مع انتقال الأثر غير المباشر لرفع أسعار الطاقة خلال الشهور المقبلة، بالتزامن مع الطلب الموسمى نتيجة العودة للمدارس توقع المحللون أن يرتفع التضخم بشكل مؤقت خلال الفترة المقبلة رغم أثر سنة الأساس المواتى.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية إلى 25.6% لشهر أغسطس الماضي مقابل 25.2% في يوليو، بينما ارتفع المعدل الشهري إلى 1.9% مقابل 0.5% في يوليو، وهو الارتفاع الأول بعد 5 أشهر متتالية من التراجع.
متولى: الزيادة كانت متوقعة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء
وقال علي متولي، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في إحدى شركات الاستشارات بلندن، إن زيادة معدل التضخم كانت متوقعة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات في نهاية يوليو، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء في أغسطس.
وتوقع أن يواصل التضخم الارتفاع خلال سبتمبر قبل أن يتراجع مجددًا فى ظل معدلات الفائدة المرتفعة التى تدعم كبحه.
ورجح متولي أن يصبح متوسط معدل التضخم مكوَّنًا من رقم واحد بحلول عام 2026، مشيرًا إلى أن البنك المركزي أصبح في وضع أفضل حاليًا من خلال زيادة أسعار الفائدة وضبط سعر الصرف وزيادة الاحتياطيات من العملة الأجنبية، والاستمرار في سحب فائض السيولة، ما يدعم تحقيق مستهدفاته بشأن التضخم بنهاية العام القادم.
وأعلن البنك المركزى ارتفاع التضخم الأساسى إلى 25.1% فى أغسطس مقابل 24.4% فى يوليو فيما تسارع على أساس شهرى إلى 0.9% مقابل 0.3% فى أغسطس.
وأرجع جهاز الإحصاء تسارع التضخم الشهري إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات نحو 14.3%، وخدمات النقل نحو 14.9%، ومجموعة خدمات البريد حوالى 6%، إضافة إلى مجموعة الأجهزة المنزلية بنحو 2.8%.
بدير: الارتفاع سيمتد إلى سبتمبر مع هيكلة الدعم وموسم العودة للمدارس
وتوقعت بدير أن يتجاوز التضخم 27% في سبتمبر، تأثرًا بارتفاع أسعار الكهرباء والغذاء خاصة مع تأثرها بالضغوط الموسمية لبعض المحاصيل الزراعية وتراجع إنتاجية بعض المحاصيل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
وقالت إن هناك أثرا موسميا مثل بدء العام الدراسي واستمرار ارتفاع أسعار الأدوية تدريجيًا خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب بيانات البنك المركزى سجل تضخم الغذاء فى أغسطس 1.8% على أساس شهرى و28.1% على أساس سنوى.
حمدى: أسعار الخضراوات والنقل والمواصلات قادت ارتفاع التضخم
قال هشام حمدي، نائب رئيس قسم البحوث في شركة النعيم القابضة، إن ارتفاع مؤشر التضخم جاء نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار الخضراوات بسبب نقص المعروض من العناصر الأكثر استخدامًا مثل البطاطس والطماطم تأثرًا بحرارة فصل الصيف.
توقع أن تنتهي هذه الزيادة في منتصف سبتمبر، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النقل والمواصلات بعد زيادة أسعار الوقود وأسعار تذاكر المترو بداية من شهر أغسطس.
وأشار إلى أن البنك المركزي أصبح أكثر تفاؤلًا بشأن مستوى التضخم، حيث عدلت لجنة السياسة النقدية توقعاتها الأخيرة لنزول مستوى التضخم ليصبح خلال الربع الأول من العام المقبل بدلًا من النصف الأول.
وتوقع أن يعود معدل التضخم للتباطؤ في شهر سبتمبر، على الرغم من الزيادة المتوقعة في أسعار الكهرباء.
وقال البنك المركزي في بيان الخميس الماضي، إن التوقعات تشير إلى أن التضخم سيظل قريبًا من مستوياته الحالية حتى الربع الرابع من عام 2024، مع مراعاة إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة المتخذة والمتوقعة.
أضاف أن التضخم سينخفض بشكل ملحوظ خلال الربع الأول من عام 2025 نتيجة التأثير التراكمي لسياسات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس.
وأشار البنك المركزي في بيانه إلى أن المسار التنازلي للتضخم لا يزال عرضة لمخاطر تصاعدية، في حال تراجعت إمدادات النفط العالمية أو تصاعدت التوترات الجيوسياسية الإقليمية، وكذلك احتمالية أن يكون لإجراءات ضبط المالية العامة تأثير أكبر من المتوقع.
كتب – محمود الحسينى: