الشركة تستهدف تحقيق 50 مليون دولار مبيعات خلال 5 سنوات
تستهدف شركة إيزون إكسبرينس لخدمات التعهيد تصدير نحو 70% من خدماتها إلى خارج السوق المصرى خلال السنوات الثلاث المقبلة للوصول إلى حجم صادرات بنحو 30 مليون دولار.
وقالت أمانى ربيع، الرئيس التنفيذى للتطوير بالشركة فى مقابلة مع “البورصة”، إن حجم الصادرات حاليًا يمثل أقل من 10% من إجمالى مبيعات الشركة، ولكن الاستراتيجية الجديدة تركز على تقديم خدمات “إيزون إكسبرينس” إلى أسواق جديدة، بالتوافق مع استراتيجية الدولة نحو تحقيق نمو فى صادرات الخدمات التكنولوجية.
وتسعى مصر للوصول بصادراتها الرقمية إلى 9 مليارات دولار بنهاية 2026، ومنها خدمات التعهيد، مقابل 4.9 مليار دولار خلال العام الماضى؛ بحسب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت.
وتابعت ربيع، أن “إيزون إكسبرينس” تستهدف فتح أسواق جديدة فى أوروبا، خاصة ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، بجانب دول الخليج، مع التركيز على الإمارات.
وأكدت أن الشركة تتمتع بعدة ميزات تنافسية تمكنها من اجتذاب عملاء من عدة دول أجنبية، إذ إنها بالفعل تعمل فى 18 دولة إفريقية، بالإضافة إلى إنجلترا والهند، ما يمكنها من تقديم خدمات توسعية لأى عميل يرغب فى فتح أسواق جديدة.
وأضافت أن “إيزون إكسبرينس” تقدم خدمات متنوعة، يتم تخصيصها حسب نوع العميل ومتطلباته، على عكس الشركات كبيرة الحجم، التى تطبق نموذجاً واحدًا يسرى على كل العملاء، وبذلك تكون “إيزون” قريبة من العميل النهائى وقادرة على استيعاب احتياجاته.
اقرأ أيضا: “إيزون إكسبرينس” للتعهيد تستهدف التعاون مع 500 شركة خلال عامين
وأشارت إلى الميزة التنافسية لمصر ككل، والتى تتمثل فى وجود كوادر بشرية تمتلك مهارات لغوية متنوعة، وتسعى لاستغلال ذلك فى جعل مصر مركزاً لأوروبا، بتطوير مهارات اللغات التى تلاقى أعلى طلب من الأسواق الخارجية، وهى الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، وبعض اللغات الأوروبية الأخرى.
وتابعت أن اللغة الألمانية تحظى بأولوية عن اللغة الفرنسية، لتواجد العديد من البلدان المجاورة التى تقدم خدمات باللغة الفرنسية، إلا أن الألمانية، والإنجليزية بمستوياتهما المختلفة، لهما فرص واعدة لزيادة القبول من الأسواق الأوروبية.
وتسعى “إيزون إكسبرينس” لزيادة حجم مبيعاتها إلى ما بين 45 مليوناً و50 مليون دولار، خلال السنوات الخمس القادمة، على أن تشكل المبيعات التصديرية نحو 30 مليون دولار من هذا المبلغ، وفقاً للاستراتيجية التى وضعتها الشركة بعد عملها لمدة عام واحد فى مصر.
وتستهدف الشركة تصدير نحو 2500 مقعد خلال السنوات القادمة، وتختلف التكلفة الاستثمارية حسب الأسواق التى تقدم فيها الخدمات، وحسب نوع الخدمة المقدمة ودرجة المهارات التى تحتاجها، وأكدت أن خدمات التعهيد لا تتوقف فقط على خدمة العملاء، وإنما تشمل خدمات محاسبية، وخدمات الموارد البشرية، وأحياناً أيضاً الخدمات الطبية، وقد تصل تكلفة المقعد الواحد فى الخدمات مرتفعة المهارة إلى نحو ألفى دولار شهرياً.
وأوضحت أن “إيزون إكسبرينس” خلال شهر نوفمبر الماضى وضعت استراتيجية متكاملة للوصول إلى المبلغ المستهدف، على أن تضخ مبالغ استثمارية على دفعات متفارقة، وفي الوقت الحالي يتم ضخ استثمار للمبنى الجديد للشركة.
وأشادت بصعود مصر ضمن المراكز الأربعة الأولى فى مؤشر التنافسية لخدمات التعهيد، حيث برزت أهميته فى جعل مصر على الخريطة بين الدول الأخرى، ويسر عمليات المفاوضات مع العملاء من الأسواق الخارجية، إذ أدركوا الميزات التنافسية التى يتمتع بها السوق المصرى من كوادر بشرية، وعمالة منخفصة التكلفة.
وترى أن خدمات التعهيد تقوم على محددات هى مدى توافر البنية التكنولوجية، وكذلك أسعار المقرات والأجور، وتسعى إلى إضافة مقر جديد فى إحدى المناطق الحرة مطلع العام المقبل.
وتنافس مصر، الهند فى خدمات التعهيد خلال السنوات الأخيرة، ويوجد مزايا كبيرة مع نمو حزم اللغات الأجنبية التى يتكلمها المصريون على خلاف الهند، «فى مصر يوجد متحدثون بالإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية وكذلك اليابانية.. يمثل ذلك كفاءة كبيرة لخدمات التعهيد المصرية إلى جانب انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار»، وفقاً للرئيس التنفيذى للتطوير بالشركة.
“إيزون إكسبرينس” وصلت بقاعدة عملائها إلى 500 مليون عميل
وتمتلك “إيزون إكسبرينس” حتى الآن 3500 مقعد فى مصر، بالتوزيع على 4 مناطق مختلفة، ويعد الموقع الأهم هو موقع أسيوط، إذ يعزز من تواجدها فى الصعيد، وقدرة الشركة على إحداث فارق من خلال التنوع فى الكوادر البشرية، والخدمات التى تقدمها للمناطق الجغرافية المختلفة.
وكشفت أن الشركة تستهدف التوسع فى المزيد من مدن الصعيد، بالإضافة إلى استهدافها المدينة التكنولوجية فى السادات، وذلك حسب خطط الشركة الاستراتيجية للتوسع فى السوق المحلى، حيث تخدم الشركة حالياً نحو 500 مليون عميل، ويشمل هذا العدد العملاء النهائيين للشركات التى تتعامل معها «إيزون» لتقدم لها خدمات التعهيد.
وتستهدف “إيزون إكسبرينس” بصورة كبيرة القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا، والخدمات المعتمدة على التواصل الدورى مع العملاء، مثل قطاع التجارة الإلكترونية، وقطاع التجزئة؛ حيث يمتلك العملاء العديد من التساؤلات والشكاوى، التى يمكن أن يتم الرد عليها من قبل المتعهدين.
وتابعت أن الشركات الناشئة تمثل شريحة مهمة من عملائها، لأنها عادة ما تستخدم خدمات التعهيد بدلاً من تعيين موظفين براتب ثابت، خاصة فى بداية عملياتها، لأن ذلك يقلل التكلفة النهائية على الشركة، كما تستهدف الشركة أيضاً المنصات الإعلامية الرقمية، بالإضافة إلى صناعة وصيانة السيارات، والبنوك، والأنشطة المالية غير المصرفية.
خطة لتقديم خدمات تحصيل المديونيات الرقمية للبنوك
وتابعت أن الشركة تعتزم توفير خدمات جديدة خاصة بالقطاع المصرفى والقطاع المالى غير المصرفى، وتشمل هذه الخدمات عمليات تحصيل المديونات الرقمية، والتى تقوم فيها شركة التعهيد بتقديم خدمات استشارية، ووضع خطط مع العملاء لكيفية دفع الأقساط فى الوقت المحدد لها، وعلى عكس التحصيل عن طريق مكاتب التحصيل القانونية فى البنوك، والتى تكون فى مرحلة متأخرة من القسط.
وتعتمد هذه الخدمة على التحفيز الإيجابى للعميل، للدفع بدلاً من تقديم تحذيرات نهائية، وتتعهد «إيزون» للبنوك والشركات التى تتعامل معها، بمعاونتهم على تحصيل هذه المديونيات، مقابل الحصول على نسبة من المبلغ المتحصل، فقط بعد أن تتم عملية التحصيل بنجاح.
وأوضحت ربيع، أن الخدمة تقدمها “إيزون إكسبرينس” بالفعل فى جنوب أفريقيا، إذ يعد القطاع المالى التكنولوجى هناك متطوراً بدرجة كبيرة، لكنها ما زالت تحاول إدخال الخدمة فى مصر، وتواصلت بالفعل مع مجموعة من البنوك والشركات المالية غير المصرفية.
يجب صدور اللائحة التنفيذية لقانون حماية البيانات
وأشادت بالبيئة التشريعية فى مصر فيما يتعلق بشركات التعهيد، إذ شهدت الفترة الأخيرة تطورات عديدة حدثت بالفعل، وأخرى قيد التشييد، إلا أن القانون المتعلق بحماية البيانات لا بد من صدوره إذ أكدت على أهمية إصدار اللائحة التشريعية له وبدء العمل بها.
وأشارت إلى أن القانون المتعلق بحماية البيانات لا يؤثر على العمليات المحلية، ولكن على عمليات التصدير بالقدر الأكبر، وخاصة التصدير إلى البلدان المتعنتة فى هذا النوع من القوانين، فعلى سبيل المثال دول أوروبا وخاصة ألمانيا تشدد على إجراءات حماية البيانات، بينما لا تشدد دول الخليج بنفس الدرجة.
وأوضحت أنه بالنسبة لمعدلات الضرائب، فهى تمثل ميزة تنافسة لمصر عن دول أوروبا، ولكن ما تحتاجه مصر هو وجود منطقة حرة للشركات لا تدفع فيها الضرائب لمدة خمس سنوات منذ تأسيسها، حيث قامت بعض دول شرق أوروبا بهذه التجربة، واستطاعت من خلالها اجتذاب العديد من المستثمرين الأجانب.
“إيزون إكسبرينس” تعمل على إضافة خدمة “اعرف عميلك إلكترونياً”
وكشفت أن “إيزون إكسبرينس” تعمل حالياً على إضافة خدمة “اعرف عميلك إلكترونيًا”، حيث تطبقها فى بلدان أخرى وتمتلك المعرفة التكنولوجية بكيفية تنفيذها، بجانب أن الخدمة ليست على درجة مرتفعة من التعقيد لتطبيقها.
أضافت أن الشركة تسعى لاستخدام خاصيات الذكاء الاصطناعى لتطوير جودة خدماتها من خلال توفير خاصيات مثل الرد التلقائى على الرسائل، وتحليل أصوات العملاء لمعرفة درجة الرضا عن الخدمات، وتعمل على تطويرها باللغات العربية، إذ تمثل التحدى الأكبر.
وأوضحت أنه فيما يتعلق بإجراءات الأمن السيبرانى، فـ”إيزون إكسبرينس” تحرص على تطبيق جميع القواعد اللازمة، وأن نوعية الإجراءات تختلف حسب نوع العميل ومتطلباته، وأن شركات التعهيد تلتزم بمجموعة من التحوطات، بدءاً من عدم دخول أى فرد فى المبانى دون إثبات شخصية، بالإضافة إلى عدم التصوير فى بعض الأقسام، إلى التحوطات الأكثر تعقيداً.
وقالت إن التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية، أثرت بشكل إيجابى على “إيزون إكسبرينس”، إذ استطاعت أن تجذب عملاء من أسواق جديدة، وتحديداً منذ عامين اتجهت الشركات فى شرق أوروبا بالنظر إلى السوق المصرى، وإدارك ما يتمتع به من مهارات لغوية متنوعة.