تشهد بريطانيا أزمات متوالية في تكاليف المعيشة هي الأسوأ منذ 40 عاماً، وأكدت صحيفة “الجاريان” البريطانية أن الأزمة الاقتصادية والمعيشية في البلاد، خلقت واقعا اقتصاديا جديدا، لا يرغب جميع المواطنين معايشته.
امتنعت الكثير من المتاجر المحلية في العاصمة البريطانية لندن عن عرض أسعار بعض السلع أمام المشترين منذ عامين، وانتشرت هذه الممارسات في المتاجر الصغيرة ولدى البائعين الصغار، وبالتالي باتت بريطانيا مكانًا باهظ الثمن للعيش فيه.
وأردفت الصحيفة: “أما بالنسبة للأثرياء ربما لن يشكل الأمر فارقًا معهم، لكن له أهمية كبيرة بالنسبة للفقراء”.
ووفقا للكاتب آندي بيكيت في تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، أدى التضخم إلى تفاقم حالة الطوارئ الاجتماعية الناجمة بالفعل عن تفشي واعتلال الخدمات الصحية على نطاق واسع، بالإضافة إلى ركود الأجور، ويشهد التضخم في البلاد انخفاضًا لكنه لايزال الأعلى مقارنة بدول أخرى عديدة.
وأشارت إلى استطلاعات الرأي التي أظهرت فهما خاطئا للتضخم، قائلة إن “ما يقرب من ثلث البريطانيين يعتقدون أن انخفاض التضخم يعني انخفاض الأسعار بشكل عام”.
الصحيفة أكدت أن الحكومة باتت تشجع سوء الفهم هذا لدى المواطنين، ناقلة عن رئيس الوزراء ريشي سوناك قوله “إذا خفضنا التضخم، فسيكون لدى الناس المزيد من الأموال لإنفاقها”.
وأشار التقرير إلى أن انخفاض الأسعار يعود إلى عوامل عالمية، إلا أن معدل هذا الانخفاض كان واحدًا من “النجاحات” القليلة التي يمكن لرئاسته ادعاؤها.
وباستثناء عدد قليل من السلع في بريطانيا، والتي يبيعها تجار التجزئة ذو القدرة التنافسية العالية، مثل الزبدة والحليب، فإن معظم السلع لا تنخفض ولاتزال تكلفة الخدمات ترتفع بسرعة وفقا لمعايير العقود الأخيرة- بنسبة 6% سنويًا- وفقًا لتقديرات البنك المركزي الأمريكي الأوروبي.
تقرير الصحيفة نقل أيضًا تحذيرات لمزارعين، قالوا إن المواد الغذائية سترتفع قريبًا بعد هطول الأمطار بمعدلات قياسية.
وقبل عامين توصلت دراسة أجراها مكتب الإحصاءات الوطنية عن التضخم في بريطانيا منذ عام 1950 إلى أنه على الرغم من ارتفاعه سيء السمعة في السبعينيات كان إلى حد كبير بسبب “الزيادات الحادة في الأسعار العالمية للأغذية”.
وأضاف: “منذ عام 1989 كان المحرك الأكبر للتضخم هو ملف الإسكان والخدمات المنزلية، والتي تشمل الغاز والكهرباء”.
ولفت التقرير إلى أن “الاقتصاد اليوم في بريطانيا بات مهووسًا بالملكية والربح، ولم تتمكن مارجريت تاتشر من هزيمة التضخم البريطاني كما وعدت، لكنها عوضا عن ذلك جعلت الأمر أسوأ على المدى الطويل”.