تسعى شركة ووترسايكل تكنولوجيز “Watercycle Technologies” الناشئة لتقنيات تحلية المياه واستخلاص المعادن لدخول السوق المصرية خلال الفترة المقبلة بعد التوسع فى السوق البريطانية حيث تأسست.
وقال أحمد عبد الكريم، الشريك المؤسس والرئيس التقني للشركة، إن خطط الشركة للدخول إلى السوق المصري تشمل عدة محاور رئيسية، أبرزها الشراكات المحلية “نسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع جهات حكومية وشركات مصرية محلية، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، لتسهيل تبني تقنياتنا وحلولنا المتقدمة، وسيتم الإعلان عن هذه الشراكات في وقتها”.
الشركة تهدف إلى ترسيخ ثقافة إعادة تدوير النفايات في مصر
وفيما يتعلق بنظرة الشركة إلى السوق المصري، قال إن الشركة ترى السوق المصري كأحد الأسواق الحيوية والواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويمتاز بوجود قاعدة صناعية قوية ومتنامية وحاجة متزايدة للحلول المستدامة في مجال تحلية المياه واستخلاص المعادن، وهو ما يتماشى تماماً مع مجالات تخصصها.
وقال “أضيف إلى ذلك تركيزنا على تعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية، مما يساهم في تطوير حلول مبتكرة تتناسب مع الاحتياجات المحلية، كما نهدف إلى ترسيخ ثقافة إعادة تدوير النفايات في المجتمع المصري، خاصة في مجال المعادن الحيوية والمهمة، وكيف يمكنها تقليل الاعتماد على الاستيراد، سواء كمواد خام أو منتجات نهائية تعتمد عليها، وبذلك نحقق هدفنا بأن نكون جزءاً حيويًا من اتجاه الدولة الحالي للتنمية المستدامة والاقتصاد الدائري”.
اقرأ أيضا: “مانيج إنجن”: مصر أسرع أسواقنا نموًا ومن بين الأهم بالشرق الأوسط
وعن أبرز خطط “ووترسايكل تكنولوجيز” لعام 2025، أشار إلى أن هدفها الأساسي خلال العام المقبل هو التركيز على إنتاج كربونات الليثيوم المستخدمة في البطاريات على نطاق واسع “كما نركز على ترسيخ تواجدنا بالمملكة المتحدة، باعتبارها بلد الانطلاق للشركة والداعم الأكبر لنشاطها، كما نهدف في مرحلة تالية إلى الدخول إلى أسواق جديدة في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي مقدمتها مصر، حيث نسعى إلى تقديم حلولنا المبتكرة لمجموعة واسعة من العملاء”.
أضاف فى حوار لـ”البورصة” أن فكرة تأسيس الشركة ولدت بفضل جهود مجموعة الباحثين والمهندسين الذين تشاركوا حلم تطوير تقنيات متقدمة لتحلية المياه، ثم اتسعت نظرتهم لتشمل استغلال الملوثات الناتجة عن عملية التحلية، خاصة أن معظم هذه الملوثات من المعادن المهمة، فأصبح الهدف الرئيسي هو إنتاج مياه نظيفة وصحية للإستهلاك الآدمي، واستخلاص الملوثات المعدنية لإعادة استخدامها مرة أخرى.
تابع: “بحلول أكتوبر 2020، انفصل المشروع عن جامعة مانشستر، وتلقى دكتور سيب ليبر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، تمويلاً بنحو 50 ألف جنيه استرليني، فتم تسجيل الشركة رسميًا تحت إسم “ووترسايكل تكنولوجيز” Watercycle Technologies، وهي المرحلة التي شهدت انضمامي للشركة كمؤسس مشارك، وانطلقنا في إطار توجهنا الجديد نحو تقديم حلول مستدامة لاستخلاص المعادن الحيوية الضرورية لصنع مستقبل بلا ملوثات “.
وقال إن عمل الشركة يتضمن تحلية المياه عبر تقنيات مبتكرة تساعد في توفير مياه نظيفة وصالحة للشرب “كما نقدم حلولاً متقدمة لاستخلاص المعادن القيمة والنفيسة من مصادر مختلفة، بما في ذلك مياه البحر والمياه الصناعية، مما يدعم الاقتصاد الدائري ويحافظ على البيئة”.
أضاف “نوفر أيضًا خدمات استشارية متخصصة للشركات والمؤسسات في مجالات تحلية المياه واستخلاص المعادن، حيث نقدم توجيهات مخصصة تساعد في تحسين الكفاءة التشغيلية وتحقيق أهداف الاستدامة، إلى جانب عملنا على تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة في مجالات تحلية المياه واستخلاص المعادن، مما يساهم في تقديم حلول فعالة ومستدامة لتحديات المياه والبيئة”.
وعن حجم الاستثمارات التي ضختها شركة “ووترسايكل تكنولوجيز” حتى الآن، وحجم النمو المستهدف أشار أن حجم استثمارات “ووترسايكل تكنولوجيز” بلغ منذ عام 2020 وحتى 2024 ما بين 8 إلى 10 ملايين دولار تقريبًا، وقد ساهمت هذه الاستثمارات في تطوير تقنياتها وتوسيع نطاق أعمالها بشكل كبير.
الشركة وصلت لنحو 30 عميلاً حول العالم
أشار إلى أن الشركة تخدم مجموعة متنوعة من العملاء تشمل شركات صناعية وحكومية، على اختلاف أحجامها من شركات ناشئة إلى متوسطة وشركات كبيرة عالمية، ووسعت نطاق خدماتها ليشمل العديد من القطاعات، مما أدى إلى زيادة قاعدة العملاء بشكل ملحوظ إلى نحو 30 عميلاً حول العالم، يتسع نشاطهم ليشمل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وبوليفيا وأفريقيا وتشيلي.
وقال: تشمل قائمة عملائنا المؤسسات الصناعية الكبرى، والشركات العاملة في مجال الطاقة والمياه، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية التي تعتمد على حلولنا لتحقيق أهدافها البيئية والاقتصادية، مثل هيئة التعدين المملوكة للدولة في تشيلي (ENAMI)، التى اختارتنا من بين 30 منافس عالمي في قطاع التعدين من أجل الاستعانة بتقنياتنا في استكشاف الليثيوم في منطقة أتاكاما الشمالية الشرقية، خاصة أن تشيلي هي ثاني أكبر دولة من حيث احتياطي الليثيوم في العالم، كما نعتز بشراكتنا الاستراتيجية مع شركة EWaste Africa لتعزيز استعادة الليثيوم المستدام من النفايات الإلكترونية.
اقرأ أيضا: “GoDaddy” تدعم الشركات الصغيرة بإتاحة موارد مجانية للذكاء الاصطناعى
وعن أبرز التحديات التي واجهتها “ووترسايكل تكنولوجيز”، وكيف نجحوا في التغلب عليها أشار إلى أن الشركة واجهت العديد من التحديات منذ تأسيسها، أبرزها كان قلة التمويل، خاصة بين عامي 2020 و2022، مما أثر على قدرتها على تنفيذ مشروعاتنا البحثية والتطويرية.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت الشركة صعوبة في العثور على معامل مجهزة بشكل كامل لتجاربها حتى تمكنت من العثور على معمل مجهز في جامعة مانشستر، وهو ما ساعدنا على تسريع عملياتها البحثية وتطوير تقنياتها.
أيضًا، كان من التحديات الكبرى اختيار فريق عمل مؤهل يمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة للعمل في هذا المجال الدقيق، ومع ذلك، بفضل جهودنا المستمرة في البحث عن المواهب المناسبة وتدريبهم، تمكننا من تكوين فريق عمل قوي ومؤهل.
وقال إن من بين التحديات التي تغلبت عليها الشركة هو إنتاج أكثر من 100 كيلوجرام من كربونات الليثيوم المستخدم في البطاريات من المحاليل الملحية بالمملكة المتحدة، وبنسبة نقاء تزيد عن 99.5%، باستخدام تقنية الاستخلاص والتبلور المباشر للليثيوم (DLEC) مما أثبت نجاح تقنية الشركة على مستوى هذا الحجم من الإنتاج، وأثبت قدرتنا على توسيع نطاق عملياتها للتطبيقات الصناعية.
إغلاق جولة استثمارية من الفئة A بقيمة 5.6 مليون دولار
وأغلقت الشركة جولة تمويلية استثمارية مؤخرًا من الفئة (A) بقيمة 5.6 مليون دولار، بقيادة شركة “بار إكويتى” ودعم مجموعة من المستثمرين، من بينها سلطة مانشستر المشتركة الكبرى، وأير فينتشرز (Aer Ventures)، ومصنع الابتكار في جامعة مانشستر.