في تحول اقتصادي كبير، أظهرت بيانات التجارة الأمريكية، أن المكسيك أصبحت الآن المُصدر الرئيسي للواردات إلى الولايات المتحدة متفوقة بذلك على الصين لأول مرة في العام الماضي، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم الثلاثاء.
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين غيرت بشكل جذري خريطة التجارة العالمية، حيث برزت المكسيك كمنافس قوي وبديل رئيسي للصين في العديد من الصناعات، ومع استمرار التوترات التجارية بين الدول الكبرى، يبقى الوضع التجاري في المكسيك و الصين محط اهتمام عالمي.
وأوضح التقرير أن تلك التحولات بدأت منذ العام 2018 بعد أن وقع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى مجموعة من التعريفات الجمركية على العديد من السلع الصينية وهو ما أثر بشكل كبير على التجارة بين البلدين.
وأكد ترامب في تصريح اليوم أنه سيعيد فرض تعريفات جمركية جديدة على الصين والمكسيك وكندا عند عودته إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد التجاري.
على الرغم من التعريفات الجمركية، لم يخف الطلب الأمريكي على السلع الأجنبية إذ بلغت واردات الولايات المتحدة من السلع 3.1 تريليون دولار في 2023 بزيادة كبيرة عن 2.3 تريليون دولار في 2017، وفقًا لبيانات تحليلية من مكتب الإحصاء الأمريكي.
تأثرت بعض السلع الصينية مثل أشباه الموصلات وحقائب الجلد وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، حيث انخفضت قيمة الواردات الصينية من هذه المنتجات بنسبة 35% في المتوسط مقارنة بعام 2017.
وفي المقابل، انتقل العديد من المنتجين إلى مراكز تصنيع أخرى مثل المكسيك وفيتنام وتايوان وماليزيا؛ ما ساعد على تعويض الفجوة.
في عام 2023، كانت المنتجات القادمة من الصين تمثل 14% فقط من إجمالي الواردات وهو أدنى مستوى لها منذ نحو عقدين ومع ذلك، لا تزال بعض هذه السلع تحتوي على مكونات صينية، خاصة تلك التي تأتي من المكسيك وفيتنام.
ومن بين السلع التي شهدت تغييرات ملحوظة، كانت الهواتف الذكية، حيث ارتفعت واردات الهواتف من الهند وكوريا الجنوبية وفيتنام بنسبة 42% مقارنة بعام 2017.
كما ارتفعت قيمة أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية القادمة من فيتنام وتايوان بالإضافة إلى شرائح الذاكرة المستخدمة في ألعاب الفيديو أو تعدين العملات المشفرة..أما تجارة خزائن المطبخ فقد تأثرت بشكل كبير، حيث انخفضت واردات الخزائن المصنوعة في الصين من 1.3 مليار دولار في 2017 إلى 26 مليون دولار في 2023، بينما ارتفعت واردات الخزائن الخشبية بشكل عام مع تحول الإنتاج إلى فيتنام.
ومع ذلك، استمرت بعض الصناعات في الاعتماد على الموردين الصينيين مثل الألعاب وأدوات الرياضة وأجهزة ألعاب الفيديو، إذ بلغت واردات هذه السلع من الصين 32 مليار دولار في 2023، بزيادة 24% مقارنة بعام 2017.
وفي بعض المنتجات مثل البطاريات الليثيوم وأجهزة ألعاب الفيديو، شهدت الولايات المتحدة زيادة كبيرة في الواردات، ومع ذلك، لا يزال أكثر من 70% من هذه السلع تأتي من الصين.