قالت هبة راشد، رئيس مجلس الأمناء فى مؤسسة مرسال للأعمال الخيرية والتنموية، إن المؤسسة بالأساس مؤسسة خيرية متخصصة فى القطاع الطبى، وتقدم الخدمات الطبية للقادرين وغير القادرين.
أضافت: “حتى فى خدماتنا الموجهة لغزة ركزنا على الخدمات الطبية وخط “التيلى ميديسن” أى تقديم الخدمات الطبية عبر الهاتف”، وإن توسعت فى بعض الأحيان لتقديم خدمات أخرى، نظرًا لصعوبة الأوضاع.
وذكرت راشد، إن القطاع الصحى فى مصر بحاجة إلى الكثير من الجهد ليستطيع تلبية الطلب من القادرين وغير القادرين ومن هذا المنطلق تقدم “مرسال” الخدمة للجانبين.
أوضحت أن هناك نقص على سبيل المثال فى سيارات الإسعاف والزيارات الطبية خصوصًا مع نقص عدد الأطباء وهجرتهم للخارج، لذلك يستطيع غير القادر الاستفادة من خدمات مرسال مجانًا والقادر أيضًا.
وأشارت إلى أن قيمة ما يدفعه القادرون من الخدمة يتم توجيهها لتقديم الخدمات لغير القادرين.
وكشفت أن إيرادات المؤسسة من الخدمات الموجهة للقادرين مازالت لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من المساعدات المقدمة إذ لا تتجاوز 10 إلى 15%.
وقالت إنه فى بعض الخدمات لا تجاوز 1%، فى ظل أن المؤسسة تصرف شهريًا 20 مليون جنيه أدوية فقط.
لذلك فالمؤسسة إذا أرادت تغطية كل المساعدات من إيرادتها يجب أن تمتلك سلسلة مستشفيات طبية لكن فى الوقت الحالى يصعب تحقيق دخل يغطى ذلك، لكن على المدى الطويل هو هدف تطمح إليه بالتأكيد.
وأشارت إلى أن الهدف على المدى القصير والمتوسط هو أن تغطى تلك النفقات التكلفة الإدارية للمؤسسة.
اقرأ أيضا: “مرسال” تشارك فى قافلة التحالف الوطنى السابعة لدعم الأشقاء الفلسطينيين
وكشفت أن المؤسسة لديها خطة لاستدامة الموارد وتجنب التأثر بتذبذب التبرعات وتستعين فى الوقت الحالى بمستشار متخصص فى الاستثمارات وكان هناك العديد من المقترحات بينها ودائع فى مصرف إسلامى.
وذكرت أنه من ضمن الخطة تعزيز الحوكمة والشفافية فى المؤسسة، ولذلك تعاقدوا مع مكتب حازم حسن للمراجعة عليها، وأن القوائم المالية للمؤسسة ستكون متاحة عند الطلب لأى شخص أو جهة ترغب فى الاطلاع عليها.
لكنها أشارت إلى أن مجلس الإدارة مازال يناقش قرار نشرها للعموم، فى ظل التخوف من أن نشر تفاصيل محسابية دقيقة قد يتم إساءة فهمه من غير المتخصصين.
وقالت إن ارتباط الصورة الذهنية لمرسال بشخصها هو أمر تحاول المؤسسة التعامل معه بحذر عبر التحول داخليًا لشكل مؤسسى أكثر.
أوضحت أن “مرسال” حينما بدأت كانت هى تعمل بالفعل فى العمل الخيرى متطوعة فى أكثر من مؤسسة خيرية، وهو أمر شائع ليس فقط فى العمل الخيرى.
أضاف: “ورغم أن ذلك له جانب إيجابى ويؤدى لزيادة التبرعات لكن له مخاطر عالية، وأنا لا أراه جيدًا لمرسال”.
وقالت إن مرسال تعمل على تجهيز نفسها للاستمرار حتى وإن اختفت هبة راشد من الصورة، وعملت على زيادة عدد الفريق، وجذبنا خبرات إدارية، وعيننا استشارى يساعدنا فى القرارت الإدارية حتى لا تكون فردية.
وكشفت أنهم يجرون تغييرات فى مجلس الإدارة وسيكون أكبر وعدد أعضاءها سيكون ضعف المجلس الموجود فى الوقت الحالى.
وقالت إنهم من الناحية التسويقية يأخذون خطوات لكن أقل سرعة لأن الاختفاء الكامل من الصورة مرة واحدة به مخاطرة مرتفعة سيتحمل تكلفتها من يتلقى المساعدة.
لكنها أشارت إلى تدشين قسم للعلاقات العامة، وأيضًا حسابات للمؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعى.
اقرأ أيضا: أنشطة “مرسال” فى أول 20 يومًا من رمضان تصل إلى 44 مليون جنيه
ورغم التبرعات والعمل للممجتمع المدنى إلا أن ذلك ليس له تأثير ملحوظ على معدلات الفقر أو الخدمات المقدمة للفقراء وهو ما بررته راشد بضعف تنسيق الجهود رغم المحاولات.
أشارت إلى أن التحالف الوطنى للعمل الأهلى يسعى للتنسيق بين الجمعيات حتى لا يكون هناك تكرار فى المساعدات الموجهة لفئات بعينها وتجنب كامل للفئات الأخرى، بحيث يكون هناك تكامل أكبر.
لكنها أشارت إلى أن الأمر أكبر من التحالف فهناك حاجة للتكامل مع الدولة والجهات المعنية بالقطاعات الأكثر تلقى للمساعدات.
أوضحت أن ذلك ما تحاول وزارة التضامن الاجتماعى عمله عبر موقع إلكترونى لتنسيق الجهود لكن لم يتم تفعيله.
وأشارت إلى أن الحاجة للتكامل ملحة أكثر فى مجال الصحة، لأن كل المساعدات الغذائية التى يتم صرفها من جمعية مثلًا قد تكون بقيمة عملية جراحية واحدة.
وشددت على ضرورة نشر وزارة الصحة بشكل واضح ما يتم تغطيته بالتأمين الصحى والتأمين الصحى الشامل والعلاج على نفقة الدولة، كى لا تقوم الجمعيات بمساعدة نفس الأشخاص الذين تكفل لهم الدولة مساعدات مجانية ويتم التغافل عن من هم خارج التغطية تماماً.
أوضحت أنه على سبيل المثال لا يجب أن تقوم جمعيات بزراعة قوقعة لطفل أدنى من 5 سنوات أى أنه مشمول فى التأمين الصحى وترفض حالة طفل أكبر من 5 سنوات والعملية تتكلف نحو نصف مليون جنيه.
وقالت إن غياب البيانات رغم بحثهم ومحاولة التوصل لبيانات موثقة، دفعهم للاعتماد على خبرات الأطباء فقط حينما رغبوا فى تقديم خدمات بها نقص كبير تدر عائد تغطى به جزء من تكاليف المؤسسة.
أوضحت أن الوزارة عليها أن توضح الفجوات فى النظام الصحى وأن توجه الجمعيات لتغطيتها، وهو ما ينطبق على بقية فروع العمل المدنى.
أضافت أن توزيع المساعدات بناء على قاعدة بيانات يجعل هناك توزان مثلًا فى المساعدات بين ملاجىء الأيتام، وفى شنط رمضان أيضًا بحيث لا يتم الإغداق على منطقة كالفيوم لأنها قريبة من القاهرة وحرمان مناطق مثل قنا.
اقرأ أيضا: المدير التنفيذى لـ”مرسال” تشيد بالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى خلال رمضان
وقالت إن معظم الجمعيات واجهها انخفاض فى التبرعات لأن الاوضاع الاقتصادية كانت صعبة خلال العام الماضى، لكن مرسال وضعها كان مختلف لأن تبرعاتها زادت واستقبلت حالات أكثر بفعل الطفرة ومعدلات النمو العالية بعد كورونا، وحملة كارت الشحن الذى تم بيعه فى مزاد وحقق صدى واسع.
وأشارت إلى أنه مؤخرًا جعلتهم أزمة غزة معروفين أكثر لقاعدة أكبر، لكن اغلب الجمعيات عانت واضطرت لتقليل معدل استقبال الحالات.
وطالبت راشد أن تكون الانتقادات الموجهة للمجتمع المدنى فيها قدر من الإنصاف رغم التحفظ الذى يمتلكون الحق فيه، لأن دور الجمعيات فى مصر كبير، وقالت: “الناس مش مدركة حجم الضرر الذى سيلحق بالكثيرين إذا اختفت الجمعيات من المشهد”.
واستشهدت بتصريح وزير التضامن، نيفين قباج الذى ذكرت فيه أن ثلث الخدمات الصحية يقدمها العمل الخيرى.
أوضحت أن هذا معناه أن 1 من كل 3 مواطنين يحصلون على خدمات صحية فى مصر تساعدهم الجمعيات، نظرًا لطبيعة المجتمع المعتمدة على الترابط والدعم بين الناس.
وأشارت إلى أن ذلك بخلاف أن الجمعيات لديها كفاءة أكبر فى إدارة التبرعات نظرًا لاقتصاد الحجم فمرسال على سبيل المثال توفر أدوية بقيمة 20 مليون جنيه شهريًا لكن قيمتها السوقية الحقيقية بين 30 و40 مليون جنيه.
أوضحت أن ذلك معناه أن مرسال توفر ما يزيد على 200 مليون سنويًا وهو رقم كبير، بفرض أن الأفراد تبرعوا بنحو 20 مليون جنيه بشكل فردى فإن عدد المستفيدين سيقل النصف.
وأشارت إلى أن فى القطاع الصحى هناك عبء آخر وهو إدارة المنظومة والبحث عن مستشفيات وتوفير مولدات وإدارة منظومة بها أطاء وتمريض وتوريدات.
وقالت إن الأمر نفسه، ينطبق على المساعدات الغذائية فالسعر الذى تحصل عليه الجمعيات الكبيرة لشنط رمضنا مختلف تمامًا عن السعر الذى تقدمه السلال للأفراد.
وقالت إن مرسال تعمل مع مؤسسات دولية على مشاريع منفردة ولكن ذلك ليس عملهم الأساسى، لكن العمل معهم كان به إضافة على المستوى الفنى.
وأشارت إلى أنه خلال تعاملهم مع المؤسسات الدولية حصلوا على تدريب للعاملين بشأن التعامل مع الحالات وخصوصًا من الأطفال وكيفية حماية الطفل ومعاملته وحماية أنفسهم بعدم التأثر بمأساته.