توقعت شركة الأبحاث “فيتش سوليوشنز” التابعة لمجموعة “فيتش ريتينج”، أن ينمو إنفاق المستهلكين المصريين على الأغذية في عام 2025 بنسبة 21.6% ليصل إلى 4.9 تريليون جنيه ما يعادل 99.7 مليار دولار، مدفوعًا بالتضخم المرتفع.
ورجحت أن يستمر هذا النمو خلال الفترة المتوسطة الأجل حتى عام 2028، بمتوسط نمو سنوي قدره 19% ليصل إلى 7 تريليونات جنيه ما يعادل 134.4 مليار دولار بحلول عام 2028.
ويعكس ذلك توقعات “الشركة أن يسجل سعر الصرف نحو 49 جنيها فى المتوسط خلال العام المقبل، ونحو 52 جنيها بحلول 2028.
المستلكون يتجهون للمنتجات الأقل سعرًا
ورجحت أن يتجه المستهلكون لتفضيل المنتجات الأقل سعرًا فى القطاعات غير المدعومة، فى ظل الارتفاع المتوقع للأسعار نتيجة استيراد العديد من المواد الغذائية مثل الحبوب واللحوم والدواجن.
وقالت إن تحسن وصول المستهلكين المصريين إلى المنتجات الدولية، سينعكس على الإنفاق في قطاع الأغذية والمشروبات عبر سلاسل التجزئة الكبرى.
وقدرت أن الإنفاق على المشروبات غير الكحولية، سينمو في عام 2025 بنسبة 21.9% ليصل إلى 188.6 مليار جنيه ما يعادل 3.8 مليار دولار، ويعود معظم هذا النمو إلى ضغوط التضخم المرتفعة.
وتوقعت أن ينمو الإنفاق على المشروبات غير الكحولية بمعدل سنوي قدره 19.2% خلال الفترة 2024-2028 ليصل إلى 270.9 مليار جنيه مصري بحلول عام 2028.
مصر مركزاً هاماً لصناعة الأغذية
وقالت إن مصر تعد مركزًا مهمًّا لصناعة الأغذية والمشروبات، بدعم من توافر العمالة بتكلفة منخفضة، خاصة مع تراجع قيمة الجنيه.
وذكرت أن ذلك يجعلها قاعدة جذابة للمصنّعين الذين يطمحون إلى التصدير إلى الأسواق الأوروبية، كما يعزز موقعها الجغرافي، القريب من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، جاذبيتها كمركز للتصدير.
أضافت أن أهمية الموقع الجغرافى زادت بعدما كشفت الجائحة عن نقاط الضعف في سلاسل الإمداد العالمية، ما دفع الشركات إلى البحث عن شبكات توريد أكثر مرونة وتنوعًا.
وبلغت صادرات مصر من الأغذية والمشروبات 7.1 مليار دولار في عام 2023، وتتركز الأسواق التصديرية الرئيسية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
ومنذ عام 2004، شهدت صادرات مصر من الأغذية والمشروبات نموًا ملحوظًا بمتوسط نمو سنوي نسبته 15.3%. وتتصدر السعودية قائمة الأسواق التصديرية بقيمة 676 مليون دولار في عام 2023، تليها روسيا بنحو 448.3 مليون دولار، وهولندا 415.7 مليون دولار.
وقالت إن السوق المصري في مجال تصنيع الأغذية يتمتع بجاذبية عالية للاستثمارات والشراكات الأجنبية.
وأشارت إلى استثمار شركة الألبان الفرنسية “Fromageries Bel” نحو 3.1 مليون دولار لتوسيع طاقتها الإنتاجية في مصر.
اقرأ أيضا: هل تعزز توقعات “فيتش” لـ”مصر” تدفقات الأجانب إلى سوق الأسهم؟
وفي سبتمبر 2024، أعلنت مجموعة “HSA” عن استحواذها على شركة “بسكو مصر”، ما يعكس ثقتها في القطاع الصناعي المصري.
وذكرت أنه أصبح بإمكان منتجي الأغذية الذين كانوا يستهدفون الأسواق التصديرية في البداية، التركيز بشكل متزايد على السوق المحلي، مع توجه القطاع غير الرسمى للاندماج فى الاقتصاد الرسمى.
لكن “فيتش سوليوشنز” حذرت أنه رغم مكانة مصر القوية كمركز صناعي، فإن الصراع الإقليمي المستمر يشكل خطرًا على قطاع الصناعات الغذائية والمشروبات فيها، إذ أن التصاعد في التوترات واحتمالات التصعيد العسكري قد يعطل مسارات التصدير، مما يؤدي إلى تأخيرات وتكاليف إضافية لنقل السلع.
أضافت أنه قد تؤدي حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي إلى تقليل الاستثمارات الأجنبية وتعقيد الاتفاقيات الحالية لسلاسل الإمداد، مما يزيد من الضغوط على القطاع.