تزايدت عمليات شطب الشركات من البورصة المصرية، وتكون في الغالب نتيجة الاستحواذات المتتالية على الشركات المدرجة بالبورصة، خاصة أن أغلب الشركات تتداول بأقل من قيمتها العادلة مما يجعلها هدفا ثمينا لصفقات الاستحواذات.
ومن بين الشركات المحتمل شطبها خلال العام الجاري شركة سيرا للتعليم، ويتوقف الأمر على عملية الاستحواذ التى تجرى عليها في الوقت الحالى من صندوق الاستثمارات العامة السعودى، وحال نجاح الصفقة سيتم شطب الشركة من البورصة، إلى جانب شركة السويدى إليكتريك التى قالت في آخر إفصاحاتها أن أمر استمرار قيدها أو شطبها من البورصة سيتم البت فيه في العمومية المقبلة وعلى حسب الاستجابة لعرض الشراء الاختياري المقدم على أسهمها من شركة “أليكترا إنفيست”.
وشهد العام الماضي شطب شركتين من كبار الشركات الموجودة بالبورصة المصرية نتيجة صفقات استحواذ أيضًا هى: البويات والصناعات الكيماويات- باكين عملاق صناعة الدهانات في مصر والشرق الأوسط نتيجة استحواذ إماراتى على أسهم الشركة، وكذلك شركة العز الدخيلة، ويستمر مسلسل التخارجات مهددًا البورصة المصرية خاصة أن الشركات التى تتخارج لا تشهد مقابلها طروحات جديدة.
غدًا.. فتح باب الاكتتاب فى صندوق مكسب الدولارى
وقال مصطفى الشنيطى رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة زيلا كابيتال، إن صفقات الاستحواذ المتتالية على الشركات المدرجة بالبورصة المصرية “سلاح ذو حدين”، حيث تؤكد تلك الصفقات على إقبال المستثمرين على الشركات المصرية، فضلاً عن دخول استثمار أجنبي مباشر، ومن الناحية الأخرى فهى تؤثر على عدد الشركات المدرجة البورصة المصرية مما يؤثر بدوره على سوق الأسهم.
وأوضح أن تحرير سعر الصرف فى الفترة الأخيرة وخفض قيمة الشركات، فضلا عن سوء الأوضاع الاقتصادية وانخفاض أرباح الشركات كلها عوامل أدت لزيادة عمليات الاستحواذ.
وأكد ضرورة تحفيز مزيد الشركات على القيد والطرح بالبورصة، و لكن فى ظل ارتفاع سعر الفائدة يعد تحقيق ذلك أمرا صعبا.
جاد: التشجيع على الطرح حل سليم لمواجهة الشطب
وقال محمود جاد رئيس قطاع البحوث المشارك في شركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن عمليات الاستحواذ من شأنها أن تفسح المجال أمام المستثمر الاستراتيجى الذي يستطيع تطوير أداء الشركة، إلى جانب أن تلك الصفقات تؤدى بصورة غير مباشرة إلى إعادة تسعير أسهم الشركات المماثلة.
وأشار إلى أن صفقات الاستحواذ من شأنها أن تحقق المكاسب للمستثمر في حال كان السعر عادل، والتى من الممكن توجيهها مرة أخرى وإعادة توجيهها لأسهم أخرى في البورصة المصرية.
رهان على مؤشر الشريعة الإسلامية في جذب استثمارات جديدة للأسهم المصرية
وأوضح أن التحدى المتعلق بصفقات الاستحواذ تلك يتمثل في شطب الشركات مما يؤثر على سيولة الأسهم ورأس المال السوقى للبورصة المصرية فى حالة الشطب، ويمتد التأثير إلى انخفاض نسبة رأس المال السوقي للبورصة إلى الناتج المحلى الإجمالى، وكذلك الوزن النسبي لمصر في مؤشر msci، موضحًا أنه يجب التعامل السليم مع التحدى من خلال طرح شركات جديدة في السوق لتحقيق توازن مع عدد الشركات المدرجة في البورصة.
وأكد أن الحلول تتمثل في نشر الوعي والتشجيع على قيد وطرح الشركات والكيانات التي لها رأسمال ضخم مما سيعود بالنفع على السوق والشركة على حد سواء، ويتيح لها إما زيادة رأس المال للتوسع بأعمالها أو تخارج المؤسسين، ضاربًا مثال بطرح كيان كبير مثل العاصمة الإدارية في البورصة المصرية مما يؤثر إيجابيًا على سوق المال، وعلى الشركة نفسها فى حال إتمام الطرح.
عبدالنبي: جذب شركات جديدة للطرح بالبورصة يعادل التخارجات
وأوضح أحمد عبد النبى رئيس قسم البحوث بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، أن عمليات الاستحواذ مؤخرًا نتج عنها شطب لنماذج عمل ناجحة لشركات متواجدة بالبورصة المصرية.
وتابع أن تحرير سعر الصرف فى الفترة الأخيرة أدى لخفض قيم الشركات بالعملة الأجنبية وهو ما جعلها تمثل عنصرا جذبا للمستثمر الأجنبي مما أدى لزيادة عمليات الاستحواذ، ومن الممكن أن يتم خلق التوازن فى السوق عبر جذب شركات جديدة للطرح بالبورصة لتعويض التخارجات.
“أكت فاينانشال”.. الوافد الجديد للبورصة المصرية
وأضاف أن عدد الطروحات الجديدة في البورصة المصرية قليل مقارنة بعدد الطروحات فى دول أخرى مثل السعودية والإمارات، وهذا يرجع لغياب المحفزات للشركات، موضحًا أن إجراءات القيد بالبورصة أصبحت الآن أكثر سهولة، ولكن مازالت هناك الحاجة لمزيد من التسهيلات.
حمدى: الشطب بسبب الاستحواذات سيقلل من عمق السوق
يرى هشام حمدى محلل القطاع الاستهلاكي بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، أن هناك عمليات استحواذ صحية وهى العمليات التى لا ينتج عنها شطب الشركات من البورصة مثل استحواذ بي إنفستمنتس القابضة على شركة أوراسكوم المالية القابضة، خاصة وأن الشركتين مازالتا مدرجتين بالبورصة، فى حين هناك عمليات استحواذ ينتج عنها شطب الشركات مما يقلل من عمق السوق.
وأوضح أن السبب الرئيسي وراء زيادة عمليات الاستحواذ هو تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار مما انعكس على قيم الشركات التى أصبحت مغرية.
شفيع: توالى عمليات الخروج من السوق يؤثر على مستويات السيولة
وأوضح مصطفى شفيع رئيس قطاع البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن تقييم الشركات بغير قيمتها العادلة جعلها في مرمى الاستحواذات، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادي يلعب دورًا جوهريًا لاسيما سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
وأكد على أن التركيز على عمق السوق أمر ضرورى خاصة وأن عدد الشركات المدرجة تراجع من 1500 شركة مقيدة في فترة التسعينيات إلى نحو 220 شركة مدرجة في الفترة الحالية وهو مؤشر خطير، مؤكدًا ضرورة خلق التوازن بجذب شركات جديدة للقيد والطرح بالبورصة المصرية.
وأكد أن توالى عمليات الشطب سيؤثر سلبا على سوق المال خاصة أنه يعتمد بصورة أساسية على وجود تنوع من الشركات وقوة النشاط، وأن تلك الظاهرة ستؤثر على عمق السوق ومستوى السيولة.