تراهن سوق الحاسبات الشخصية على موسم العودة للمدارس الذى يقترب لتحريك مبيعاتها التى تباطأت خلال الشهور الماضية مع ارتفاعات الأسعار بسبب تحركات الدولار فى بداية العام.
ورغم ارتفاعها إلا أن الأسعار شجعت شركات التمويل الاستهلاكى على الدخول لتلبية الطلب وتسهيل عملية اقتناء أجهزة جديدة بعد أن أصبحت أكثر تكلفة.
وتأثرت الحاسبات وبقية الأجهزة الإلكترونية بالتطورات فى أسعار الصرف وقيود الواردات خلال العامين الماضيين لأنها مستوردة بالكامل تقريبًا وفى حال التجميع محليا فإن المكون المحلى لا يزال محدودا.
وأدركت الحكومة ذلك وشجعت شركات صناعة الهواتف المحمولة على التصنيع والتصدير من مصر وهو ما فعلته عدد من الشركات خلال الشهور الماضية من تدشين مصانع محلية للاستفادة من حجم السوق والاتفاقيات التجارية لمصر.
15% انخفاضًا فى أسعار الحاسبات “المستعملة”
تراجعت أسعار أجهزة الحاسبات المستعملة خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة استقرار سعر الدولار، وارتفعت أهمية هذا السوق فى ظل ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية بشكل عام خلال الفترة الماضية.
وينتظر هذا السوق المزيد من الانتعاش بعد انتهاء مارثون الثانوية العامة واقتراب العام الدراسى الجديد لتلبية الطلب على شراء حاسبات للأغراض التعليمية.
قال عبدالرحمن محمد، مسئول مبيعات بشركة “اكسبريس الكترونيكس” للحاسبات إن الحاسبات المستعملة الواردة من الخارج أو التى يطلق عليها أجهزة الاستيراد شهدت تراجعًا فى أسعارها بنسبة 15% خلال الشهر الماضى وهى حالة من التراجع شهدها السوق منذ عدة أشهر.
أضاف أن حركة شراء الأجهزة المستعملة تنشط بعد ظهور نتيجة تنسيق الثانوية العامة ومع دخول الجامعات، مشيرًا إلى أن أسعار اللاب توب المستعملة ذات المواصفات الجيدة نسبياً كانت منذ فترة ليست بالبعيدة 28 ألف جنيه وحاليًا بين 24 ألفا و25 ألف جنيه.
فى حين بلغت أسعار الحاسبات المخصصة للأعمال الخفيفة والأبحاث الدراسية والأنشطة البسيطة بين 7 و 8 آلاف جنيه ، وعن الأجهزة التى تشهد طلبا نسبيا فى سوق المستعمل أشار مسئول مبيعات شركة “اكسبريس الكترونيكس” إلى أن hp وديل الأكثر طلباً فى هذا السوق خلال فترات الشراء.
وقال محمود عبدالصمد، مسئول مبيعات بشركة “الأفق” للاستيراد إن سوق الحاسبات المستعملة يشهدا ركوداً منذ عدة أشهر دفعت الأسعار للتراجع.
تابع: “أسعار الأجهزة المستعملة كانت تشهد زيادة اسبوعية بين 500 و800 جنيه خلال العام الماضي، إلا أن وتيرة ارتفاع الأسعار تراجعت بشكل كبير مع استقرار سعر الدولار فى 2024 ما أدى لتراجعات متتالية فى أسعار الأجهزة ورغم ذلك يعانى السوق من الركود”.
أشار عبد الصمد إلى أنه لا يمكن تحديد سقف سعرى للأجهزة المستوردة ، فالأسعار قد تبلغ 5 آلاف جنيه وقد ترتفع لـ 50 ألفا و 60 ألف جنيه لموديلات أخرى بحسب المواصفات، فطلاب الكليات العملية كالهندسة تحتاج لأجهزة بمواصفات معينة تتسم برامات فائقة وكارت شاشة كبير، وهو ما يختلف اذا قارناه بمتطلبات طلاب فى كليات نظرية أخرى.
توقع أن يشهد سوق المستعمل انفراجة فى المبيعات مع موعد تنسيق الثانوية العامة وموسم المدارس، بدعم من ارتفاع أسعار الأجهزة الجديدة التى قد تتجاوز 70 ألف جنيه للجهاز الواحد.
من جانبه قال خالد إبراهيم، مسؤول المبيعات بشركة “الرائد” للحاسبات بمول البستان إن مبيعات الأجهزة متراجعة بشكل ملحوظ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجارى بسبب ترتيب أولويات الشراء لدى المستخدمين وتوجيه قدراتهم الشرائية للمنتجات الأساسية والالتزامات الضرورية.
أوضح أن المبيعات تتحرك نسبيًا مطلع أغسطس مع ظهور نتائج تنسيق الثانوية العامة وبحث الطلاب عن أجهزة حاسبات بمواصفات معينة تساعدهم فى الدراسة.
أشار إلى أن التباطؤ فى المبيعات نسبى ويختلف من منطقة لأخرى، إلا أنه فى المتوسط يتراوح بين 10 و20% فى الوقت الحالى ، وتحاول الشركات اللجوء للترويج “أونلاين” أملاً فى كسر التراجع فى المبيعات.
أوضح أن الشركات تلجأ للإعلانات الممولة على مواقع السوشيال ميديا وجروبات الواتس لجذب الزبائن.
وعن متوسط أسعار الأجهزة المستعملة قال إبراهيم إن المستخدم قد يجد ضالته فى جهاز مستعمل بـ 3 و5 آلاف جنيه بمواصفات ليست كبيرة لكنها فى نفس الوقت تلبى الغرض وتفى باحتياجاته، وأحيانًا يبحث المستخدمون على أجهزة بمواصفات مرتفعة للألعاب أو للكليات العملية كالهندسة أو الحاسبات والمعلومات بأسعار قد تتجاوز 30 ألف جنيه، فالأمر يتوقف على متطلبات واحتياجات العملاء فى المقام الأول.
وعن الأجهزة المستعملة التى يبحث عنها المستخدمون باستمرار، أوضح أنه يأتى على رأسها موديلات متنوعة من أجهزة “ديل” و”لينوفو”.
وعن ما إذا كان هناك حرق فى الأسعار لجذب الزبائن، أجاب على الفرماوى ، مسئول مبيعات بشركة الرضا لاستيراد الحاسبات المستعملة بمول البستان إلى أن هناك تجاراً تلجأ لذلك بالفعل فى أوقات الركود أملاً فى فتح شهية المستخدمين لشراء الأجهزة، ورغم أن هامش ربح الشركات قد لا يتجاوز 5 % حاليًا إلا أنها قد تضحى بجزء منه مقابل بيع أجهزة تسدد بها التزاماتها الشهرية وتحرك المبيعات.
وتنتظر الشركات الفترات الموسمية كمواعيد دخول المدارس وتنسيق الثانوية العامة لتقديم العروض التى تلفت بها أنظار المستخدمين.
تابع: “رغم أن أجهزة حاسبات الجيمينج المستعملة كانت تشهد رواجا فى السنوات الماضية، إلا أن ارتفاع أسعارها وتجاوزها القدرات الشرائية للعملاء جعلها هى الأخرى تعانى من الركود، فى ظل أسعارها التى تتجاوز 30 ألف جنيه فى بعض الأحيان”.
“التمويل الاستهلاكي” ملاذ العملاء لشراء الحاسبات الجديدة
أصبح التمويل الاستهلاكى كلمة السر لدى عدد بعض المستهلكين لشراء أجهزة حاسبات جديدة خاصة ذات المواصفات المرتفعة عالية الثمن.
ورغم ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية بشكل عام والحاسبات الشخصية بشكل خاص خلال العام الماضيين بمعدلات كبيرة إلا أن ذلك خلق فرصة لشركات التمويل الاستهلاكى التى زاد الطلب على خدماتها لتعويض فجوة الأسعار.
قال شريف عبدالله، مسئول مبيعات بشركة “كويك” للحاسبات إن أسعار الحاسبات الجديدة ارتفعت مع ارتفاع أسعار الدولار وهو ما دفع شريحة من المستهلكين للاعتماد على شركات التقسيط والتمويل الاستهلاكى، فالمستهلك لا يستطيع شراء جهاز بـ 100 ألف جنيه أو حتى 60 ألف جنيه كاش، ما يجعله يلجأ للتقسيط مع الشركات التى تقدم هذه الخدمة.
أضاف أن هذه لشركات تحرك المبيعات جزئيًا خلال فترات العروض والرواج الموسمي مع بدء دخول الدراسة على سبيل المثال أو الاضطرار لشراء جهاز بعد تلف القديم، مشيرًا إلى أن العميل لا يشعر بقيمة ما يسدده إذا تم تقسيطه، ومع ذلك فالتمويل الاستهلاكي لم يحرك المبيعات بصورة كبيرة، لكنه كان ملاذ للبعض إذا اضطرته الظروف.
وقفز حجم التمويل الاستهلاكي في مصر بنسبة 60% على أساس سنوي خلال 2023 ليسجل 47.3 مليار جنيه، وفقًا لهيئة الرقابة المالية. وارتفع عدد شركات التمويل الاستهلاكي بمصر العام الماضي ليبلغ 45 شركة لديها نحو 7.8 مليون عميل.
وخلال الشهور الأربعة الأولى من 2024 سيطرت على التمويلات الموجهة للأجهزة الكهربائية والإلكترونيات على أكثر من ربع نشاط التمويل الاستهلاكى، وبلغت حصة هذا القطاع نحو 26.9% من إجمالى التمويل الممنوح خلال أول 4 شهور من العام، علما بأن ذلك لا يشمل تمويل الأجهزة الكهربائية المنزلية، وهو ثانى أكبر القطاعات حصولا على التمويل الاستهلاكى بعد قطاع السيارات.
من جانبه أشار سمير لطفى، مسئول مبيعات بشركة “الوعد” للحاسبات إلى أن مبيعات الحاسبات الجديدة ليست أحسن حالاً من المستعمل، فالرواج ضعيف للغاية على حد وصفه، ورغم انخفاض الأسعار بالتزامن مع تحرير سعر الصرف إلا أن المستهلك ابتعد بشكل كبير عن شراء الأجهزة الإلكترونية وخاصة الحاسبات لارتفاع أسعارها.
أوضح أن التقسيط أحد الحلول بالفعل لكنها لا تستطيع وحدها حل مشكلة ركود السوق، فالمستهلك لا يفضل شراء أجهزة تجاوز سعرها الـ 50 ألف جنيه.
وعن الشركات التى يفضلها المستخدم عند قرار الشراء، أوضح أنه في الأعوام الماضية كانت أجهزة آبل ماكنتوش الأكثر طلباً الا أن مبيعاتها تراجعت منذ نهاية العام الماضي بسب ارتفاع أسعارها مع تحرك الدولار وتجاوز أسعارها حاجز الـ 150 الف جنيه في بعض الموديلات.
وحالياً هناك موديلات لشركات أخرى أسعارها كسرت حاجز الـ 100 ألف جنيه وتعاني الركود هي الأخرى مثل آسوس وتحديداً جهاز Asus ROG Strix والذي وصل سعره لـ 120 ألف جنيه، ولينوفو وخاصة جهاز Lenovo YOGA 7 والذي بلغ سعره 90 ألف جنيه.
عمرو الحلوانى، مسؤول مبيعات بشركة “الصفوة” للحاسبات أكد أن الكثير من التجار تلجأ للعروض لجذب انظار المستهلكين الا أن الأمر لا ينجح بسبب ترتيب أولويات المستهلكين وعدم تفضيلهم شراء المنتجات الالكترونية في الوقت الحالى.
أشار الحلوانى إلى أن العملاء الذين يفضلون شراء الجديد فئة معينة يكون دافعهم الاحتياج لمواصفات محددة، مثل طلاب كليات الهندسة والفنون الجميلة، لكن بصفة عامة لازال تجار الحاسبات الجديدة يعانون من الركود نظرا لعدم ملائمة أسعار الأجهزة مع قدرة العملاء الشرائية.
تابع: ينتظر الكثير من التجار المناسبات كالبلاك فرايداي والأعياد لتقديم العروض للعملاء والتى تحرك المبيعات ولو جزئيًا.
ومن الأمور الاخرى التى يلجأ إليها التجار لتحريك المبيعات هو التسويق عبر جروبات “الواتساب” و”الفيسبوك” و”التليجرام”، فهذه الطرق تسهل الوصول للعملاء وتخطرهم بكل جديد، وأحياناًً تنجح في جذب عملاء أو تلفت انتباههم.
تابع: “بعض تجار التجزئة يمتلكون جروبات يتجاوز عدد أعضائها 200 ألف مشترك ويقدمون من خلالها كافة المنتجات والعروض الخاصة بالحاسبات أملاً في إحداث انفراجة”.
“آسوس” و”آبل” يتصدران الحاسبات الأغلى بأسعار تصل لـ 190 ألف جنيه
تراوحت أسعار الحاسبات الأغلى فى السوق المحلى بين 190 ألف جنيه و74 ألف جنيه، فى حين كانت الأرخص بين 15 ألف جنيه وحتى 22 ألف جنيه.
تصدر جهاز ROG Strix SCAR 18 من آسوس قائمة الحاسبات الأغلى فى السوق المحلى بسعر 190 ألف جنيه، فى حين بلغ سعر آبل ماك بوك برو 2023 نحو 189 ألف جنيه، ويأتى بحجم 14 بوصة وشريحة آبل M3 ماكس مع وحدة معالجة مركزية 14 نواة ووحدة معالجة رسومات جرافيكية 30 نواة، وذاكرة 1تيرا بايت.
فى حين جاء جهاز Asus ROG Zephyrus G16 Gaming بسعر 185 ألف جنيه، ويأتى بمعالج إنتل كور ألترا 9 وبمساحة 2 تيرا وكارت شاشة rtx4090.
جهاز آخر من آبل جاء ضمن الحاسبات الأغلى فى السوق المحلى وهو آبل ماك بوك برو 2023 وجاء بسعر 143 ألف جنيه بشريحة M2 برو مع معالح 12 نواة وكرت شاشة 19 نواة.
بالاضافة إلى جهاز آبل ماك بوك برو 14 بوصة مع وحدة معالجة مركزية 11 نواة ووحدة معالجة رسومات جرافيكية 14 جاء بسعر 133 ألف جنيه.
أما جهاز “إتش بي” فيكتس 16-r0073cl فقد بلغ سعره 106 ألاف جنيه، ويأتى بكارت شاشة انفيديا جى فورس ار تى اكس 4060.
وفى المرتبة السابعة جاء جهاز لاب توب فيكتس 15 جيل 13 i7-13700H من إتش بى بذاكرة رام 16 جيجا وSSD 512 جيجا وشاشة FHD وبطاقة رسومات انفيديا بـ 74 ألف جنيه.
وفيما يتعلق بالأجهزة ذات الأسعار المحدودة نسبيًا فى السوق المحلى خلال العام الجارى فقد تصدر جهاز V15 من لينوفو القائمة بـ 15 ألف جنيه، ويأتى بمواصفات انتل كور i3-10110U، وذاكرة رام 4 جيجا، وهارد 1 تيرابايت، وكارت شاشة انتل UHD 15، وشاشة 15.6 انش FHD.
وفى المرتبة الثانية جاء جهاز اسباير3 من شركة إيسر بـ 15.9 ألف جنيه ويأتى بذاكرة رام 4 جيجابايت – وهارد 1 تيرابايت وشاشة 15.6 بتقنية FHD ومعالج انتل.
وحل ثالثًا بـ 16200 جنيه جهاز HP 250 G7، بمعالج إنتل كور i3-1005G1 الجيل العاشر، وذاكرة رام 4 جيجابايت، هارد HDD 1 تيرابايت.
ثم جاء جهاز “ديل” لاتيتيود 5400 بسعر 17 ألف جنيه، ويأتى بشاشة 14 انش ومعالج انتل كور i5-8365 وذاكرة RAM 16GB وSSD 512GB.
وخامسًا حلًّ لاب توب اتش بى رايزن 3 3250U بـ 18 ألف جنيه وكانت أبرز مواصفاته رام 8 GB وهارد HDD 1TB+256 GB SSD وبطاقة رسومات AMD وشاشة HD عالية الدقة.
وفى المرتبة السادسة جاء جهاز إتش بى FQ5048NE 6L8K8EA، بـ 19,635 بمواصفات انتل كور i3 – 1215U، ثم سابعًا “لينوفو” آيديا باد رايزن 7 5700U، والذى جاء بسعر 22 ألف جنيه بذاكرة رام 8 جيجابايت، وهارد HDD 1 تيرابايت، وبطاقة رسومات AMD مدمجة، وشاشة 15.6 بوصة FHD.