذ عملة موحدة.
قال خالد أبوالمكارم، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن استفادة القطاع لن تظهر إلا مع بدء التعامل والانضمام رسميًا للتكتل.
وأضاف «أبوالمكارم» لـ«البورصة» أن كل المؤشرات الحالية تشير إلى أنه سيكون له أثر إيجابى على الاقتصاد المصرى والصناعة والتصدير بشكل خاص، وفى مقدمتها كسر حدة الاعتماد على الدولار.
وأوضح أن خفض الطلب على الدولار سيزيد وفرته فى السوق وبسعر مناسب، حيث تعتبر هذه الميزة من أهم المزايا التى ترفع تنافسية المنتج فى التصدير أيضًا، وأكثر من نصف واردات القطاع تأتى من دول التكتل.
الفندى: الانضمام خطوة جيدة ومصر تستورد أغلب احتياجات السكر من البرازيل
قال إن الصين تعتبر أهم مورد لمصر للخامات وقطع الغيار والماكينات وجزء من المنتجات، وتأتى بعدها الهند من دول التكتل والأرجنتين والبرازيل، وحال اعتماد عملة موحدة ستخفف الضغط على الدولار وتقليل تكلفة الإنتاج.
قال شريف الصياد، رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، إن تجمع “بريكس” يعتبر قوة شرائية هائلة وتعاملها بالعملات الوطنية يخفف الضغط على الدولار، والذى يعتبر المكسب الأكبر حال التفعيل.
أشار إلى أن الاعتماد على العملات المحلية سيعزز الاستفادة من اتفاقية الميركسور مع البرازيل ودول أمريكا اللاتينية، والتى تمنح حرية مرور البضائع المصرية بدون جمارك.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقية ستجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر من دول تجمع “بريكس” خلال الفترة المقبلة وسيدعم قوة الجنيه أمام الدولار.
وسجلت الصادرات غير البترولية نمواً 15.1% لتصل إلى 35.7 مليار دولار العام 2022، مقابل 31 مليار دولار فى 2021.
قال علاء الوكيل، عضو المجلس التصديرى للصناعات الغذائية: «إن انضمام مصر لتجمع “بريكس” يعتبر تمهيدًا لزيادة الصادرات خلال السنوات المقبلة وليس بشكل لحظى كما يعتقد البعض».
أوضح أن تأثير الانضمام إلى هذا التكتل يحتاج إلى 5 سنوات لكى يظهر تأثيره على الصناعة والصادرات المصرية.
تابع: «لو تم الاتفاق بالفعل على عملة موحدة سيكون هناك فرص واعدة أمام توسع الصادرات المصرية مع دول التجمع خاصة بعد ضم الدول المدعوة حاليا ليصبح التكتل مسيطرًا على نصف تعداد سكان العالم».
الصياد: تجمع “بريكس” قوى شرائية هائلة ومكسب على المدى البعيد
من جانبه قال وجيه بسادة، عضو المجلس التصديرى لمواد البناء والصناعات المعدنية، إن قطاع مواد البناء أمامه فرصة جيدة لاستيراد الخامات والماكينات من دول التجمع بتكلفة أقل حال الاستيراد بالعملات المحلية لهذه الدول.
وأشار إلى أن الاستيراد بدون الحاجة للدولار واليورو سيقلل التكلفة ويرفع تنافسية المنتج المصري، وفى المقابل يرى أن فرص زيادة صادرات القطاع لهذه الدول وفى مقدمتها السيراميك محدودة للغاية، خاصة أن هذه الدول من أكبر المنتجين العالمين للسيراميك.
من جانبها قالت نهى نهاد، المدير التنفيذى للمجلس التصديرى للأثاث، إن المجلس يسعى لإيجاد فرص للتعاون المشترك مع البلاد المختلفة من تجمع “بريكس” سواء بالتصنيع المشترك أو نقل الخبرات.
وأشارت إلى أن روسيا تعتبر أحد الموارد الهامة لاستيراد الأخشاب، والاعتماد على الاستيراد بالروبل أو بعملة موحدة مع دول تجمع “بريكس” سيتيح فرصة لاستيراد الخامات بشكل أسهل وتكلفة أقل.
قال محمد المرشدى، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إن انضمام مصر لتكتل “بريكس” سيساهم فى تخفيف الطللب على الدولار ، موضحاً أن قطاع الصناعات النسيجية يعتمد على استيراد 30% من مستلزمات الإنتاج من الصين والهند وبالتالى فإن الاستفادة للقطاع ستكون مضاعفة.
أضاف لـ “البورصة” أن تواجد مصر فى “بريكس” سيفتح بابًا لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر خاصة فى قطاع مستلزمات الإنتاج الذى يعانى من أزمة حقيقية خلال الفترة الحالية.
أشار إلى أن الغرفة ستسعى خلال الفترة المقبلة إلى التواصل مع الشركات فى البرازيل والهند وروسيا لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة بالقطاع فى إطار تعزيز التعاون التجارى وفقًا المتغيرات الإيجابية المرتقبة.
أشار إلى أن أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة فى القطاع بمجال الألياف الصناعية وخيوط البوليستر التى تمثل 55% من الخامات الداخلة فى إنتاج الأقمشة والملابس.
أوضح أن الألياف الصناعية وخيوط البوليستر يتم استيرادها من الصين، نظراً لعدم توافر الخام محلياً، مؤكداً أن التوجه نحو توفيرهاً سيساهم فى توفير ملايين الدولارات على مصر.
الوكيل: 5 سنوات حتى تظهر تبعات الانضمام وتأثيره على الصناعة والصادرات
قال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصرية، إن انضمام مصر لمنظمة “بريكس” خطوة جيدة لكن مردود ذلك على الاقتصاد المصرى ليس قريبًا.
أضاف لـ “البورصة”، أن سرعة الوصول إلى اتفاقيات بشأن استخدام العملة المحلية فى التبادل التجارى سيعجل بالخروج من أزمة الدولار الخانقة.
قال حسن الفندى، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية إنه من المرجح أن يستفيد القطاع من انضمام مصر للبريكس لاستيراده الخامات الأولية التى تدخل فى الصناعات الغذائية وبالتحديد السكر والقمح والذرة.
أشار إلى أن مصر لديها فجوة بين إنتاج واستهلاك السكر تقدر بـ 400 ألف طن سنوياً، موضحاً أن البرازيل تعد السوق الأكبر لمصر لاستيراد خامات السكر تليها الهند، لذلك هذا الانضمام سيساهم فى تغطية تلك الفجوة.
قال أحمد الشناوى، نائب رئيس لجنة الاستدامة بجمعية رجال الأعمال ، إن انضمام مصر إلى التجمع يتيح فرصًا جديدة للتجارة والاستثمار مع الدول الأعضاء الأخرى من خلال تسهيلات تجارية أفضل وتحسين الوصول إلى أسواق كبيرة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين.
أضاف الشناوى لـ “البورصة” أن مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبنية التحتية من المتوقع أن تشهد انتعاشًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة مع دول أعضاء التجمع.
قال أحمد عبد الحميد رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن الانضمام يعد بداية لإنهاء سيطرة القطب الواحد وعصر جديد للمعاملات التجارية العالمية متعددة العملات حيث أن هذا التحالف الهدف منه فى الأساس تبادل السلع ونمو حجم التجارة.
كتب – محمد عزب ورشا سرور ومحمد يونس وآية حسن البعل ويوسف شديد وأمنية عاصم ومريم الرميحى: