يتدافع مديرو الصناديق للاستفادة من اهتمام سوق الأسهم بالذكاء الاصطناعى، بعدما أدى الارتفاع المذهل لشركة صناعة الرقائق “إنفيديا” إلى تحفيز البحث عن شركات أخرى تستفيد من التكنولوجيا، وفق ما نقلته “رويترز”
وارتفعت أسهم شركة “إنفيديا” Nvidia، والتي تعد رقائقها المعيار الذهبي في صناعة الذكاء الاصطناعى، بنحو 60% هذا العام بعد أن تضاعفت ثلاث مرات في عام 2023.
وقد أدى هذا الارتفاع إلى رفع قيمتها السوقية إلى ما يقرب من 2 تريليون دولار، مما يجعلها ثالث أكبر شركة أمريكية من حيث القيمة السوقية. بعد مايكروسوفت وأبل، متجاوزة أرامكو السعودية.
كما أنها حفزت “وول ستريت” للبحث عن شركات أخرى تركز على الذكاء الاصطناعى على أمل اللحاق بالمكاسب الضخمة، سواء كان المستثمرون ينظرون إلى صناعة الرقائق الأوسع أو يراهنون على شركات في أماكن أخرى من سلسلة القيمة، فإنهم يتفقون على شيء واحد: الذكاء الاصطناعي خُلق ليبقى.
قال فرانسيسكو بيدو، كبير مديرى المحفظة الاستثمارية فى صندوق “إف إم للاستثمارات” الذى يركز على الاستثمارات كبيرة الحكم، إنها ليست موضة وتمضى.
وأكد أنه هناك الكثير من الحالات التي يمكن فيها للشركات الاستفادة بشكل جيد من التكنولوجيا لتعزيز رأس مالها ودخلها.
وساعد الحماس بشأن الذكاء الاصطناعى فى دفع مؤشر ناسداك المركب إلى مستوى قياسي يوم الخميس، فى حين سجل مؤشر S&P 500 أيضًا أحدث رقم قياسي له، وارتفع المؤشران نحو 7% هذا العام.
وقال بنك جولدمان ساكس مؤخرًا إن الإشارات إلى الذكاء الاصطناعي فى المناقشات المفتوحة للشركات وصلت إلى مستوى مرتفع جديد في الربع الرابع من العام.
ويقدر محللو البنك أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن تضيف 1.5% إلى نمو الإنتاجية في الولايات المتحدة إذا تم اعتمادها على نطاق واسع خلال العقد المقبل.
ويشير استطلاع مورجان ستانلي لكبار مسؤولي المعلومات إلى أن عام 2024 هو “عام الاستثمار في الذكاء الاصطناعي”، حسبما ذكر البنك في مذكرة هذا الأسبوع، حيث حدد مديرو تكنولوجيا المعلومات الذكاء الاصطناعى، وتعليم الآلة كأولوية قصوى لهم لأول مرة.
ويحتفظ صندوق “بيدو Bido” بحصة كبيرة في “إنفيديا، لكنه تفرع إلى عمليات أخرى للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شركة تصنيع الرقائق المنافسة “أدفانسد مايكور ديفايسيز” شركة “مونجو دى بى” والتي يمكن أن يكون الطلب على منتجات قواعد البيانات الخاصة بها مرتفعًا حيث يستعد الذكاء الاصطناعي لتغيير احتياجات البنية التحتية للبيانات.
وقد ارتفعت هذه الأسهم بشكل حاد، وإن كان بشكل أقل دراماتيكية، مقارنة بشركة “إنفيديا” وبعض شركات الذكاء الاصطناعى الأخرى التي استحوذت على اهتمام السوق مؤخرًا.
وارتفعت أسهم AMD نحو 30% منذ بداية العام حتى الآن، في حين ارتفعت أسهم “مونجو” 9%، على الرغم من تضاعف أسهم الشركتين في العام الماضي.
وفى مثال أكثر وضوحًا قفزت أسهم شركة “سوبر مايكرو كمبيوتر” الموردة لمكونات الخوادم وشركة تصميم الرقائق “أيه أر إم هولدينج” بنحو 200% و90% على التوالي في عام 2024. وتضاعفت أسهم “إس إم سي آى”ثلاث مرات في عام 2023.
إيفانا ديليفسكا ، المؤسس والرئيس التنفيذي للاستثمار فى شركة “سبير إنفيست” قال إن ” إنفيديا” ظلت أكبر ملكية فى صندوق المؤشرات المتداولة “سبير ألفا” لكن الصندوق سعى أيضًا إلى الاستفادة من احتياجات الأمن السيبراني المتزايدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من خلال امتلاك أسهم شركة “ذسكالير” Zscaler، المتخصصة في الأمن السيبرانى.
وبطبيعة الحال، تظل مخاطر المضاربة على أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي غالبا ما تكون متقلبة، على الرغم من المكانة العالية التي تتمتع بها هذه التكنولوجيا.
فعلى سبيل المثال، انخفضت أسهم شركة “سنو فليك” 18% يوم الخميس بعد أن توقعت الشركة إيرادات سنوية أقل من تقديرات “وول ستريت” وكشفت عن التقاعد غير المتوقع لرئيسها التنفيذي.
وقال كينج ليب، كبير الاستراتيجيين في الشركة، إن شركة “بيكر أفينو ويلث مانجمنت” قلصت حيازاتها من “إنفيديا مع ارتفاع السهم بحيث لا تشغل مركزًا كبيرًا جدًا في محافظ العملاء.
لكن الشركة بدأت مؤخرًا في بناء مركز استثمارى لها في شركة “تايوان سيمى” لأشباه الموصلات، وهي المورد الرئيسي لشركة “إنفيديا”.
قال ليب: “إذا كنت لا تزال ترغب فى الاستثمار بالذكاء الاصطناعي ولكنك ربما تكون متخوفًا بعض الشيء بشأن سعر سهم “إنفيديا”، فأعتقد أن “تايوان سيمى” لا تحتاج إلى تفكير.
ويبحث كيو نجوين، كبير مسؤولي الاستثمار في الأسهم في شركة “ريسيرش أفيلاتس”، عن شركات أشباه الموصلات ذات القيمة المعقولة التي يمكن أن تستفيد من الذكاء الاصطناعى، وأبدى اهمام بشركة ” لام ريسيرش كورب” و التى تزود صناعة أشباه الموصلات بالمعدات، وشركة “مايكرون تكنولوجى” التي تصنع رقائق الذاكرة وتخزين البيانات.
وارتفعت أسهم “لام ريسيرش” بنحو 20% حتى الآن هذا العام، في حين ارتفعت أسهم “مايكرون” بنسبة 6%.
وقال نجوين: “إن نماذج اللغات الكبيرة لا تقوم فقط بالمعالجة، بل تحتاج إلى مساحة تخزين”، وبطبيعة الحال، فإن العديد من المستثمرين سعداء بالتمسك بمراكز نفيديا الكبيرة.