دعت شركات صناعة السيارات الألمانية واتحادات الصناعة، المفوضية الأوروبية للتراجع عن تهديدها بفرض رسوم جمركية عقابية على الواردات من السيارات الكهربائية الصينية، فهذه الخطوة تضر بالصناعة المحلية وتعرض قدرتها على القيام بأعمال تجارية في الصين للخطر.
وحذرت الصين يوم الجمعة من أن الرسوم قد تثير حربًا تجارية، إذ قال متحدث باسم وزارة التجارة إن “المسؤولية تقع بالكامل على عاتق الجانب الأوروبي”.
وبدعم من فرنسا، كشفت المفوضية الأسبوع الماضي عن تعريفات جمركية على الواردات قد يصل إجماليها إلى 48% على السيارات الكهربائية الصينية بعد أن وجدت أن المصنعين استفادوا بشكل غير عادل من الدعم الحكومي.
ونقلت مجلة “نيكاي آسيان ريفيو” اليابانية عن صُناع السيارات الألمان قولهم إنهم سيتضررون بشكل أقوى بكثير من منافسيهم الفرنسيين والإيطاليين لأن أسواق السيارات الألمانية والصينية متشابكة بشكل وثيق.
ويشير مركز أبحاث السيارات في بوخوم بألمانيا إلى أنه جرى إنتاج نحو 14% من 111 ألف سيارة كهربائية مسجلة في ألمانيا في الصين في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.
وأظهرت أرقام من الجمعية الألمانية لصناعة السيارات أن حوالي 10% من 337 ألف سيارة كهربائية صنعتها الشركات الألمانية في الصين صُدرت إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، مما يعني أن شركات صناعة السيارات هذه ستواجه أيضًا التعريفات الجديدة.
قال متحدث باسم شركة فولكس واجن إن القرار يضر بأسواق السيارات الكهربائية في ألمانيا وأوروبا التي تعاني بالفعل من ضعف الطلب.
وبالمثل، قال الرئيس التنفيذي لشركة “بي إم دبليو”، أوليفر زيبسي، إن “قرار فرض رسوم استيراد إضافية فعل خاطئ، فهذا يدل أن المفوضية الأوروبية تضر الشركات الأوروبية والمصالح الأوروبية”.
جدير بالذكر أن بعض نماذج السيارات الكهربائية التي تصنعها العلامات التجارية الأوروبية مثل “بي إم دبليو” و”ميني” و”فولكس واجن” و”بوليستر” و”فولفو” و”سمارت” و”داسيا”، التي تصنع أرخص موديلات السيارات الكهربائية في أوروبا، يجري تصنيعها في الصين، كما تُصنع بعض سيارات “تسلا” هناك وتُصدر إلى أوروبا.
واتفقت بعض المؤسسات على أن خطوة التعريفات الجمركية كانت لها نتائج عكسية على هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في أن يصبح محايدًا للكربون بحلول عام 2050.
وقالت هيلديجارد مولر، رئيسة المعرض العالمي للسيارات، إن “الصين تلعب دورًا حاسمًا في التحول الناجح نحو التنقل الكهربائي والرقمنة، فالصراع التجاري سيعرض هذا التحول للخطر أيضًا”.