خطة للوصول إلى 10 آلاف مطعم و100 ألف تاجر تجزئة
تستهدف شركة “كرتونة” المتخصصة فى التجارة الإلكترونية تحقيق مبيعات تتجاوز 10 مليارات جنيه بنهاية العام المقبل، مقابل 6 مليارات جنيه خلال 2023، و2.7 مليار خلال 2022.
وقال محمود طلعت الرئيس التنفيذى لشركة “كرتونة”، إنها تستهدف زيادة قاعدة الموردين لدى المنصة حتى لا يقتصروا فقط على موردى المواد الغذائية، وإنما جميع المنتجات التى قد يحتاجها صغار التجار.
وأضاف لـ”البورصة”، أن الشركة تخطط لتقديم خدماتها لربط الموردين والمصنعين بتجار التجزئة من المحلات الصغيرة والأكشاك بغرض التوسع محليًا لإضافة شريحة جديدة من العملاء متمثلة فى المطاعم والكافيهات.
وأوضح طلعت، أن الشركة تستهدف الوصول إلى 10 آلاف مطعم خلال العام المقبل وأنها بالفعل بدأت فى تقديم خدماتها للمطاعم فى أنحاء القاهرة منذ 3 أشهر، إلا أنها تعمل على التوسع فى المحافظات الأخرى، لتشمل جميع المحافظات التى تغطيها الشركة بالفعل لتجار التجزئة.
وقال إن السبب فى استهداف شريحة المطاعم هو وجود نحو 150 ألف مطعم فى مصر لا يتم تغطية احتياجاتها بشكل كافى من الأغذية والمواد الخام اللازمة لإدارة عملياتها، حيث تركز معظم تطبيقات التجارة التكنولوجية الحالية على “السوبر ماركت”، ولذلك يواجه أصحاب المطاعم مشاكل عديدة من صعوبة الحصول على بضاعة، أو الحصول عليها بأسعار مناسبة.
وتستهدف الشركة من خلال هذا التوسع فى قاعدة العملاء حل مشكلات أصحاب المطاعم، عن طريق إدخال التكنولوجيا فى خطوط إمدادات المطاعم، ليتمكنوا من الوصول إلى أكبر عدد من الموردين بأسعار تنافسية، وفى خلال وقت قصير، بالإضافة إلى توفير حلول مالية ووسائل تمويل متنوعة لتلك المطاعم، حتى لا يعانوا من عجز فى الحصول على الموارد.
وكشف الرئيس التنفيذى، أن المنصة تستهدف الوصول إلى 100 ألف تاجر تجزئة بنهاية 2024، حيث يمتلك السوق المصرى كله من 400 إلى 500 ألف تاجر تجزئة، مرجحًا أن تقتنص “كرتونة” حصة سوقية أكبر خلال الفترة المقبلة لتغطية نحو 60 ألف تاجر تجزئة.
الشركة تستهدف نقطة التعادل وتحقيق الربحية فى الربع الأخير 2024
وكشف عن خطة الشركة للوصول للربحية خلال الربع الأخير من 2024، عن طريق تحقيق خططها التوسعية المتكاملة، والمتمثلة فى إضافة شريحة جديدة من العملاء، وإضافة منتجات جديدة على المنصة غير المنتجات الغذائية، بالإضافة إلى تقديم الخدمات إلى أكبر عدد من المحافظات داخل مصر، وتقديم حلول تكنولوجية إضافية لمساعدة التجار على زيادة الربحية، مثل خاصية “طلبات المجموعات”، والتى تتيح للمورد توصيل أكثر من طلب فى منطقة محددة لتوفير تكلفة النقل.
وأوضح أن تلك التوسعات سيتم تمويلها عن طريق جولة تمويلية جديد تسعى الشركة لإغلاقها مطلع العام المقبل، رافضًا الإفصاح عن قيمة الجولة المرتقبة، مؤكدًا إتمامها قبل نهاية الربع الأول من 2024.
وتأسست “كرتونة” عام 2020 على يد كل من محمود طلعت، ومحمود عبد الفتاح، ورفيق زاهر، للربط بين المصنعين وتجار الجملة وتجار التجزئة، ونجحت خلال الـ3 سنوات السابقة فى إتمام جولتى تمويل بقيمة 4.5 مليون دولار، و12 مليون دولار على الترتيب.
وقال طلعت، إن الجولة التمويلية الأخيرة كانت بهدف التوسع بتقديم خدمات المنصة فى مختلف المحافظات المصرية خلاف القاهرة، ونجحت حتى الآن فى التواجد فى نحو 15 محافظة على مستوى الجمهورية أبرزها القاهرة والإسكندرية والأقصر، وغيرها.
وأشار إلى أن المنصة تستهدف التوسع فى محافظات جديدة خلال العام القادم فى عدة مناطق، منها منطقة البحر الأحمر، وتحديدا فى مدينة الغردقة، وفى الصعيد تعمل على التواجد فى أسوان.
وأضاف أن الشركة تمتلك فرصا واعدة للنمو فى السوق المصرى، حيث لا تبلغ حصتها السوقية منه إلا نحو 5%، ولذلك ينصب تركيزها على التوسعات المحلية، ولكن مازالت التوسعات الإقليمية لأسواق مثل السعودية أو الأسواق الإفريقية موضع دراسة على المدى الطويل، وستحتاج جولات تمويلية خاصة بها.
وأوضح أن فكرة “كرتونة” بدأت برؤيتهم للفرص الواعدة فى سوق الغذاء المصرى، حيث تعد مصر مركزًا مهما للشركات المحلية ومتعددة الجنسيات، ومركزًا للشركات الإفريقية فى هذا القطاع، بالإضافة إلى أنه سوق استهلاكى بشكل كبير، نظراً لعدد السكان الذى يتخطى 100 مليون مواطن.
وتابع أنه من ناحية أخرى فتتركز 90% من العمليات الشرائية فى المتاجر الصغيرة والأكشاك، حيث تواجه عدة مشكلات تبدأ من صعوبة وصول الموردين إليها، وعدم معرفتها بجميع الأسعار المتاحة فى السوق، حيث تعتمد على انتظار شاحنات المورد لتدور على جميع المتاجر فى منطقة محددة.
وقال إن المورد أيضا من خلال الوسائل التقليدية يواجه مشكلات متعلقة بارتفاع أسعار الوقود المستهلك للوصول إلى جميع التجار، ولذلك فإنشاء منصة من هذا النوع ساعد الجهتين على الوصول إلى بعضهما بشكل مباشر، حيث لا تخرج الشاحنات من عند المورد إلا وهى معبئة بعدد معين من المنتجات مخصصة لتجار محددين.
فرض غرامات على الموردين عند التأخير والاستثمار بشكل مكثف فى خدمات العملاء
وأضاف أن أهم ما يميز “كرتونة” هو وجود قاعدة واسعة من الموردين، والتى تصل إلى نحو 5 آلاف مورد على المنصة، ممن يقدمون نحو 70 ألف منتج مختلف، مما يتيح للتجار الاختيار من مجموعة متنوعة من المنتجات بمختلف الأسعار، لتحقيق تغطية شاملة لاحتياجاتهم.
وأشاد بوجود قوى تنافسية بين منصات التجارة الإلكترونية فى السوق المصرى، حيث يساعد وجود المنافسة على نشر الوعى بضم التكنولوجيا فى سلاسل الإمداد، ولكن تختلف كل منصة عن الأخرى فى نموذج العمل الخاص بها، فبعض المنصات لها مخازنها للبضاعة المباعة، إلا أن “كرتونة” تركز بصورة كبيرة على كونها حلقة وصل بين الموردين والتجار.
وذكر أن نموذج الربح لـ”كرتونة” يقوم بشكل أساسى على تحصيل نسبة من الموردين أو المصنعين على المبيعات، والجزء الآخر يعتمد على توفير خدمات تقسيط للتجار تتحصل منها الشركة على عمولة.
وأوضح أن الشركة احتاجت بعض الوقت لكسب ثقة المستخدمين، وليتأكدوا أن جميع المنتجات والأسعار المتاحة على التطبيق حقيقية وتصل إليهم فى الوقت المناسب، ولكن لم يواجهوا صعوبة فى نشر الوعى التقنى بين التجار، إذ انبهروا بقابليتهم لاستخدام التطبيق، وبشكل عام فإن قاعدة جماهيرية كبيرة من المواطنين تعتمد على الهواتف الذكية فى حياتهم اليومية.
وقال إن العدد الكبير للموردين احتاج لتوفير قاعدة خاصة لكل مورد فيما يتعلق بعدد المنتجات والوقت اللازم لتوصيلها، فبعض الموردين يحتاجوا عدة ساعات للتوصيل، وآخرين خلال 48 ساعة، ولكن تقوم “كرتونة” بمتابعة كل العمليات بواسطة الأنظمة التشغيلية للتطبيق للتأكد من أن المنتجات تصل فى الوقت المحدد.
وأضاف أن الشركة تفرض غرامات على الموردين فى حال التأخير، كما تستثمر بشكل مكثف فى خدمات العملاء، للمتابعة مع العملاء خطوة بخطوة، وإبلاغهم بأى تأخير قد يحدث من قبل الموردين، لتفادى المشاكل قبل حدوثها، وحتى تستطيع السيطرة على تجربة التوصيل للعميل، إذ لا تتولى الشركة عمليات التوصيل بنفسها.
وأوضح أنه من حيث التحكم فى الأسعار، فهم يميلون إلى خلق سوق حر، يحدد فيه الموردون والمصنعون أسعار منتجاتهم، لخلق حالة من المنافسة بين الموردين، وتلقائيا تصل الأسعار إلى حالة من التوازن، حيث يحتاج الموردين إلى جعل أسعارهم فى حيز المنافسين لجذب عدد أكبر من العملاء، وبذلك يصل للتاجر أقل سعر ممكن، مما يحثه على تقليل أسعار المنتج للمستهلك النهائى.
ويشترك على منصة “كرتونة” نوعان من الموردين، الأول مصانع توزع منتجاتها من خلال قنوات غير مباشرة، والأخرى تمثل مصانع الشركات الكبرى، والذين يمتلكون عربات توصيل خاصة بهم، وتعقد معهم “كرتونة” شراكات ليقوموا بتوزيع المنتجات من خلال التطبيق.
الشركة تتعاون مع البنوك لتوفير تمويلات للمتاجر الصغيرة
وقال إن “كرتونة” لديها شراكات مع أكثر من 120 شركة من كبرى الشركات المحلية، ومتعددة الجنسيات، من مصنعين المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وتتميز تلك الشركات بإتاحة حد أدنى من المنتجات ليطلبها التجار.
وأكد أن وضع الشركة المالى، وتوفر السيولة لديها ساعدها بشكل كبير لتوطيد ثقة المستثمرين وحصد جولات تمويلية ناجحة، فى ظل الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية، إذ أصبح من الصعب على الشركات الناشئة الحصول على تمويلات على مستوى العالم.
وأوضح أن الشركة تعمل على تقديم حلول وخدمات جديدة على التطبيق الإلكترونى، وخاصة فى إطار تحسين الحلول المالية لصغار التجار، ومساعدتهم على الشراء بطريقة الأجل، حتى لا يواجه التاجر أى عجز فى البضاعة فى حال عدم توفر السيولة النقدية لديه.
وقال إن الشركة تتعاون مع البنوك لتوفير تمويلات للمتاجر الصغيرة، ومساعدتها على الدفع بخدمات الأجل والتقسيط، كما تجرى مفاوضات مع بنوك جديدة لتقديم المزيد من هذه الخدمات خلال العام القادم.
وأضاف أن “كرتونة” تستهدف زيادة المدفوعات بالأجل إلى 30% من إجمالى مبيعاتها، إذ تمثل حتى الآن 17% من حجم المبيعات.
وأوضح أن “كرتونة” لديها شراكات مع جميع شركات المدفوعات الموجودة فى السوق المصرى مثل “فورى”، و”أمان”، وباى موب”، لأنها تحاول باستمرار أن تشجع التجار على العدول عن البيع بالكاش، والاتجاه نحو المدفوعات الإلكترونية.
وأكد اهتمام الشركة بحماية بيانات العملاء، واتخاذهم لإجراءات مشددة للتحقق من هوية العملاء، حيث تمر البيانات على عدة مراحل من المراجعة، كما تطلب عملية التسجيل عدة مستندات وصور لجمع أكبر كم من المعلومات عن المستخدمين، والتأكد أن المتاجر المشتركة حقيقية.
وذكر أن “كرتونة” لديها استراتيجية على المدى الطويل متمثلة فى إقامة منصة جديدة تربط بين تجار التجزئة والمستهلك النهائى، لتستطيع أن تحل جميع مشكلات تاجر التجزئة وأصحاب الأكشاك والمحلات الصغيرة من حيث التسويق لمنتجاته والوصول إلى عدد أكبر من العملاء، نظرا لأهميتهم الكبرى فى الاقتصاد المصرى.
وتابع أن الشركات الكبرى يتواجد لها بالفعل مخازن فى مناطق متفرقة للوصول إلى المستهلك النهائى، ومن خلال خلق تلك المنصة لن تحتاج الشركات إلى تكلفة إنشاء هذه المخازن ويمكن أن توصل منتجاتها عبر المتاجر الصغيرة مباشرة.
وقال إن الخطة لن يتم تحقيقها إلا على المدى الطويل، بعد أن تقف “كرتونة” على أرض صلبة ووضع مالى مناسب فالشركة لم يمر على تأسيسها أكثر من 3 سنوات، وأكثر ما يمنع الشركات الناشئة من الاستمرارية هو عدم التمهل، والتحرك فى أكثر من اتجاه فى نفس الوقت، مما يستهلك من موارد الشركة من الناحية التمويلية والتشغيلية، وهو ما تحاول “كرتونة” تجنبه.