الشركة تطمح للتحول للعالمية خلال 10 سنوات.. وتخطط لفتح سوق خارجى خلال عام 2024
تستهدف شركة مدينة مصر للإسكان والتعمير، إسناد عقود مقاولات جديدة بقيمة 10 مليارات جنيه خلال عام 2024، بعدما أبرمت عقوداً وصل حجمها إلى أكثر من 7.5 مليار جنيه خلال العام الماضى.
وقال عبدالله سلام، العضو المنتدب لشركة مدينة مصر، فى مقابلة مع «البورصة»، إنَّ الشركة تخطط لزيادة الإسنادات بهدف تسريع وتيرة الإنشاءات فى سياق التحوط من ارتفاع تكاليف المواد الخام التى تتزايد أسعارها بشكل سريع.
وأضاف «سلام»، أن التحوط يأتى فى عدة أشكال، منها التحوط عن طريق تسريع وتيرة الإنشاءات أو عن طريق التعاقد المسبق على المواد الخام مثل الأسمنت والحديد، موضحاً أن صناعة العقارات ليست كثيفة الاستخدام للدولار ولكنها تتأثر بتغيره.
إدارة تكاليف التشغيل التحدى الأكبر أمام الشركات العقارية فى 2024
وأوضح أن التحدى الأكبر أمام الشركات العقارية خلال عام 2024 هو إدارة تكاليف التشغيل بالنسبة لشركات القطاع العقارى التى باتت تشهد تسارعاً عنيفاً؛ بسبب تضخم التكاليف، وهو ما يفرض بدوره تحديات على الشركات العاملة بالقطاع.
وقال «سلام»، إنَّ جزءاً من إدارة تكاليف التشغيل هو البحث عن التمويل المناسب، لا سيما فى ظل ارتفاعات أسعار الفائدة الحالية فى السوق المصرى، موضحاً أن الشركة تقترض على حسب الحاجة ولديها ملاءة مالية قوية تجعل البنوك تتهافت على تقديم التمويلات، خاصة أن رصيد التسهيلات الائتمانية والرافعة المالية للشركة فى مستويات صحية للغاية.
34.95 مليار جنيه حجم المبيعات التعاقدية للشركة بنهاية العام الماضى
وأضاف أن «مدينة مصر» رغم كل تلك التحديات فى السوق المصرى استطاعت تحقيق إجمالى مبيعات تعاقدية قفزت إلى نحو 34.95 مليار جنيه خلال 2023، مقابل 11.2 مليار جنيه خلال عام 2022، موضحاً أن 99% من تلك المبيعات عقارية، و1% تجارية على عكس المطورين فى السوق المصرى.
وأوضح أن الارتفاع يأتى بفضل استراتيجية التوسع والنمو الخاصة بالشركة والتى تهدف لتنمية محفظة أراضيها المتنوعة وتلبية احتياجات وتطلعات عملائها، والاستثمار فى الموارد البشرية وطرح منتجات عقارية مبتكرة لترسيخ مكانتها وتنمية السوق العقارى فى مصر.
وقال إن مشروعى «تاج سيتى» و«سراى» هما المساهمان الرئيسيان فى مبيعات المجموعة، وتستعد الشركة لإطلاق مراحل جديدة منهما خلال العام الجارى.
وأضاف «سلام»، أن المبيعات الجديدة خلال 2023 مثلت 60% من مشروع «تاج سيتى»، و40% من مشروع «سراى»، متوقعاً أن يشهد العام الجارى العكس بين المشروعين.
وتوقع نمو حجم أعمال «مدينة مصر»، خلال العام الجارى، بنسبة أكثر من 25%، وهو بناءً على تحديث ربع سنوى يتم من قبل الشركة؛ نظراً إلى التحديات الاقتصادية الراهنة.
وأوضح أن الشركة تسعى دائماً لاقتناص أراضٍ جديدة، خاصة أنها تمثل المادة الخام الرئيسية لصناعة التطوير العقارى، ويبلغ حجم محفظة أراضى «مدينة مصر» حالياً نحو 9 ملايين متر مربع، فى حين يصل المخزون العقارى للشركة عدة مليارات.
“مدينة مصر” تحصد عدة جوائز من مؤسسات عالمية ومحلية
وأكد أن «مدينة مصر» تدرس التوسع فى الساحل الشمالى ضمن استراتيجية 2024 للتوسع محلياً، خاصة أن سوق الساحل واعد، وتعكف حالياً على اختيار أرض مناسبة وشكل مشروع مختلف يعكس الرؤية التى تريد «مدينة مصر» إضافتها على المنطقة، ومن الممكن البحث عن قرية وتطويرها وسيكون أول دخول لهذه المنطقة.
وتطرق إلى التوسعات الخارجية قائلاً: «ما زلنا نعمل على ذلك، لكننا متحفظون فى الأمر، ومعظم الخارجين يبحثون عن عملة صعبة وهو حق مشروع فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، لكن من تجارب سابقة الخروج من سوقك الحالى ليس أمراً سهلاً، خاصة مع وجود الشركات المحلية فى الأسواق، والمنافسة مع الشركات القائمة فى أسواقها».
وأضاف أن هذا لا يتعارض مع خطة الشركة للتحول إلى شركة إقليمية ثم عالمية خلال الـ10 سنوات المقبلة، بالتزامن مع دراسة جميع الأسواق الإقليمية والأوروبية حالياً لاختيار السوق المناسب.
وأوضح أن الشركات المصرية تحاول الدخول فى القطاع العقارى خارجياً لتملك نفس الميزة التى تملكها الشركات الأجنبية من عملة صعبة ووجود أسواق خارجية تدعمها، مؤكداً جاذبية العقار المصرى أمام المستثمرين الأجانب، خاصة أنه بترجمة فروق العملة يصبح سعره منخفضاً أمام الأجانب أو المصريين بالخارج.
وقال إن التحدى فى جذب مبيعات أجنبية للعقار المصرى يتمثل فى الإجراءات الخاصة بالتسجيل إلى جانب صعوبة تسييل العقار وتحويل الأموال للخارج فى ظل تحديات سعر صرف الجنيه أمام الدولار فى الوقت الراهن.
حجم مبيعات منصة «طوبة» تخطى حاجز المليار جنيه حتى الآن
وحول المنتجات الجديدة، كشف أن الشركة بصدد إطلاق منتجات جديدة من مركز الابتكار Madinet Masr Innovation Labs الذى دشنته مؤخراً خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته «طوبة» باكورة أنشطة الابتكار الخاصة بالشركة.
وكشف عن وصول حجم مبيعات «طوبة» لأكثر من مليار جنيه لنحو 300 عميل، موضحاً أن مشروع «إيلان» فقط هو المتواجد على «طوبة»، وتدرس الشركة إتاحة مشروعات جديدة أو إطلاق مرحلة جديدة منه بطريقة مبتكرة.
وفى أغسطس من العام الماضى، أطلقت شركة مدينة مصر منصتها «طوبة» كحل مبتكر لتسهل عملية اقتناء واستثمار العقار بأنظمة تسهيلات مختلفة تناسب العملاء.
وتعتمد «طوبة» على مرونة السداد حسب حاجة العميل لفترة تصل إلى 10 سنوات وبدون شيكات بنكية، وتم تطبيقها لأول مرة فى مشروع «إيلان» فى «سراى» بالقاهرة الجديدة.
وتعد منصة «طوبة» أول منصة إلكترونية لامتلاك العقار من خلال منظومة رقمية حديثة، بما يتماشى مع التوجه الحالى للتحول الرقمى.
وعن عمليات التمويل قال «سلام»: «الصناعة قائمة على الشراكة مع المؤسسات المالية، ومن الصعب أن تتم بتمويل ذاتى، وسيظل دائماً التمويل ركن أساسى فى المعادلة، والأهم المهارة فى تنويع طرق التمويل بسبب تغير الظروف، والتعامل مع البنوك والقروض حالياً فى أدنى مستوى بتاريخ الشركة ما أفادنا كثيراً، وسنقوم بالاقتراض، لكن بحذر شديد».