القروض الشخصية ومبادرات دعم الشركات الناشئة سبيل رائدات الأعمال لتوفير التمويل
تلجأ رائدات الأعمال للحصول على قروض شخصية، بدلًا من الاستفادة من مبادرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى توفر التمويلات بفائدة 5%، وذلك بسبب العراقيل الخاصة بالإجراءات، كما أن بعضهن لم يُحاولن من البداية خوفًا من إهدار الوقت والجهد والوصول لنتيجة غير مُرضية لهن.
ولكن على الجانب الآخر، فإنهن يستفدن من المبادرات التى تُطلقها بعض الشركات الكبرى ضمن خطط المسؤولية المجتمعية تجاه النساء أو الصناديق الممولة للمشروعات الناشئة.
خليل: البنوك لا تُمول مُصممى الذهب والفضة.. واضطررت للحصول على قرض شخصى من خلال زوجى
وقالت لمياء خليل، مؤسسة شركة “سلوجين Sloujain” لتصميم وتنفيذ الحلى الفضة، إن أكبر عقبة تواجهها فى تنفيذ توسعات فى أعمالها، هى عدم قدرتها على تدبير التمويل اللازم، ومع ارتفاع أسعار الخامات بمعدلات كبيرة بشكل متكرر خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، فإن توفير الخامات يبتلع الإيرادات أولا بأول.
وأضافت خليل، أنها توجهت لكل البنوك العاملة فى السوق المصرى للاقتراض، ولكنها فشلت فى الحصول على قرض، لأنه محظور إقراض صناعات الذهب والفضة والسلاح، وطالبت بإجراء تعديلات على ذلك الحظر، بما يتيح تمويل أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، حتى ولو لمرة واحدة فقط فى بداية المشروع.
وذكرت أنها توجهت أيضًا لجهاز تنمية المشروعات، ولكن التمويلات المتاحة لفئة مُصممى المشغولات – حال عدم توفر مصنع – لا تتجاوز 25 ألف جنيه، وهى قيمة لا تسمح بالتوسعات إذ أن سعر خامة الفضة حاليًا تصل لـ 40 ألف جنيه.
وأوضحت أنها عند فشل محاولاتها للحصول على قروض المشروعات الصغيرة والمتوسطة بفائدة، اضطر زوجها لاقتراض قرض شخصى وتسخيره للمشروع، لأنها لم تستطع اجتياز تلك العقبة.
على: بدأنا بتمويلات ذاتية واستفدنا من مبادرات وبرامج دعم رائدات الأعمال
وقالت نهال على، مؤسسة منصة “فين كارت Fincart”، وهى متخصصة فى الربط بين التجارة الإلكترونية سواء علامات تجارية أو أفراد وشركات النقل وتوفير الخدمات اللوجيستية اللازمة بين الطرفين، إن هناك العديد من الفرص الداعمة لرائدات الأعمال سواء من خلال منح تمويلات مُيسرة أو منح أو من خلال تسهيل الحصول على الدعم الفنى.
وأضافت على، أنها لم تحصل على قروض استثمارية حتى الآن، ولكن كل التمويلات التى حصلت عليها المنصة حتى الآن، كانت من خلال مبادرات أو مسابقات داعمة لرواد الأعمال، ما ساعدهم على نمو أعمالهم وإجراء توسعات فى السوق.
اقرأ أيضا: وزير التجارة: تنفيذ برامج تنموية لدعم رائدات الأعمال وتعزيز مشاركتهن بالاقتصاد
وانطلقت المنصة فى مارس الماضى، وبدأت المنصة برأس مال 200 ألف جنيه، وتتعاون المنصة مع حوالى 12 شركة شحن، وتستهدف زيادتهم إلى 30 شركة بنهاية الربع الأول من 2024.
وأوضحت على، أن الدولة تقدم العديد من المبادرات والبرامج الداعمة للمشروعات التى يمتلكها نساء، كما أن بعض الجهات تُخصص “كوتة” محددة للدعم الفنى أو المادى الموجه للنساء، وهناك أحيانا امتيازات لا يستطيع الرجال الحصول عليها، مثل مبادرة “She’s Next”، والتى حصلت منها على دعمًا ماديًا بقيمة 10 آلاف دولار، كما أنها تحصل على دعمًا فنيًا من مبادرة “مسك” السعودية، وتدريب لمدة 3 أشهر.
تمام: مولت مشروعى بقرض شخصى وتمويل مبدئى من الصندوق العمانى للتكنولوجيا
وقالت سلمى تمام مؤسسة شركة “ريمى دى Reme-D”، المتخصصة فى تصنيع تقنية PCR الكاشفة عن بعض الأمراض مثل فيروسات الكبد الوبائى ونقص المناعة المكتسبة، إنها لجأت للحصول على قرض شخصى لتنفيذ مشروعها، كما أنها لم تسعى للحصول على قروض باسم الشركة نظرًا للصعوبات التقليدية المعروفة عن تمويل المشروعات الناشئة.
وأضافت تمام، أن الشركة نجحت فى الحصول على تمويل مبدئى، من قبل الصندوق العمانى للتكنولوجيا OTF، قبل بداية المشروع وهى من ضمن الخطوات التى دعمت الشركة لتأسيس مصنعها فى المنطقة الصناعية بالتجمع، إذ يتم تصنيع “مختبرات المعامل” محليا بنسبة مكون محلى 95%، وهو ما لاقى استحسان هيئة التنمية الصناعة وهيئة الدواء المصرى، مما ساعد على تذليل العراقيل الإجرائية.
شاهد: ملتقي “هي تستطيع “.. 6000 سيدة ورائدة أعمال تحت شعار “بداية جديدة”
وذكرت تمام، أنها تستهدف التوسع داخل السوق المحلى، من خلال زيادة عدد المعامل التى تتعاون معها، وكذلك التوسع تصديريًا من خلال دخول السوق السودانى والنيجيرى من خلال مقر الشركة فى مصر، لتوفير السيولة دولارية تساعد الشركة على توفير وارداتها، وكذلك توسيع أعمالها.
وتطرقت إلى أنها تستهدف التوسع محليًا، من خلال التعاقد مع أكبر عدد من معامل التحاليل، وبدأت بالفعل من خلال 3 سلاسل كبرى للمعامل.
شلبى: استخدام الأرباح لزيادة رأس المال والتوسع فى الإنتاج.. ولا نحبذ اللجوء للاقتراض من البنوك
وقالت هدير شلبى، مؤسسة شركة “جرين فاشيون” – المتخصصة فى إعادة تدوير هدر الأقمشة وقطع الملابس المستعملة-، إنها فضلت تمويل مشروعها ذاتيًا برأس مال يُقدر بمليون جنيه من خلال المؤسسين، ولم تُحبذ فكرة الاقتراض من البنوك، وكذلك لم يكن الحصول على تمويلات من الجهات المانحة أمرًا سهلًا فى البداية.
وأضافت شلبى، أن أبرز الصعوبات التى واجهت المشروع فى البداية، كانت إقناع العاملات بنشاط المصنع المختلف عن صناعة الملابس التقليدية المعتادة، ما تتطلب فترات تدريب لهن من 3 إلى 6 أشهر فى البداية لإتقان تنفيذ المنتجات المستهدفة بجودة عالية، ووصل عدد العاملات فى المصنع حاليًا إلى نحو 100 عاملة.
ونوهت أن بدء مرحلة التوسع وزيادة الإنتاج اصطدمت باحتياج المشروع لتمويل، تتناسب مع احتياج المصنع لزيادة عدد الماكينات، وكذلك منح رواتب مناسبة للعمالة المتزايدة.
اقرأ أيضا: “الأوروبي لإعادة الإعمار” يدعم رائدات الأعمال في مصر بـ80 مليون جنيه
أوضحت أن المصنع بدأ بتمويلات ذاتية ثم تم عرض فكرة المشروع على عدد من الجهات المانحة، والتى أعلنت دعمها للمشروع بعد نجاحه، تطوير مستوى العاملات والإنتاج.
واستطردت، أن التوسعات الحالية فى أعمال المصنع من خلال إعادة تدوير الإيرادات بالكامل دون الحصول على الأرباح، حتى لا تضطر للبحث عن تمويلات أو الاقتراض، وبدأت المشروع فى 2018 من خلال مصنع صغير، يضم نحو 10 عاملات فقط.
وذكرت، أن عدد عملات المصنع حاليًا وصلوا لـ 150 ألف عميل محليًا وعالميًا، إذ تُصدر الشركة نحو 13% من إنتاجها الحالى، إلى دول مثل لبنان، والأردن، وفرنسا، والمغرب والجزائر، تستهدف خلال الفترة المقبلة تصدير 30% من إنتاجها والتركيز على أسواق الدول الأوروبية.
الديب: دعم المرأة ضمن توجهات التجارى الدولى
وقال هانى الديب، رئيس قطاع الخدمات المصرفية للأعمال فى البنك التجارى الدولى، إن دعم المرأة ضمن توجهات البنك، والتى تستهدف تمكين رائدات الأعمال فى مصر، وتعزيز إمكاناتهن، ودعم مجتمع من القيادات النسائية المؤهلة والمستعدة للارتقاء بأعمالهن إلى آفاق جديدة.
فهمى: القطاع المصرفى لا يميز على أساس جندرى.. والإقراض له قواعد صارمة
قال ماجد فهمى، الرئيس الأسبق لبنك التنمية الصناعية، إن تمويل المشروعات لا يقوم على أساس جندرى، ولكن يحكمه معايير تتعلق بنشاط الشركة وتاريخها من الناحية المالية واستقرارها إداريا وخططها التوسعية، لذلك لا تحصل الشركات التى تقودها نساء على امتيازات إضافية. وأضاف فهمى، قد تواجه الشركات الناشئة بعض الصعوبات فى الحصول على قروض.
ولكن ذلك يرجع لافتقادها شروط ومتطلبات الحصول عليه، وهذه عقبة يواجهها شركات ناشئة يقودها رجال أيضا. وتابع بأن الجهات التى تشترط كوتة محددة للتعاون مع رائدات الأعمال، تقدم ذلك ضمن خطط مسؤوليتها المجتمعية أو تتمكن جهات تمويلية غير مصرفية من القيام بذلك، لكن القطاع المصرفى يخضع لقواعد صارمة.