قالت المنصة الإعلامية “يوراكتيف” المتخصصة في الشئون الأوروبية اليوم الأربعاء أن صناعة الصلب الألمانية، ضحية الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء، تعيش حالة مذهلة بعدما أعلنت أمس الثلاثاء المفوضية الأوروبية- الذراع التنفيذى للاتحاد الأوروبى – الموافقة على استثمار جديد بقيمة 2.6 مليار يورو لدعم القطاع باى ثمن.
و أضافت “يجب أن تمول المساعدات الحكومية الجديدة جزئيا عملية إزالة الكربون من القطاع وتشجيع إنتاج الصلب باستخدام الهيدروجين الأخضر أو منزوع الكربون”.
وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك “هذه أخبار ممتازة للتحول الصناعي في سارلاند وفي جميع أنحاء ألمانيا”.
وبحسب قوله، فإن هذه “الشركات ستتمكن بالتالي من توفير حوالي أربعة ملايين طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا على المدى المتوسط.
ومن جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة أحد منتجي الصلب المستفيدين إلى ان هذه أخبار” ثورية” بالنسبة لصناعة الصلب في سارلاند مؤكد:” هذا انتصار لحماية المناخ.
وسيتم إنتاج ثلاثة ملايين طن من الفولاذ الأخضر كل عام باستخدام 120 ألف طن من الهيدروجين الأخضر.
هذه هي المساعدة العامة الرئيسية الثالثة التي تهدف إلى تمويل إزالة الكربون من موقع للصلب في ألمانيا كجزء من مشروع الهيدروجين IPCEI. لا يزال هناك مشروع آخر يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل المفوضية الأوروبية.
ومع ذلك، يواجه قطاع الصلب في ألمانيا حاليًا صعوبات، خاصة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء.
أعلنت جمعية الصلب الألمانية، أمس الثلاثاء، أن العام 2023 سيكون “أحد أضعف الأعوام من حيث الإنتاج في صناعة الصلب الألمانية”.
وفي الواقع، فإن الانخفاض بنسبة 4% المسجل هذا العام يأتي في أعقاب انخفاض بنحو 8% في العام 2022.
ولم يتم تسجيل انخفاض الإنتاج إلا في ذروة الأزمة المالية لعام 2009، والتي ارتبطت أيضًا بإنتاج أقل بمقدار 35.5 مليون طن من الفولاذ الخام.
و بحسب ، المديرة العام لاتحاد الصلب الألماني ، كريستين ماريا ريبل ، فان إنتاج الصلب في حالة سقوط حر حاليًا. كما إن إنتاج الصلب الكهربائي، على وجه الخصوص، يعاني من استمرار ارتفاع أسعار الكهرباء واستمرار ضعف الاقتصاد.
إن إنتاج الصلب الخام من الخردة يستهلك الكثير من الطاقة بشكل خاص، وقد انخفض الإنتاج بنسبة 11% هذا العام ليصل إلى مستوى تاريخي منخفض بلغ 10.1 مليون طن
ولفتت” يوراكتيف إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية كان له تأثير سلبي على صناعة الصلب في ألمانيا حيث ارتفعت تكلفة الكهرباء والغاز بشكل حاد لجميع دول الاتحاد الأوروبي في وقت انهار فيه الطلب على الصلب مما أدى إلى قيام المنتجون بتقليل الإنتاج أو إيقاف القدرات إلى الحد الأدنى.
مطلع العام الجارى ، استقر الطلب وبدأت الأسعار في الارتفاع ، مما سمح لشركات صناعة الصلب بإعادة تشغيل طاقتها تدريجياً. وعلى الرغم من الوضع الصعب ، فإن صناعة الصلب الألمانية تتحول تدريجياً إلى إنتاج الصلب باستخدام القوس الكهربائي.
وفي العام 2022 ، بلغت حصة الصلب المنتج من أفران القوس الكهربائي 29.8% أو 10.99مليون طن.
وتعد ألمانيا من بين أكبر عشرة منتجين للصلب في العالم في العام 2022 ، وقد تراجع إنتاجها من الصلب بنسبة 8.4 % مقارنة بعام 2021 ليصل إلى 38ر36 مليون طن ، لتحتل المرتبة السابعة في الترتيب العالمي للدول المنتجة للصلب.