«عضو المجلس الدولى للزيتون»: 40 مستثمرا أجنبيا يدرس زراعة 1.2 مليون فدان زيتون بمصر
«أكاجو»: توقعات بالتوسع فى عصر الزيتون على حساب منتج المائدة
«كواليتى ستاندر»: توقعات بزيادة الصادرات مع الطلب العالمى وزيادة الأسعار
يبدو أن اتساع موجات الجفاف فى أوروبا وتراجع إنتاج إسبانيا -أكبر منتج لزيت الزيتون فى العالم- ستمنح المزارعين فى مصر فرصا للتوسع فى زراعات أشجار زيتون الزيت على حساب زيتون المائدة الذى اشتهرت به مصر محتلة مراكز متقدمة فى قائمة أكبر المنتجين عالميًا.
وصعد سعر زيت الزيتون البكر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 8500 دولار للطن المترى، بنمو 125% مقارنة بمتوسط أسعار المنتج خلال آخر 3 سنوات، ليحطم رقم قياسى جديد بعد أعلى مستوى له فى عام 1996 بما يزيد قليلا على 6200 دولار للطن، بالتزامن مع انخفاض إنتاج زيت الزيتون العالمى بأكثر من 20%.
قال مصطفى هاشم، نائب رئيس المجلس المصرى للزيتون، عضو اللجنة الاستشارية للمجلس العالمى للزيتون، إن التغيرات المناخية تسببت فى تراجع إنتاج مصر من الزيتون للعام الثالث على التوالى لكن تأثيرها فى أوروبا أكبر، وهو ما يعطى فرصة قوية للزراعة فى مصر يجب اقتناصها للاستفادة من الارتفاع العالمى لأسعار زيت الزيتون.
وأضاف «هاشم» لـ«البورصة»، أن زراعة الزيتون تحتاج إلى فترة من 4 إلى 5 سنوات لكى تؤتى ثمارها، وهو ما يجعل قرار الاستثمار فى هذه الشجرة صعب فى ظل التقلبات الكثيرة التى تطرأ على السوق العالمية، فيما ساهمت ارتفاعات الأسعار فى توجيه الأنظار للتوسع فى تصنيع زيت الزيتون.
كيف تستفيد مصر من تراجع إنتاج زيت الزيتون عالميًا؟
تابع: «بدأ التوجه من قبل معظم مزارعى الزيتون فى مصر إلى التوسع فى زراعة زيتون لأغراض عصره إلى زيت».
وتواجه إسبانيا موجات جفاف قياسية آخر عامين ليعصف بأكثر من نصف محصولها خلال موسم 2022-2023، ليهبط بالإنتاج إلى نحو 663 ألف طن مترى، كما انخفض إنتاج إيطاليا، حيث يقتل أحد مسببات الأمراض أشجار الزيتون، مما تسبب فى انخفاض الإنتاج العالمى إلى 2.62 مليون طن، بانخفاض الربع تقريبا عن العام السابق.
كما حظرت تركيا، إحدى الدول القليلة التى تمتعت بمحصول جيد فى 2022-23، الصادرات فى محاولة لخفض الأسعار المحلية.
شدد على أهمية تيسير كافة المعاملات مع المستثمرين فى القطاع الزراعى ومزارع ومصانع الزيتون على وجه التحديد مع الجهات الحكومية والمعاملات المالية، لتكون وسيلة طمأنة للمستثمر الأجنبى لجذبه للسوق المصرية، لتصبح مصر مركزًا لزراعة زيتون الزيت بعد موجات الجفاف التى ضربت أوروبا.
وقال إن مصر احتلت المركز الأول فى إنتاج زيتون المائدة خلال 2019، لكنها تراجعت لتصبح ضمن المراكز الخمس الأولى خلال آخر 3 سنوات.
توقعات بنمو الإنتاج لكنه لا يزال منخفضًا
وتوقع نمو معدلات إنتاج الزيتون خلال العام الجارى مقارنة بالعام الماضى ليصل إلى 40% من إنتاج 2019 الذى وصل إلى 800 ألف طن من زيتون المائدة، وهو الإنتاج المثالى لزراعة الزيتون فى مصر، حيث حصلت مصر وقتها لقب أكبر منتج لزيتون المائدة عالميًا، فيما سجلت معدلات الإنتاج خلال العام الماضى نحو 25% فقط من المحصول خلال 2022 من الإنتاج المعتاد.
ويقدر عدد أشجار الزيتون فى مصر بين 45 و55 مليون شجرة، وتستحوذ منطقة وادى النطرون وطريق الإسكندرية الصحراوى والمنيا وطريق أسيوط الغربى على أكبر تجمع لزراعات الزيتون حالياً، ومعظمها مزارع جديدة عمرها أقل من 25 سنة.
زيتون المائدة يستحوذ على 85% من الإنتاج
وقال إن زيتون المائدة يستحوذ على نسبة تتراوح بين 80 و85% من إجمالى إنتاج الزيتون فى مصر، وتخصص باقى النسبة إلى زيتون الزيت، حيث تأتى إسبانيا والبرازيل واليونان ضمن قائمة أكبر الدول المستوردة لزيتون المائدة من مصر، إذ تستورد نحو 90% من الكميات فى براميل كبيرة للمصانع.
أضاف: «على الرغم من احتلال مصر مراكز متقدمة ضمن قائمة أكبر منتجى زيتون المائدة لكنها مازالت بعيدة على قائمة أكبر المصدرين، وذلك بسبب ضعف الاهتمام بتعبئة وتغليف المنتج للمنافسة عالميًا».
استكمل: «يُعد الاهتمام بالتعبئة والتغليف ورفع جودتهما بمثابة المفتاح الأول لزيادة صادرات مصر من زيتون المائدة، مع مراعاة ثقافة المستهلك وذوقه فى المنتج، خاصة أن العميل الأوروبى يفضل المخلل ذو المذاق «الحلو».
شدد على ضرورة الاهتمام بأساليب الزراعة والمعاملات الصحيحة لتقليل متبقيات المبيدات فى زراعة الزيتون، ومن ثم زيت الزيتون لكى يقدر على المنافسة عالميًا، حيث تعتبر ارتفاع نسبة متبقيات المبيدات أكبر عقبة فى المنتج المصرى فى التصدير.
من جانبه قال محمود أبو سيف، عضو المجلس الدولى للزيتون، إنه يوجد نحو 40 مستثمرا أجنبيا تقدموا للحكومة للحصول أراضى بمساحات 1.2 مليون فدان لزراعة أشجار زيتون الزيت.
وأضاف «أبوسيف»، أن مصر بحاجة إلى زراعة أكثر من مليون فدان من أشجار زيتون الزيت، لزيادة العوائد من التصدير على توفير ألف فدان للمستثمر الواحد لكى يكون مجزيا للاستثمار، فضلا عن تيسير الإجراءات لاستقطاب المستثمر الأجنبى.
وأوضح أن أهم المناطق التى يستهدفها المستثمرون الأجانب هى سيوة ووادى النطرون والفرافرة والمنيا.
وأضاف أن الشركات الإسبانية بدأت تتجه للاستثمار فى أشجار الزيتون فى مصر منذ 2016 وتسعى للتوسع خلال الفترة الحالية.
نمو متوقع 60% فى إنتاج زيتون المائدة هذا العام
وأشار «أبو سيف» إلى أن موسم الجنى يبدأ من شهر أغسطس حتى أكتوبر، كما أن محصول العام الجارى تحسن عن العام الماضى بزيادة تقدر بنحو 60% مقارنة بالتراجع الكبير فى إنتاج العام الماضى.
وتوقع أن تستعيد مصر مكانتها لتتصدر قائمة أكبر الدول المنتجة لزيتون المائدة هذا الموسم تزامنًا مع تراجع إنتاج إسبانيا، مشيرًا إلى أن مصر تنافس على المركز الأول والثانى آخر 10 سنوات فى أكبر منتجى زيتون المائدة.
وقال إن الزيتون يعتبر أقل الاشجار استهلاكا للمياه، حيث يتراوح حجم استهلاكها بين 2500 إلى 3 آلاف متر مكعب مياه للفدان سنويًا، وتعتبر أنسب الأشجار المثمرة القادرة التعامل مع ندرة المياه.
من جانبه قال محمد طلبة، مدير مصنع كواليتى ستاندر، إن انخفاض قيمة الجنيه ساهم فى زيادة الصادرات بشكل كبير من زيت الزيتون من مصر خلال العام الجارى، متوقعًا مواصلة زيادة الصادرات خلال العام الجارى مع تراجع الإنتاج العالمى وارتفاع الأسعار.
وأضاف «طلبة»، أن موسم عصر زيتون الزيت يبدأ فى شهر أكتوبر من كل عام وينتهى فى ديسمبر، ويتم تصدير المنتج للمصانع فى الخارج، ولا تخرج فى شكل منتج نهائى للتجزئة.
أشار إلى أن الشركة تنتج زيتون المائدة وزيت الزيتون وتعتمد على التصدير بشكل أساسى، حيث يفضلها المستهلك الأوروبى، والذى يعتبر زيت الزيتون من المنتجات الأساسية وليس منتج تكميلى.
وأوضح أن الارتفاع القياسى لأسعار زيت الزيتون دفع شريحة من المستهليكن المحليين إلى خفض مشترياتهم من زيت الزيتون، بعدما ارتفع حجم الطلب فى مصر خلال السنوات الأخيرة مع الاتجاه إلى تقليل الاعتماد على الزيوت المهدرجة والاعتماد على الطعام الصحي.
ارتفاع أسعار الزيت يخفض حصة زيتون المائدة
من جانبه قال محمد مصطفى الرئيس التنفيذى لشركة أكاجو للاستيراد والتصدير، إن ارتفاع الأسعار العالمية لزيت الزيتون ستدفع الشركات إلى توجيه جزء من الإنتاج إلى عصر الزيت فى مقابل تصنيعه «مخلل» حيث كانت توجه النسبة الأكبر لهذه الصناعة خلال السنوات الماضية.
السوريون أبرز المستثمرين الجدد
وأشار إلى وجود مستثمرين سوريين بدأوا يتجهون إلى الاستثمار فى زراعة أشجار الزيتون من خلال شراء مزارع قائمة بالقعل، بهدف الاستثمار فى تصنيع زيت الزيتون، لأصناف زيتون «البيكوال» الذى يتيح للمحصول المرونة فى تصنيع الزيت وتصنيع زيتون المائدة، وذلك فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية للزيت.
وأشار إلى وجود فرصة جيدة أيضًا لتصدير زيتون المائدة خلال العام الجارى مستفيدًا من تراجع الإنتاج العالمى من الزيتون هذا العام.
وتوقع ارتفاع إنتاج مصر من زيت الزيتون خلال السنوات المقبلة، مع بدء طرح محصول الزيتون ضمن مشروع «100 مليون شجرة زيتون» والذى يقام على مراحل، حيث تعتبر خطوة جيدة لزيادة إنتاج مصر.
ولفت إلى ارتفاع الطلب الخارجى على زيتون المائدة من قبل إسبانيا واليونان، حيث أبرمت الشركة تعاقدات كثيرة لتصدير المنتج إليها خلال الفترة الأخيرة.