«الشركة هى الأصغر سنًا فى صناعة الكابلات المصرية، واستطاعت خلال فترة زمنية قصيرة أن تكون ثانى أكبر كيان متخصص فى الصناعة بعد شركة السويدى، وشعارنا على مدار السنوات الماضية هو العمل فى صمت لتحقيق المستهدف»، هكذا بدأ أحمد الصياد العضو المنتدب لشركة كابلات مصر حديثه لجريدة “البورصة”.
«البورصة» التقت الصياد باعتباره أحد أبرز رجال الأعمال المصريين المتخصصين فى صناعة الكابلات فى السوق المصرى، وأحد أكبر الكيانات الاستثمارية التى تستثمر فى أنشطة صناعية متنوعة.
بدأ الصياد حديثه عن علاقة مجموعة «الصياد جروب» بصناعة الكابلات وكيف بدأت رحلة النمو منذ تأسيس أول مصنع عام 2004، قائلًا «مجموعة الصياد تعمل فى مجال الكابلات منذ فترة الثمانينات، حيث أسس الوالد عصمت الصياد مع مجموعة مستثمرين آخرين شركة جيزة للكابلات».
لكن فى بداية التسعينات تخارجت الصياد من شركة جيزة عندما بدأت الدولة فى خصخصة شركات قطاع الأعمال وكانت شركة الكبلات الكهربائية المصرية مطروحة ضمن برنامج الخصخصة ليستحوذ عليها الصياد مع مجموعة مستثمرين آخرين، وظل الوالد عصمت الصياد يرأس مجلس إدارتها حتى عام 2004.
أوضح أن حصة الصياد فى شركة مصر للكابلات لم تتجاوز 20%، وبعد عام 2004 قرر الوالد إنشاء كيان مستقبل يملكه بنسبة 100%، فكان أمامه سيناريوهان الأول الاستحواذ على حصص المساهمين فى شركة الكابلات الكهربائية، أو إنشاء كيان منفصل.
واستقرت المجموعة على بيع حصتها فى شركة الكابلات الكهربائية المصرية بالكامل إلى بايونيرز القابضة، وتأسيس شركة «كابلات مصر».
وبدأ عمل كابلات مصر كشركة تجارية لفترة، ثم بعد ذلك بدأت تصنيع منتجاتها عند الغير، وفى نهاية عام 2004 تعاقدت على قطعة أرض بمحافظة بني سويف على مساحة 154 ألف متر مربع لإنشاء المصنع عليها.
تابع العضو المنتدب للشركة «اختيار محافظة بنى سويف لإقامة المصنع فيها كان بسبب عدم وجود مساحات شاغرة فى بعض المناطق الصناعية داخل القاهرة، لأن الشركة تحتاج إلى مساحات كبيرة أفقية لأنها عبارة عن بكر«ما ينفعش تبقى فوق بعض».
أردف أن “كابلات مصر” ضخت استثمارات فى المرحلة الأولى للمصنع عام 2004 حوالى 350 مليون جنيه، وتلك الاستثمارات خصصت لتطوير الأرض وترفيقها بالإضافة إلى التعاقد على شراء الماكينات، وبعد ذلك بدأت الشركة تعمل ببطء إلى أن بدأ الإنتاج الفعلى والحقيقى عام 2011.
كشف أن المرحلة الثانية من توسعات المصنع بدأت عام 2015 وتمت إضافة خطوط إنتاج جديدة للجهد المتوسط والعالى باستثمارات تجاوزت 400 مليون جنيه وبدأ الإنتاج الفعلى لتلك المرحلة عام 2017.
تابع أن تزايد الطلب على منتجات الشركة دفعها إلى وضع خطة جديدة للتوسع وهى المرحلة الثالثة، «عام 2020 بدأنا بإضافة خط إنتاج جديد للجهد الفائق، وعدد الشركات المتخصصة فى تصنيع هذا المنتج أقل من 5 شركات أكبرها بعد السويدى شركة كابلات مصر حاليًا».
أردف أن التكلفة الاستثمارية للمرحلة الثالثة تجاوزت 680 مليون جنيه، وسبب تصنيع الشركة كابلات الجهد الفائق، هو تلبية احتياجات المشروعات الجديدة التى تحتاجها الدولة.
قال إن الشركة بصدد تنفيذ توسعات المرحلة الرابعة خلال الفترة الحالية لرفع الطاقة الإنتاجية لخطوط إنتاج الجهد العالى والمتوسط بنسبة 30%، وتصل استثمارات تلك المرحلة إلى 500 مليون جنيه، وتبدأ الإنتاج منتصف العام المقبل.
تابع أن كابلات مصر وفق التقييمات الحالية يتجاوز استثماراتها حاجز الـ12 مليار جنيه، ومن المستهدف أن تصل الاستثمارات الكلية للشركة إلى 15 مليار جنيه مع افتتاح مصنعها الجديد فى أوزبكستان.
استراتيجية “كابلات مصر” هى تحسين جودة المنتج وتعزيز القدرة التنافسية
قال الصياد، إن الشركة لم تركز على تحقيق أرباح منذ بداية عملها بقدر التركيز على تعزيز قدرتها التنافسية فى السوقين المحلى والتصديرى وتحسين جودة منتجاتها بشكل مستمر.
استطرد أن الحصول على شهادة الجودة كلفها حوالى 140 مليون جنيه، وحصلت عليها من خلال معامل دولية ومقرها فى هولندا، أكبر معمل فى هولند هو “كيما”.
وأرجع سبب ارتفاع تكلفة الحصول على الشهادة هو أن العينة التى تم التطبيق عليها كانت على كابل بمسافة كيلو متر مربع بتكلفة وصلت إلى 25 مليون جنيه، بينما فاتورة المعمل فقط وصلت إلى 480 ألف يورو.
وقال الصياد إن تلك الإجراءات ساعدت على زيادة مبيعات الشركة والتى وصلت بنهاية العام الماضى إلى 14 مليار جنيه، بحصة سوقية 20%، وهذه نسبة كبيرة.
أوضح أن المشروعات التى بدأت الدول تنفيذها مع حلول 2016 مثل مشروعات البنية التحتية، والمدن السكنية، والعاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، جميعها ساهمت فى زيادة حجم أعمال شركات تصنيع الكابلات.
ومع دخول مشروع حياة كريمة حيز التنفيذ مطلع عام 2021، هذا الأمر رفع الطلب على الكابلات الكهربائية، لأن مشروعات حياة كريمة عبارة عن مياه وكهرباء.
تابع أن شركة كابلات مصر هى أحد الموردين الرئيسيين لمشروعات حياة كريمة، بالإضافة إلى شركة السويدى، وشركة الكابلات الكهربائية المصرية.
أشار إلى أن الشركة تتعاون مع وزارة الكهرباء فى توريد الكابلات للمحطات التى تنفذ فى جميع المشروعات منها الجهد الفائق والمتوسط والفائق اكسترا، لذا الشركات تتعاون مع الحكومة وليس الأفراد.
أشار إلى أن نسبة المكون المحلى فى المنتج تصل إلى 70% وتتمثل فى النحاس والألومنيوم ويتم شراؤهما من شركة مصر للألومنيوم وإحدى الشركات الموردة للنحاس تابعة للسويدى.
كشف أن الطاقة الإنتاجية الكلية للشركة تصل إلى 5 آلاف طن معدن شهرى، ما يقرب من 60 ألف طن معدن سنويا.
أوضح أن حركة انتعاش مجال التشييد والبناء فى دول الخليج، بالإضافة إلى دول الاعمار وأبرزها ليبيا ساهم فى زيادة الطلب على منتجات الشركة.
أشار إلى أن كابلات مصر صدرت 10% من الإنتاج العام الماضى وتتطلع إلى تصدير 15% بنهاية العام الجارى إلى السعودية وقطر.
أوضح أن السعودية بها عدد كبير من مصنعى الكابلات وأصغر شركة فى حجم أكبر شركة بالسوق المصرى على سبيل المثال شركة السويدي.. لكن الاحتياجات المطلوبة للمشروعات التى تنفذ فى السعودية أكبر من قدرات المصانع بالمملكة.
قال إن الداعم الرئيسى لاختراق السوق السعودى هو انخفاض مدخلات التصنيع بداية من الأيدى العاملة، والطاقة.
الشركة بصدد إنشاء مصنع فى أوزبكستان بـ50 مليون دولار
كشف أن أولى خطوات “كابلات مصر” فى التوسع بالأسواق الخارجية هو إنشاء مصنع فى دولة أوزبكستان وتم توقيع بروتوكول مع حكومة اوزبكستان بصدد دراسة السوق لإنشاء مشروعات كابلات للجهد المتوسط والعالى.
وأوضح أن الاستثمارات المبدئية للمصنع تصل إلى 50 مليون دولار، تساهم كابلات مصر بحوالى 60% من إجمالى استثمارات المرحلة الأولى والشريك الأوزبكى سيمول الجزء المتبقى.
قال إن الشركة تدرس حاليًا إنشاء شركة متخصصة فى تصنيع مستلزمات إنتاج صناعة الكابلات وستتبع مجموعة الصياد، وتتخصص فى إنتاج اللدائن والبلاستيكات، باستثمارات تصل إلى 5 ملايين دولار ومن المزمع اطلاقها العام المقبل.
22 بنكًا تتعامل معها الشركة لتمويل التوسعات الجديدة
قال الصياد، إن الشركة لا تفكر فى الطرح بالبورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، لكون الشركة كيانا عائليا لا يفضل الشريك الأجنبى، بالإضافة إلى أن الشركة ذات سيرة وسمعة طيبة فى السوق المحلى والتصديرى ولا تحتاج إلى أى مساعدات خارجية.
كما أن الشركة ليس لديها مشكلات فيما يخص بند السيولة التمويلية، فالشركة تتعاون مع جميع البنوك واحنا بنشتغل مع 22 بنك حاليا.
أوضح أن كابلات مصر تتلقى سنويًا عروضا من مستثمرين أجانب للاستحواذ على جزء من أسهم الشركة أو الاستحواذ الكامل، لكننا نرفض.
شعار المجموعة هو «التخصص» مش طابونة أى يحد يشتغل اللى عايزه
وحول مجموعة الصياد جروب، قال إن المجموعة يتبعها 3 شركات صناعية الأولى هى كابلات مصر، والثانية تريدكو للصناعات الهندسية، ومقرها العاشر من رمضان وتعمل فى تصنيع الأجهزة المنزلية ويرأسها المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية.
والشركة الثالثة هى الدولية للاستثمار التجارى والصناعى، ويرأس مجلس إدارتها وتتخصص فى صناعة مجال معدات الطاقة والمعدات الإنشائية بداية من صناعة المولدات ودكاكات التربة.
كما أن المجموعة يرأسها حاليًا الأستاذ على الصياد العم الأكبر، وهو من الجيل الثانى، أما الجيل الأول أو المؤسس فكان المهندس عوض الصياد وبداية شغله كانت عام 1935، والجيل الثاني جيل الوالد المهندس عصمت الصياد خلال فترة الخمسينات.
والجيل الثالث تولى مسئولية الشركة بداية الألفينات وهو شريف الصياد وأحمد الصياد وإسلام الصياد.
تابع أن سبب النجاحات التى حققتها الشركة، يرجع إلى استراتيجيتها القائمة على التخصص «الدنيا مش عاملة زى الطابونة أى يحد يشتغل اللى هو عايزه».
كشف أن الصياد جروب تعقد جمعية عمومية نهاية كل عام ويناقش فيها النتائج التى وصلت إليها، وعلى اثرها يعاد تقييم الرؤساء، بشأن الاستمرار فى مناصبهم أو تغييرهم.