تسعى مؤسسة مرسال الخيرية، لزيادة عدد المستفيدين من خدماتها الطبية والمالية وضم فئات جديدة من الطبقة المتوسطة غير القادرة، كما تستعد لافتتاح أول “متجر خيري” في مصر لتحويل التبرعات العينية إلى دعم نقدي لصالح المرضى المستحقين، فضلاً عن التوسع في عدد من الدول العربية والأوروبية لزيادة حصيلة التبرعات وتنفيذ مزيد من المبادرات المجتمعية والتنموية.
قالت هبه راشد رئيس مجلس أمناء مؤسسة مرسال الخيرية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إن قاعدة بيانات المؤسسة تتضمن أكثر من 100 ألف مريض حتى الآن، ولدى المؤسسة 3 أفرع لعياداتها في المعادى والدقي ومدينة نصر، وتتطلع للتوسع في عدد من محافظات الصعيد والدلتا خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت أن المؤسسة تعمل حالياً على إنشاء مركز للحالات الحرجة، يتضمن 26 حضانة وسرير رعاية مركزة، ومن المتوقع افتتاح المركز قبل نهاية العام الحالي، كما يجرى العمل على إنشاء مستشفى.
أضافت أن حجم تبرعات المؤسسة لم يتأثر سلباً بالأوضاع الاقتصادية الحالية. بل توجد زيادة تتراوح بين 30 ـ 50% مقارنة بالعام الماضي، رافضة ذكر تفاصيل عن حجم تبرعات المؤسسة.
وتلتزم المؤسسة بنشر ميزانياتها وتبرعاتها والمصاريف الإدارية وكل ما يتعلق بالشق المالي، على موقعها الإلكتروني لضمان الشفافية.
ولفتت راشد، إلى أن المؤسسة مازالت تعتمد على تبرعات الأفراد بشكل أكبر من الشركات والمؤسسات الاقتصادية، إذ تتجاوز نسبة تبرع الأفراد 70% من إجمالي تبرعات المؤسسة.
تابعت: “تأثرت أنشطة المؤسسة بالأوضاع الاقتصادية، إذ توجد زيادة في أسعار أدوية المرضى بنسب تتراوح بين 30 ـ 50%، فضلاً عن إرتفاع أسعار المستلزمات الطبية والخدمات المقدمة بشكل مضاعف”.
“مرسال” توفر 1360 خدمة طبية للفئات الأولى بالرعاية
وذكرت أن بعض الشركات الطبية كشفت مؤخراً عن وجود زيادة جديدة في الأدوية بنسب تصل إلى 100% خلال الفترة المقبلة، بسبب عدم توافر المنتجات نتيجة فروق أسعار العملة، وفي هذه الحالة تكون المؤسسة مضطرة لترتيب المرضى حسب الأولوية وفقاً للحالات الحرجة، وتحويل بعض الحالات للتأمين الصحى لإيجاد أماكن للفئات الآخرى التى لا تحظى بالتأمين.
وتابعت: “حال نقص مخزون الأدوية يتم التواصل مع الأطباء الذين يتعاونون مع مؤسسة مرسال لايجاد بدائل للأدوية غير المتوافرة خصوصا المستوردة”.
أشارت راشد، إلى أن مؤسسات المجتمع المدنى ومنها “مرسال” تعمل على التوسع في دائرة المستحقين وضم فئات جديدة من الطبقة المتوسطة أصبحت غير قادرة ومستحقة للدعم.
ولفتت إلى أن الدولة منحت بعض الحوافز التشجيعية للشركات التى تلتزم بدورها المجتمعي من خلال تقديم خصم على ضرائب الشركات التى لديها مسؤولية مجتمعية. ولكن المسؤولية المجتمعية للشركات في مصر مازالت تحتاج للعديد من الحوافز والتسهيلات لتعزيز دورها مع المجتمع المدني لمساندة الفئات الأكثر إستحقاقاً بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
قالت راشد، إن المؤسسة تسعى للتواجد فى العديد من الدول العربية وأوروبا وأمريكا خلال الفترة المقبلة لإيجاد والتنوع في مصادر التمويل خاصة من المصريين بالخارج وتوسيع دائرة التبرعات، مشيرة إلى التعاون مع عدد من مؤسسات عربية وعالمية في بعض المشروعات والمبادرات التى تندرج تحت أنشطة مرسال.
وتابعت: “المؤسسة لا تعتمد على التبرعات فقط ولكن تقوم أيضاً بتنفيذ عدد من المشروعات التنموية التى تحقق عائدا لصالح المرضي والمستحقين، من ضمنها مرسال استور لبيع منتجات وإعادة ربحها لصالح المرضى، فضلاً عن مشروع مرسال اكاديمي، والذى يتم من خلاله تنفيذ دورات تدريبية، وحالياً جاري الاستعداد لافتتاح أول متجر خيري في مصر وهو يعمل على تحويل التبرعات العينية إلى دعم نقدي لصالح المرضى غير القادرين”.
“مرسال” تقدم دعما اجتماعيا وطبيا لـ2500 أسرة ومواطن فلسطينى بمصر
أضافت أن المؤسسة تنضم للتحالف الوطنى.. الأمر الذي أسهم في تنفيذ العديد من المبادرات بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية الآخرى أبرزها مبادرة دعم غزة وحالياً مبادرة أيد واحدة المقررالمشاركة فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ستساهم المؤسسة بالشق الطبي من خلال تدشين قوافل أو توفير مستلزمات طبية وأدوية للمستحقين.
ولفتت راشد إلى أن مؤسسة مرسال تمنح مساعدات مالية لأكثر من 1000 أسرة من الفئات الأكثر استحقاقاً، كما تشتري أدوية بقيمة تتراوح بين 20 ـ 30 مليون جنيه شهرياً للمرضى المسجلين على قوائم مرسال، فضلاً عن المساهمة في إجراء العمليات الجراحية وتوفير الرعاية المركزة وغيرها الخدمات الطبية الأخرى.
وتتعاون المؤسسة مع بعض المستشفيات الجامعية وقصر العيني ومستشفى الضبعة وأطفال مصر وغيرها من خلال تحويل المرضى ذات الحالات الحرجة التى تحتاج لتدخل سريع، كما تساعد مؤسسة مرسال بمنح بعض الأدوية لتلك الجهات في حال عدم توافرها لديهم.
قالت راشد، إن الخطة التسويقية لمؤسسة مرسال لا تميل إلى تنفيذ حملات إعلانية عن أنشطتها، ولكن يتم التعاون مع بعض مؤسسات والجهات كدور المسنين ودور الايتام والجامعات وغيرها من بعض الجهات للتبرع بالدم و تنفيذ البرامج التوعوية عن مبادرات ومشروعات المؤسسة.
ووفقاً لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن المحافظات الأكثر فقرا والأقل موارد هي محافظات الصعيد خصوصا أسيوط ثم سوهاج .. لذا تحرص المؤسسة على التواجد بأنشطاتها ومبادراتها في تلك المحافظات.
وتمكنت المؤسسة من إرسال قوافل طبية لقطاع غزة بقيمة تصل إلى 250 مليون جنيه . كما تدعم حوالى 2500 طالب وأسرة من النازحين الفلسطينيين من خلال الدعم الطبي والمالي وذلك بشكل مؤقت لحين إيجاد فرص عمل لهم أو عودتهم للأراضى الفلسطينية مرة أخرى بعد انتهاء الحرب، كما تقدم المؤسسة الدعم النفسي لبعض الحالات فضلاً عن الخدمات السريعه كتوفير أثاث لفرش شقق سكنيه لهم وغيرها.
قالت راشد إن المؤسسة تعمل حاليا على مواصلة جهودها في تدشين القوافل الطبية خلال شهري يوليو وأغسطس في محافظتى اسكندرية وأسيوط، كما تستمر فى منح الدعم المالى لأكثر من 1000 أسرة، فضلاً عن الدعم الطبي للمرضى.
واضافت أن المؤسسة ترعى أكثر من 530 طفلاً مصابًا بمرض PKU شهريًا، وهو أحد أمراض التمثيل الغذائي وحساسية الطعام ، إذ تعمل المؤسسة على تقديم وجبات غذائية لهم تتناسب مع أعراض المرض. كما تم افتتاح أول مخبز خيري في محافظة قنا لأصحاب هذا المرض بالتعاون مع مؤسسة التأهيل الاجتماعي التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة
وذكرت أن مشروع الـ PKU بالمؤسسة يهدف إلى خدمة الأطفال بمختلف المحافظات من خلال خدمات المؤسسة الطبية والاجتماعية والغذائية، ويضم حتى الآن 1148 طفلاً وشابًا مسجلين بالمؤسسة.
وتعمل المؤسسة حاليا على إجراء دراسة جدوى لإنشاء مخبز غذائى آخر في القاهرة. كما تحرص المؤسسة على تنفيذ حملات توعوية على وسائل السوشيال ميديا لبعض الأمراض والوقاية منها، ويتم تنفيذ بعض الحملات لدور الرعاية ومرتقب تنفيذها في المدارس أيضا خلال الفترة المقبلة