طرح “بساطة المالية القابضة” فى البورصة المصرية خلال 18 شهرًا
علاء سبع اسم دائما ما يرتبط بسوق المال المصرى ومؤسس واحدة من كبريات شركات الاستثمار المباشر فى السوق، التى يتبعها شركة “الاسماعيلية للتطوير العقارى” التى تولى أهمية كبرى لتطوير منطقة وسط البلد، والعديد من الشركات الأخرى التى تمتلك فيها شركاته حصصًا مؤثرة.
ومع التطورات الاقتصادية على الساحة أجرت “البورصة” حورًا موسعًا معه كشف فيه عن خطط الشركة والشركات التابعة ورؤيته للاقتصاد المصرى.
قال سبع إن مصر ليست بحاجة إلى مزيد من الحوافز والرخص الذهبية لجذب الاستثمارات الأجنبية بقدر حاجتها إلى تسهيل دخول السوق وإجراءات بدء النشاط.
وأكد على أن المستثمرين دوماً ما يصوبون أنظارهم نحو الأسواق الاستهلاكية الكبيرة، على الرغم من أن عددا من دول المنطقة لديها معدلات كبيرة فى الإنفاق الاستهلاكى، إلا أن الكتلة السكانية لديها منخفضة، لذلك مصر تمتلك ميزة تنافسية حيث إنها تمتلك أكبر سوق استهلاكي فى المنطقة بأكثر من 111 مليون نسمة، إضافةً إلى أن لديها اتفاقيات تجارية مع معظم البلدان، وموقعها الجغرافى المتميز، وقربها من السوق الأوروبى وانخفاض تكاليف العمالة لديها.
وأضاف بأن المستثمر ليس بحاجة إلى المزيد من الحوافز ولا الرخصة الذهبية، بقدر حاجته إلى وضوح المدى الزمنى لإنهاء إجراءات تأسيس النشاط مع استقرار السياسة الضريبية، لافتاً بأن بيئة الاستثمار لدينا يقابلها العديد من التحديات مثل البيروقراطية فى الضرائب و استخراج التصاريح و اجراءات تأسيس النشاط، إضافةً إلى الموافقات الأمنية.
ولفت إلى أن سهولة تعامل الجهات الحكومية مع المستثمرين المحليين والأجانب يعتبر عامل جذب للاستثمارات.
وأضاف بأن لدينا عجز مزمن فى الميزان التجارى، ويتطلب الإصلاح مدى زمنى طويل، يعتمد على تنمية الموارد الدولارية المختلفة ولعل من أهمها تحويلات العاملين بالخارج، والسياحة، وقناة السويس، والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأوضح سبع أن أولويات الحكومة لا يجب أن توجه نحو استثمار موارد العاملين بالخارج فى العقارات او المبادرات المختلفة، ولكن يجب أن توجه نحو الاستثمار فى العاملين أنفسهم من خلال التدريب المستمر ورفع مستوى الوظائف، والعمل على زيادة الحصيلة الدولارية لديهم، بالإضافة إلى دراسة الأسواق التى يعملون بها، والعمل على تلبية الاحتياجات البشرية لديها.
وذكر أن هناك مجهودات بُذِلت لاستدامة وتنمية تحويلات المغتربين، ولكننا بحاجة إلى إستراتيجية قومية لتنمية ذلك المورد المهم من خلال التنسيق بين وزارة الهجرة والجهات المعنية الأخرى.
وشدد على أن فتح المجال للاستثمار فى التعليم عن طريق إقامة الجامعات والمعاهد والمدارس بوابة لتحقيق مستهدفات الدولة لتنمية الموارد البشرية لديها، وبالتالى زيادة موارد الدولة من العملة الصعبة.
الطروحات وضرائب البورصة.
أهداف برنامج الطروحات جيدة ينقصها الشفافية والترويج الجيد
وعلى جانب برنامج الطروحات، قال سبع إن وثيقة ملكية الدولة واستهدافها لزيادة دور القطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى من خلال برنامج الطروحات للشركات الحكومية جيدة وأهدافها طموحة، ولكن ينقصها المزيد من الشفافية، مشيراً إلى أن عددًا من الصفقات التى تمت فى البرنامج كانت نتيجة لإنقاذ موقف ما دون آلية واضحة للترويج.
ولفت إلى أن ترويج الأصول والشركات الحكومية عن طريق بنوك استثمار عالمية أو محلية يعطى انطباعا لدى المستثمرين الأجانب بأن الدولة تتبع نهجا جديدا فى الاستثمار مما يحسن صورة مصر كبلد جاذب للاستثمار، إضافةً إلى دعم موقف مصر فى أسواق المال الدولية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن التقييمات فى البورصة أقل من مثيلتها فى البلدان الأخرى، إلا أنها تشهد عزوف المستثمرين.
البورصة المصرية غير مستعدة لتطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية
أضاف أن تقييمات البورصة المصرية اليوم مقارنة بالأسواق الأخرى رخيصة للغاية وعلى الرغم من ذلك لا يوجد مستثمرين، موضحًا أن السوق يحتاج العدالة الضريبية، فلا يجوز فرض ضريبة على الأسهم بينما الودائع والشهادات بدون ضريبة مما يبهت رونق أداة استثمارية أمام الأخرى، خاصة أن البورصة المصرية غير مستعدة لتطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية.
الشراكة مع الصندوق السيادى
وكشف سبع، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة بى بى آى بارتنرز- ذراع الإدارة لشركة بى إنفسمنتس القابضة، عن سعيه للشراكة مع صندوق مصر السيادى فى تطوير منطقة أصول وسط البلد فى القاهرة التى يوليها أهمية كبرى من خلال شركته للإسماعيلية للتطوير العقاري.
وأضاف سبع لـ”البورصة” أن الشركة لديها شراكة بالفعل مع الصندوق فى قطاع الرعاية الصحية وتسعى لتوطيدها عبر الشراكة فى تطوير منطقة أصول وسط البلد، موضحًا أن شركته تقدمت بالفعل للمنافسة على الأصول المطروحة التى تم الإعلان عنها مؤخرًا.
وكانت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية كشفت منذ أسابيع عن تلقى صندوق مصر السيادى 7 عروض محلية وعالمية للشراكة على مبانى وزارات منطقة وسط البلد فى إطار خطة تطويرها.
وذكر أن شركته كانت من ضمن المتنافسين على مبنى وزارة الداخلية ولكن لم يحالفها الحظ بالترسية، وتعتزم المنافسة على باقى الأصول.
وأوضح سبع أن الشركة نجحت بشكل كبير فى تطوير منطقة وسط البلد لاسيما وأن محفظة المبانى الخاصة بشركة الإسماعيلية للتطوير العقارى فى منطقة وسط البلد تصل إلى 26 مبنى، وتخطط لزيادتها بصورة مستمرة عبر إضافة مبان جديدة.
وكشف عن أن “الاسماعيلية للتطوير العقاري” حولت 80% من المبانى من الإيجار القديم إلى الإيجار الجديد، وتهتم بخلق القيمة المضافة على عملية التطوير فى المبانى المطورة مستغلة بذلك الحركة القوية التى تشهدها منطقة وسط البلد فى عملية التطوير الشامل.
وتابع أن الشركة حصلت على قرض من البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية قامت باستخدامه فى تطوير المنطقة وتجديد المبانى.
واستطرد أن الاستثمار فى أصول وسط البلد هو استثمار طويل الاجل يحتاج إلى المثابرة حتى يحقق عائدًا قويًا بالتزامن مع الاستمرار فى عملية التطوير، حيث تقوم حاليًا بتطوير منطقة كافيه ريش، ومبانى منطقة عبدالخالق ثروت ليصبحا على غرار تطوير منطقة “سينما راديو”.
وحول الخروج عن منطقة وسط البلد لمناطق أخرى فى القاهرة، يرى أن الوقت الحالى ليس مناسبًا لتلك الخطوة، ولكن خلق القيمة المضافة يتطلب استمرار تعزيز استثمارات الشركة بعملية تطوير عقاراتها فى المنطقة.
وأكد أن “بى بى آى بارتنرز” عقدت شراكات قائمة بالفعل مع صندوق مصر السيادى فى شركتى “بى هيلث كير” وصندوق “az العزبي”.
وفى مايو من العام الماضى أعلن صندوق مصر السيادى من خلال صندوقه الفرعى للخدمات الصحية والصناعات الدوائية، وشركة بى إنفستمنتس القابضة للاستثمار المباشر عن إطلاق شركة جديدة “إيه زد إنترناشيونال EZ International” بالشراكة مع صيدليات العزبى لتقديم خدمات لوجيستية وإدارية للمؤسسات الصيدلية وكذلك خدمات توزيع وتجارة الأدوية.
وقال إن قطاعى الرعاية الصحية والأدوية يشهدان زخمًا قويًا خلال الأونة الأخيرة ومن القطاعات الواعدة للغاية للاستثمار حيث، تخطط بى بى أى بارتنرز لإتمام نحو 3 صفقات فى هذا القطاع خلال العامين الجارى والمقبل.
وأكد أن هناك صفقات فى مراحل متقدمة من خلال “بى هيلث كير”، موضحًا أن قطاع التعليم على الرادار ولكن لم نوفق حتى الآن فى إحدى صفقاته.
بساطة المالية القابضة
اعتبر سبع شركة بساطة المالية من “أحب” الشركات إليه ولها مستقبل واعد للغاية هى وسائر القطاع، خاصة أن احتياجات المستخدمين فى هذا الصدد تتزايد يومًا بعد يوم.
وكشف عن عزم “بساطة” لإطلاق صندوق استثمار نقدى خلال شهرين من خلال “بساطة للمدفوعات” والتى تأتى بالشراكة مع “فودافون مصر”.
وأكد أن الصندوق يأتى ضمن احتياجات المستخدمين لمنتج الادخار والتى لمستها الشركة من شريحة كبيرة من العملاء، ويهدف أيضًا إلى الشمول المالى.
وتستهدف الشركة التوسع خلال العام الجارى خاصة فى مناطق خارج القاهرة، إلى جانب خطة التوسع الإقليمى عبر شركة “مدفوعاتكم” فى منطقة الخليج، حيث بدأت بالفعل عملية التوسع فى سوق المملكة العربية السعودية خلال العام الجارى، تليها الإمارات العربية.
ومنذ أسابيع استحوذت بساطة المالية القابضة على 30% من شركة “مدفوعاتكم” العاملة فى قطاع المدفوعات الرقمية بدولة الأردن لتخترق السوق الأردنى على إثر تلك الخطوة.
وأوضح أن شركته لديها خطة لرفع مساهماتها فى شركة مدفوعاتكم على أكثر من مرحلة على المدى المتوسط.
وأضاف قائلا:” سننتظر جنى ثمار تلك التوسعات للمضى قدمًا فى خطة طرح الشركة فى البورصة المصرية والمخطط لها خلال 18 شهرًا”.
خطة لحصول “بساطة” على رخص “أعرف عميلك” و”الهوية الرقمية” و”العقود الرقمية”
واستطرد أن التوسعات ستشمل أيضا عملية الحصول على رخص جديدة حيث تسعى الشركة للحصول على رخص التكنولوجيا المالية فى الأنشطة المالية التى طرحتها مؤخرًا، وأبرزها “أعرف عميلك” و”الهوية الرقمية” و”العقود الرقمية” قبل نهاية العام الجاري.
وفى تصريحات سابقة لـ”البورصة” كشف عن أن “بساطة” تدرس الحصول على رخصة البنك الرقمى من البنك المركزى المصرى وتعكف حاليًا على دراسة الاشتراطات.
ويتوزع هيكل ملكية “بساطة المالية القابضة” بين شركة “إم إم جروب للصناعة والتجارة العالمية” بنسبة 40.5%، وشركة “بى إنفيستمينتس القابضة” بنسبة 16.5%، وشركة “بى بى إى بارتنرز” بنسبة 43%.
وحول خطة التخارجات ستشهد الشركة خلال العام الجارى التخارج من إحدى استثماراتها، وأخرى مطلع العام المقبل، رافَضًا الإفصاح عن أسماء الشركات التى سيتم التخارج منها، موضحًا ان المحفظة ستضم حاليَا نحو 10 شركات بعد إتمام صفقة أوراسكوم المالية التى من المقرر بدء التداول على أسهمها اليوم الإثنين.
وأنهت “بى إنفسمنتس القابضة” صفقة مبادلة الأسهم مع أوراسكوم المالية والتى مكنت الأولى من الاستحواذ على نحو 70% من أسهم “أوراسكوم” دون خيار نقدى، وتم تنفيذ الصفقة وفقًا لمعامل مبادلة المبادلة يتضمن 1 سهم من رأسمال بى إنفستمنتس القابضة مقابل 56.76 سهم من أسهم أوراسكوم المالية القابضة، وذلك بعد استجابة نحو 3.311 مليار سهم من أسهم أوراسكوم المالية تمثل 70.1% من رأسمال الشركة بعد استبعاد أسهم الخزينة.
وترتكز استراتيجية “بى بى إى بارتنرز” على الاستثمار فى الشركات بحصص أغلبية أو على الأقل تمكنها من إدارة الشركات المستثمرة بها ما لم يكن الشركاء فى الاستثمار استراتيجيين ولهم خبرة عالمية فى إدارة مثل تلك الأنشطة، وفقًا لـ”سبع”.
وتشمل محفظة استثمارات شركة بى بى آى بارتنرز استثمارات فى شركات: بساطة المالية القابضة، وبساطة للمدفوعا، وسلسلة ماركتس “جورميت”، والعزبى، وبى هيلث كير، مدينة مصر، والإسماعيلية للتطوير، وإنفينتى سولار، ومركز الكلى المصري.
رؤيته للاقتصاد
وأشار إلى أن قناة السويس تعتبر موردا حيويا للاقتصاد القومى، ويجب العمل على تنمية تلك المنطقة صناعياً و سياحياً واجتماعياً بسبب موقعها الجغرافى المتميز.
ولفت إلى أن تنمية قطاع السياحة يحتاج إلى تعاون بين كافة الجهات الحكومية القائمة عليه، إضافة إلى تسهيل حرية تنقل السائح بين المناطق الأثرية المختلفة يعد عاملا مهما نحو زيادة أعداد السائحين كل عام، بالإضافة إلى تناسب عدد الغرف الفندقية مع عدد الأفواج السياحية.
وقال سبع إن سعر الجنيه أمام الدولار يجب أن يتناسب مع فرق سعر الفائدة .
ولفت إلى أن اضطرابات سعر الصرف الفترة الماضية نتج عنها وصول معدلات التضخم لمستويات قياسية، إضافة إلى أن عددا من المستثمرين حققوا خسائر نتيجة تلك الاضطرابات مع صعوبة تدبير العملة، مما دفع مستثمرين آخرين للتوجه نحو قطاعات لها موارد دولارية مثل السياحة والتصدير لتلافى تلك الاضطرابات.
وأرجع ارتفاع معدلات التضخم إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج المستوردة، سياسة سعر الصرف، بالإضافة إلى الاختناقات فى سلاسل الإمداد محلياً من المنتج إلى المستهلك، والسياسات الاحتكارية فى عدد من القطاعات الإنتاجية.
ولفت إلى أنه متفائل بالدراسة التى أجراها بنك الاستثمار الأمريكى جولدمان ساكس مؤخراً، وتفيد بانخفاض أسعار الفائدة ومعدلات التضخم بداية من العام المقبل، وصولاً إلى أقل من 10% تضخم بنهاية العام المقبل.