جنيدى: مخاوف من عودة تذبذب سعر الصرف وعدم وفرة العملات الأجنبية
تصاعد قلق الشركات المصرية العاملة فى مجال التصدير من تفاقم الأوضاع الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، عقب الهجوم الإيرانى الأخير على إسرائيل.
وقال مصدرون وصناع لـ”البورصة”، إن طلبات التصدير تتدفق على الدول المستقرة اقتصاديًا وأمنيًا، لضمان الحصول على البضائع المتعاقد عليها فى الوقت المحدد وبأسعار منافسة.. لكن أى تهديدات قد تدفعها لتغير وجهة الاستيراد إلى دول خارج المنطقة، وفق قولهم.
وشنت إيران مساء السبت أول هجوم مباشر على إسرائيل باستخدام عشرات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، بعد مقتل قائد كبير فى الحرس الثورى فى هجوم إسرائيلى استهدف مجمع السفارة الإيرانية فى دمشق قبل عيد الفطر.
سعدالدين: توترات البحر الأحمر تفقد مصر أسواقا تصديرية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن
وقال محمد سعدالدين رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، إن التصعيد المستمر من قبل الكيان الصهيونى على مدار الشهور الماضية أثر سلبا على حركة التجارة الخارجية لجميع دول منطقة الشرق الأوسط، ودخول إيران حلبة الصراع سيزيد من تفاقم الأوضاع.
أضاف لـ”البورصة” أن جميع الشركات تترقب ما ستؤول إليه الأوضاع داخل المنطقة خلال الفترة المقبلة، لأن أى تغيرات سيؤثر على سلاسل الإمداد، ما قد يدفع الكثير من المستوردين الأجانب إلى تغيبر وجهتهم بعيدًا عن منطقة الشرق الأوسط إلى دول آسيوية وأوروبية لشراء احتياجاتهم.
أشار إلى أن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر الكثير من الأسواق التصديرية بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، وبالنظر إلى بدائل الشحن الأخرى فهى مرتفعة السعر ولا تتناسب مع جميع القطاعات المصدرة.
بلغت صادرات مصر السلعية العام الماضى نحو 35.631 مليار دولار، وأكبر الأسواق المستقبلة للصادرات هى تركيا بقيمة 2 مليار و943 مليون دولار، والمملكة العربية السعودية بقيمة 2 مليار و766 مليون دولار، والإمارات العربية المتحدة بقيمة 2 مليار و197 مليون دولار، وإيطاليا بقيمة 2 مليار و103 مليون دولار.
وبالنسبة للقطاعات التصديرية التى شكلت هيكل الصادرات المصرية خلال العام ذاته هى مواد البناء بقيمة 8 مليارات و807 ملايين دولار، والمنتجات الكيماوية والأسمدة بقيمة 6 مليارات و539 مليون دولار، والصناعات الغذائية بقيمة 5 مليارات و46 مليون دولار، والسلع الهندسية والإلكترونية بقيمة 4 مليارات و355 مليون دولار، والحاصلات الزراعية بقيمة 3 مليارات و714 مليون دولار.
قال محمد جنيدى رئيس لجنة الصناعة بمجلس الأعمال المصرى السعودى، رئيس شركة جى ام سى للاستثمارات الصناعية والمالية، إن الهجوم الإيرانى سيدفع الشركات المصرية إلى إعادة النظر فى صادراتها إلى سوريا والعراق بسبب اتخاذ هاتين الدولتين كقاعدة عسكرية لشن هجماتها.
أضاف لـ”البورصة” أن الشركات تبحث بشكل مستمر عن طريق آمن لاستيراد حاجاتها من السلع والمواد الخام وبعد صعوبة الاستيراد من خلال البحر الأحمر بسبب توقف الخطوط الملاحية لم يعد أمامها سوى الشحن الجوى وهذا مكلف للغاية.
تابع «مخاوفنا من تأثير الأحداث على عودة تذبذب سعر الصرف فى السوق المحلى، وعدم وفرة العملات الأجنبية فى البنوك بسبب تراجع التدفقات من المصادر الرسمية وهى القطاع السياحى والتصديرى وتحويلات العاملين فى الخارج».
الجبلى: تصاعد الأوضاع يساهم فى تغذية أسعار الغاز والمواد البترولية
وقال شريف الجبلى رئيس غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات المصرية، إن تصاعد الأوضاع مستقبلا سيساهم فى تغذية أسعار مدخلات الإنتاج وبالتحديد أسعار الغاز والمواد البترولية، وبالتالى قد يفقد القطاع أسواق تصديرية لصعوبة المنافسة.
ولفت إلى أن السوقين الخليجى والعربى يستورد جزءا كبيرا من منتجات القطاع «فى وقت الحروب والأزمات تقلل الدول فاتورتها الاستيرادية لحين تحسن الأوضاع وقد ينعكس ذلك سلبًا على الصادرات المصرية».
وكشف أن الأوضاع الاقتصادية فى مصر بدأت تستقر بعد الإفراج عن البضائع المحتجزة فى الموانئ، ووفرة العملات الأجنبية فى البنوك للشركات الراغبة فى الاستيراد، لذلك فإن الحفاظ على هذه المكتسبات بخطة مسبقة من الحكومة أمر ضروري، وفق قوله.
وأشار رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، خالد أبو المكارم، إلى إن حسابات المصدرين اختلفت خلال الشهور الماضية عقب اضطراب عمليات الشحن فى منطقة باب المندب والبحر الأحمر لصعوبة الالتزام بمواعيد تسليم البضائع فى المواعيد المتفق عليها.
أوضح أن الالتزام بتوريد البضائع فى مواعيدها منصوص عليه فى التعاقد مع المستورد الأجنبى وفى حال التأخير يضطر للبحث عن دولة أخرى للاستيراد منها.
توقع أبو المكارم أن تتضح الأمور وما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأسبوع المقبل، والتى بموجبها ستبدأ الشركات فى إعادة النظر بخطتها للتعامل مع الأسواق الخارجية.