سوف تنحرف إسرائيل أكثر عن مسار السياسة الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي إذا أثبت معظم الاقتصاديين أنهم على حق وقام البنك المركزي الإسرائيلي بتخفيض أسعار الفائدة مرة أخرى لمساعدة الاقتصاد المتضرر من الحرب.
لقد اختلف بنك إسرائيل بالفعل مع نظرائه الأمريكيين في خفض أسعار الفائدة مع بداية العام، وسط تشديد الاحتياطي الفيدرالي سياسته النقدية لخفض التضخم.
ولكن الأولويات تغيرت في أعقاب هجمات حماس في أكتوبر، وهي صدمة أدت إلى انكماش اقتصادي شبه قياسي في الربع الأخير مع بقاء التضخم منخفضًا.
وفيما يتعلق بقرار سعر الفائدة المرتقب، اليوم الاثنين، فيبدو أن هناك انقساما بين الاقتصاديين، حيث تتوقع معظم البنوك العالمية، من “مورجان ستانلي” إلى مجموعة “جولدمان ساكس”، خفضًا بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 4.25%.
ويمثل المحللون في كبار البنوك الإسرائيلية مثل بنك لئومي وبنك هبوعليم أقلية في استطلاع أجرته “بلومبرج” لـ 17 مؤسسة يتوقعون ثباتًا عند 4.5%.
وقال اقتصاديون في بنك “مورجان ستانلي”، بمن فيهم ألينا سليوسارتشوك، إنهم يتوقعون أن يتخذ البنك المركزي الإسرائيلي “خطوات محسوبة في تطبيع ظروف السياسة النقدية”.
وفي الوقت نفسه، فإن “المخاطر الاقتصادية المتعلقة بالصراع المستمر لا تزال قائمة في حين تشديد الظروف المالية العالمية في الآونة الأخيرة، مما قد يؤدي إلى تفاقم مخاطر انخفاض قيمة العملات الأجنبية ودفع بنك إسرائيل إلى الخطأ في جانب الحذر”.
انكماش الاقتصاد الإسرائيلي
أظهر تقدير أولي لمكتب الإحصاءات الإسرائيلي المركزي الأسبوع الماضي، أن اقتصاد إسرائيل انكمش 19.4% على أساس سنوي في الربع الرابع من العام الماضي متضررا من الحرب مع حماس.
وقال المكتب إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش على أساس سنوي 19.4% في الأشهر الثلاثة الأخيرة مقارنة بالربع السابق، في تقدير أولي فاق توقعات رويترز البالغة 10%، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية Business”.
كما رجحت مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” البحثية أن يسجل الاقتصاد الإسرائيل في 2024 أحد أدنى معدلات النمو على الإطلاق في تاريخها جراء حرب غزة.
وأوضح التقرير أنه كانت هناك حالة من عدم اليقين بشأن نطاق التراجع في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الماضي، لكن المحصلة كانت مساوية تقريبا للانخفاض الذي وقع في ذروة جائحة كورونا في الربع الثاني من 2020 وأكبر بكثير مما توقعته أي جهة، إذ إن “كابيتال” كانت تتوقع انكماشا بواقع 9.5% على أساس فصلي بينما كانت تتوقع “بلومبرغ” أن يبلغ هذا الانكماش 15.2%، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
أما على أساس سنوي، تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 3.4% في الربع الثالث من 2023 ليسجل انكماشا بنسبة 3.5%. وفي 2023 ككل، نما اقتصاد إسرائيل 2% فقط.