تعتزم هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” تسريح 500 موظف في إطار سعيها لتحقيق قدر أكبر من التوفير في التكاليف، بعد انخفاض حاد في تمويلها الحقيقي من رسوم الترخيص خلال العقد الماضي.
وحذر سمير شاه، الذي تولى رئاسة الهيئة هذا العام، يوم الثلاثاء، من أن ضغوط التمويل تعني أن “ميزانيات المحتوى تتأثر الآن، مما سيؤثر بشكل كبير على القطاع الإبداعي الأوسع في المملكة المتحدة”.
سجلت الهيئة الممولة من القطاع العام انخفاضًا حقيقيًا في دخلها بنحو الثلث منذ 2010، بفارق يزيد على مليار جنيه إسترليني سنويًا.
في ظل الحكومة المحافظة السابقة، تم تجميد رسوم الترخيص في 2022 ثم تحديدها من هذا العام بأدنى معدل تضخم ممكن.
وأُجبرت “بي بي سي” بالفعل على تسريح موظفين وتقليص عدد البرامج، حسب ما أوضحته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
كما أصبح سوق التليفزيون أكثر تحد للهيئة، مع ارتفاع شعبية منصات البث الأمريكية وعزوف الشباب عن مشاهدة التليفزيون التقليدي لصالح المنصات الرقمية.
في 2023، ألغت حوالي 500 ألف أسرة رسوم الترخيص، التي يتعين على جميع الأسر التي تشاهد التليفزيون المباشر دفعها، وفقًا لتقرير “بي بي سي” السنوي الذي نُشر يوم الثلاثاء.
وقالت الهيئة إن حوالي 23.9 مليون رسم من رسوم الترخيص كانت سارية في نهاية العام.
ووعدت الهيئة، التي توظف 21,795 شخص، بـ”تسريع وتيرة التغيير لزيادة الأهمية والقيمة”، وهذا يعني الالتزام بتقليل التركيز على البث التقليدي وزيادة الاستثمار في الخدمات الرقمية.
وقال المدير العام تيم ديفي: “ما يحدث الآن هو إعادة تشكيل كاملة للمستقبل ونقل ضخم للموارد من البث التقليدي إلى الرقمي”.