انتهت فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمعرض إيكوموندو، أكبر حدث دولى للتقنيات الخضراء، التى نظمتها مجموعة المعارض الإيطالية فى مركز معارض ريمينى.
شهد المعرض مشاركة 1620 علامة تجارية عارضة من مختلف دول العالم احتلت 166.000 متر مربع من المساحة داخل مركز المعارض الذى تم توسيعه هذا العام بإضافة قاعتين جديدتين لتلبية الطلب المتزايد من الشركات، بالإضافة إلى حضور 650 مشتريًا من 65 دولة أغلبها من دول آسيا، وكان هناك إقبال كبير من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، مع حضور بارز من ألمانيا، إسبانيا، رومانيا، فرنسا، كرواتيا، اليونان، صربيا، مصر، تركيا وتونس ومشغلون من 121 دولة و72 جمعية ومؤسسة قطاعية مهتمة بالطاقة والاقتصاد الأخضر.
وشهد المعرض 260 ورشة عمل وحلقات نقاشية وعقد 3500 جلسة عمل بين الشركات. وقد افتتح وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالى، جيلبرتو بيتشيتو فراتين الحدث، وأكد أن «إيكوموندو» هو مرصد مميز للاقتصاد الوطنى، وأن إيطاليا هى الرابحة فى الانتقال البيئى الذى يهدف إلى إزالة الكربون، وتحقيق الكفاءة واستخدام الموارد الطبيعية بشكل عقلانى، بالإضافة إلى الابتكار. وكانت الابتكارات أبرز الموضوعات التى تم تسليط الضوء عليها فى إيكوموندو 2024، سواء من خلال الشركات الناشئة أو العلامات التجارية العارضة.
ففى السنوات الخمس الماضية، استثمرت %78.4 من الشركات فى الابتكار من أجل الاستدامة، وفقاً لمسح أجرته إيكوموندو، واتحاد غرف التجارة الإيطالية.
وشهد إيكوموندو أكثر من 200 فعالية نقاشية وفنية خلال أيام المعرض الأربعة، ما قدَّم لمحة شاملة عن أحدث الاتجاهات والتحديات فى مجال الاستدامة على الصعيد الدولى من الاقتصاد الدائرى والاقتصاد البيولوجى، إلى مراقبة التغير المناخى والتمويل المستدام.
كما كانت هناك جلسات حول الاقتصاد الأزرق وموارد المياه، بمشاركة لجنة فنية علمية برئاسة البروفيسور فابيو فافا من جامعة بولونيا.
أكد روبرتو مونتانارى، مسئول منطقة إميليا رومانيا 2024 Ecomondo خلال جلسات المسئول عن تنسيق المشاريع الأوروبية والمبادرات الدولية بشأن حماية السواحل، أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، أثرت الفيضانات على 5 ملايين شخص، ما أدى إلى مقتل 3000 شخص، وأضرار بقيمة 170 مليار دولار.
أوضح “مونتانارى”، أنه على الرغم من التحسينات فى التنبؤ والتخطيط للمرونة الإقليمية، لا تزال مصادر التمويل محدودة ومجزأة، وأعرب كذلك عن الحاجة إلى خطة مارشال لمعالجة تحديات تغير المناخ.
وامتدت المناقشة إلى التقدم المحرز فى الخطة الوطنية الإيطالية للتكيف مع تغير المناخ وأفضل الممارسات الأوروبية مثل مشروع باركو ديل مارى على الواجهة البحرية فى ريمينى، والجهود التى تبذلها أيرلندا ومنطقة أوت دو فرانس لمعالجة تغير المناخ.
التآكل الساحلى
كما تم تسليط الضوء على الحلول القائمة على الطبيعة وأنظمة جمع البيانات التى تهدف إلى بناء القدرة الساحلية على الصمود، فضلاً عن التحديات التى تواجه السواحل المنخفضة والمدنية.. وكذلك كان من الملاحظ أيضاً فى معرض هذا العام الابتكارات الرئيسية فى إنتاج الورق B2؛ حيث سلطت منطقة الورق فى الجناح المستدام وإعادة التدوير، وعرضت حلولاً للحد من التأثير البيئى من خلال المواد المعاد تدويرها والعمليات ذات التأثير المنخفض.
وتجسد التعاون الدولى فى اتفاقية جديدة بين إيكوموندو واتحاد الصناعات العراقى بتيسير من مكتب يونيدو لترويج الاستثمار والتكنولوجيا فى إيطاليا.
وكان التواجد المصرى لافتاً فى معرض إيكوموندو؛ حيث شارك أكثر من 65 مصرياً ممثلين عن شركات ومؤسسات تعمل فى العديد من المجالات، أبرزها قطاع تدوير النفايات وإعادة التدوير وتحلية ومعالجة المياه والصرف الصحى وحلول الطاقة.
حسين عبدربه يكتب: حوكمة العمل الأهلى
وتضمنت قائمة الشركات المشاركة فى إيكوموندو من مصر ممثلين من شركات إيكارو وجو جرین جاس، وبايو مصر، ودار الهندسة، وتريبل بى إف، وبايو إنرجى، وأوراسكوم وممثلين عن الغرف الصناعية الكيماوية والهندسية، وأعضاء بالغرفة التجارية المصرية الإيطالية.
وقال ألبرتو بورشيلينى، رئيس الغرفة التجارية الإيطالية بمصر لـ«البورصة»، إنَّ الشركات المصرية تحرص على المشاركة فى إيكوموندو للتعرف على أحدث الابتكارات والتطورات التكنولوجية التى تقدمها الشركات الإيطالية والعالمية، ويتزايد سنوياً عدد الشركات المشاركة سواء من الزوار أو المشترين الراغبين فى إبرام صفقات أو شراكات مع شركات إيطالية.
وأضاف أن التشريعات والضوابط المنظمة للاستثمار فى مصر مشجعة على الاستثمار، ومن المتوقع أن يكون هناك شراكات واتفاقيات تجارية بين شركات مصرية وأخرى إيطالية بعد انتهاء فعاليات إيكوموندو.
وأوضح أن أوجه التعاون بين الشركات المصرية والإيطالية يتضمن العديد من المجالات، خاصة فى مجالات الطاقة المتجددة، وإعادة تدوير المخلفات وتحلية المياه ومعالجة الصرف الصحى.
حسين عبدربه يكتب: حسن الخطيب وزير الدولار
ونالت قضية المدن الصحية والتطوير الحضرى من منظور الصحة اهتماماً، فى الجلسة التى تنظمها اللجنة الفنية العلمية فى إيكوموندو.
وسلط الحدث الضوء على كيف أن التجمعات الحضرية، التى تستضيف 55% من سكان العالم على 3% فقط من سطح الأرض، مسئولة عن 75% من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، وتستهلك 70% من الطاقة، و75% من الموارد الطبيعية العالمية.
ومن بين المشاريع المقدمة، تعتبر تجارب المتنزهات الصحية فى بيزارو وبافيا، واستراتيجية التشجير الحضرى فى مانتوفا والمبادرات المبتكرة مثل مختبر ميلبينيانو للأغذية، ذات أهمية كبيرة، كما تناولت ورشة العمل التى نظمتها اللجنة العلمية الفنية فى الموضوع الحاسم بشكل متزايد، وهو قياس الاقتصاد ENEA وSuperiore Sant›Anna الدائرى.
تناول الحدث تطور أدوات قياس الدائرية، مع إيلاء اهتمام خاص لأساليب وعمليات تقييم المنتجات والخدمات من خلال أساليب الفحص المبتكرة. وقدمت الجلسة لمحة عامة عن المبادرات الدولية، بدءاً من المعايير الصادرة عن المفوضية الأوروبية. وما يثير الاهتمام بشكل خاص خطاب سيرينيلا سالا من المفوضية الأوروبية والتحليل الذى أجراه فابيو إيرالدو حول منهجيات قياس دائرية المنتجات. كما شهد المؤتمر مشاركة شركات صناعية مهمة مثل إلكترولوكس وإينى وإيتيلوم ونيكستتشيم.