انخفض التفاؤل بشأن الاقتصاد في المملكة المتحدة إلى مستويات لم نشهدها منذ بداية جائحة كوفيد-19 بعد اعلان ميزانية حزب العمال الحاكم التي تضمنت زيادة الضرائب، وفقًا لاستطلاع.
واستجاب أكثر من 600 مدير شركة لاستطلاع الرأي الذي أجراه معهد المديرين، حيث ألقى العديد منهم باللوم على وزيرة الخزانة راشيل ريفز في تشاؤمهم.
ونقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن كبيرة خبراء الاقتصاد في معهد المديرين التنفيذيين آنا ليتش: “بعيدًا عن إصلاح الأسس، فقد قوضت الميزانية هذه الأسس، وألحقت الضرر بقدرة القطاع الخاص على الاستثمار في أعماله وقوى العمل لديه”.
ودعا معهد المديرين التنفيذيين ريفز إلى ضخ الإيجابية في الاقتصاد، قائلة: “نحث الحكومة على البحث عن فرص لتخفيف التأثيرات السلبية للميزانية وإعادة وضع سرد النمو بشكل أكثر إيجابية”.
وقال وزير الأعمال في حكومة الظل أندرو جريفث إن المسح يظهر خسارة كارثية لثقة الأعمال في ظل هذه الحكومة، مضيفا “بعيدًا عن إصلاح الأسس، فقد قوضت الميزانية هذه الأسس، وألحقت الضرر بقدرة القطاع الخاص على الاستثمار في أعماله وقوى العمل لديه”.
ويعد المسح ضربة أخرى لريفز التي تعرضت لانتقادات شديدة بعد أن كشفت عن زيادات ضريبية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني في أكتوبر.
وانحسر دعم الأعمال نتيجة للمخاوف بشأن حزمة حقوق العمال في حزب العمال، فضلاً عن زيادة الحد الأدنى للأجور الوطنية وزيادة مدفوعات التأمين الوطني لأصحاب العمل.
وردت ريفز بأن الحكومة بحاجة إلى جمع الأموال لاستعادة الاستقرار في المالية العامة وإصلاح الخدمات العامة. وحاولت تخفيف مخاوف الشركات بقولها إنها لن تضطر إلى رفع الضرائب على هذا النطاق مرة أخرى.
لكن معهد المديرين التنفيذيين قال إن خطابها أضر بالثقة، مضيفًا أن التدابير الضريبية من غير المرجح أن تعيد ملء الخزائن العامة.
يأتي الحكم اللاذع من معهد المديرين التنفيذيين في أعقاب الحكم الصادر عن اتحاد الصناعة البريطانية الأسبوع الماضي – والذي حذر من أن الشركات لا تستطيع تحمل التوسع وتوظيف أشخاص جدد.
كما تواجه سوق السندات البريطانية مخاطر ارتفاع عائدها العام المقبل بسبب العجز في الميزانية وارتفاع كلفة الدين البريطاني. ووفق ما أوردته وكالة بلومبيرج، تخاطر وزيرة الخزانة راشيل ريفز بالاضطرار إلى سد العجز المالي في أوائل العام المقبل، حيث تواجه أسواق السندات المتقلبة اختباراً قد يكون أصعب من الاختبار الذي واجهته بميزانيتها الأولى في المملكة المتحدة، خلال أكتوبر الماضي.