أدى نقص مستلزمات الإنتاج فى السوق المحلى، وارتفاع تكاليف الشحن، إلى تعطيل حركة التشغيل والإنتاج لعدد من شركات الأسمدة، فى الوقت الذى تسعى فيه إلى فتح أسواق تصديرية جديدة بدول أفريقيا وأوروبا.
قال وائل السيد، نائب مدير شركة ماك للأسمدة والمخصبات الزراعية، إن الشركة اتجهت إلى خفض إنتاجها بنسبة 50% منذ بداية فبراير الجارى؛ بسبب استمرار أزمة استيراد المواد الخام، ما دفع الشركة إلى زيادة أسعار منتجاتها بنسبة 40%.
أضاف «السيد»، لـ«البورصة»، أن التذبذب المستمر فى سعر العملة الأجنبية فى السوق المحلى أثر سلباً على تسعير المنتجات المطروحة، ما جعل الشركات تتجه إلى خفض الحصة المحددة للسوق المحلى مقابل التوسع فى عملية التصدير، لكن غياب المواد الخام ما زال يعرقل طموح الشركة.
أوضح أن الشركة وضعت خطة للتوسع، خلال العام الجارى، لكن توقف الأمر؛ لأن بعض المعدات ومستلزمات الإنتاج تتطلب سيولة دولارية كبيرة، ولم توفرها البنوك خلال الوقت الحالى.وأشار إلى أن تداعيات الأحداث العالمية والتوترات الجيوسياسية فى البحر الأحمر، أثرت بشكل كبير على حركة الإنتاج، لانعكاس الزيادة فى التكاليف على السعر النهائى للمنتج.
وارتفعت أسعار اليوريا والنترات إلى 14.5 ألف جنيه حالياً، مقارنة بـ13 ألفاً الشهر الماضى.قال محمد الجزار، المدير التجارى بشركة إيست فارمرز للأسمدة، إن أسعار مستلزمات الإنتاج ارتفعت بنسبة 40% منذ بداية العام الجارى، ولم تستطع الشركة امتصاص تلك الزيادة سوى برفع سعر المنتج النهائى.
أوضح «الجزار»، لـ«البورصة»، أن الكثير من الشركات تعرضت لخسائر ضخمة؛ بسبب خفض إنتاجها بنسبة تصل إلى 70%، ورغم ذلك لا تزال مستمرة فى العمل ولم يقف التأثير عند الشركات فقط بل أثر على المزارعين أيضاً.
«على»: 50% تراجعاً فى توريدات «العبد الأسمدة» منذ بداية العام
قال أحمد على، رئيس مجلس إدارة شركة العبد لتوريد الأسمدة، إنَّ حجم توريدات الشركة للتجار تراجع بنسبة 50% نتيجة عزوفهم عن الشراء؛ بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة المالية لدى الفلاحين.
وسجلت صادرات مصر من المنتجات الكيماوية والأسمدة نحو 6.5 مليار دولار خلال العام الماضى، مقابل 8.63 مليار دولار تقريباً فى عام 2022، بتراجع نسبته نحو 30%، وفقاً لوزير التجارة والصناعة أحمد سمير.
ولفت «على»، إلى أنه حال استمرار الأوضاع الحالية ستظل الأسعار تتجه نحو الزيادة، وهو ما يهدد بتراجع الإنتاج الزراعى بدعم من عزوف المزارعين عن الشراء.
«أبوصدام»: استمرار الزيادة يضاعف أعباء المزارعين
قال حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن ارتفاع أسعار الأسمدة يزيد من حدة الأعباء على المزارعين ويؤثر على إنتاجهم النهائي.أضاف لـ«البورصة»، أن شركات الأسمدة تتجه إلى زيادة الحصة التصديرية على حساب السوق المحلى، ما أدى إلى نقص المعروض وزيادة الطلب.
أكد أن اتجاه الشركات إلى التصدير أدى لعدم الالتزام بالبروتوكول الذى وقعته مع وزارة الزراعة من خلال تسليم 55% من الإنتاج بسعر التكلفة وطرح 10% فى السوق الحر وتصدير 35% من إنتاجها.وأشار إلى أن حجم إنتاج مصر من الأسمدة يصل إلى 12 مليون طن سنوياً، يستهلك السوق المحلى حوالى 8 ملايين طن، ويتم تصدير النسبة المتبقية.