لم يعد الذكاء الاصطناعى مجرد مصطلح شائع، بل أصبح أساسيًا فى رحلة التحول الرقمى فى المنطقة، ففى عام 2024، شرعت الشركات فى استكشاف أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدى واختبارها، مما جعل الذكاء الاصطناعى ركيزة أساسية فى تحسين العمليات التجارية.
من المتوقع أن تشهد الأشهر الاثنا عشر القادمة عصرًا من التحول الرقمى المتسارع، مدعومًا بتقنيات متقدمة، بدءًا من الأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعى وصولًا إلى ابتكارات مراكز البيانات من الجيل التالي. فى هذا السياق، يبرز السؤال: كيف يمكن لقادة الأعمال الحفاظ على موقعهم فى صدارة هذه التحولات المستقبلية؟
الذكاء الاصطناعى لتقديم قيمة تجارية حقيقية
من المتوقع أن يشهد عام 2025 التحول من مرحلة الاستكشاف إلى التنفيذ الفعلى لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير شركة McKinsey، تضاعف استخدام الذكاء الاصطناعى التوليدى خلال 10 أشهر فقط، حيث تواصل الشركات فى مختلف القطاعات التعلم والتجربة، مما يساعدها فى الحصول على رؤى عميقة حول الإمكانيات التى يمكن أن يحققها الذكاء الاصطناعى فى تحسين الأداء وتحقيق نتائج ملموسة.
بالنسبة للعديد من الشركات، بدأت مرحلة الاختبار والتعلم فى إظهار النتائج ومع اقتراب العام المقبل، من المتوقع أن تواصل الشركات تحقيق عوائد ملموسة على استثماراتها من خلال توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
“OpenAI” تطرح مجموعة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي
يقدر تقرير Strategy& أن الذكاء الاصطناعى التوليدى قد يسهم بما يصل إلى 23.5 مليار دولار سنويًا فى اقتصاد الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن تقود صناعات الإعلام والترفيه هذا التأثير بمبلغ 8.5 مليار دولار، تليها الرعاية الصحية بمبلغ 3.8 مليار دولار، ثم الخدمات المصرفية والمالية بمبلغ 3.5 مليار دولار، وأخيرًا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمبلغ 2.9 مليار دولار، تبرز الحاجة فى الصناعات مثل الإعلام، والرعاية الصحية، والتمويل فى المنطقة للتحول من المشاريع التجريبية إلى الحلول الموسعة. يجب أن يتحول التركيز نحو تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعى المخصصة والقابلة للتوسع، التى لا تقتصر على معالجة التحديات الحالية فحسب، بل أيضًا تضع الشركات فى موقع استراتيجى للاستفادة من الفرص المستقبلية.
ماذا يعنى ذلك؟ إذا لم تكن قد حددت استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعى حتى الآن، فعليك أن تضع الموضوع فى الاعتبار فى عام 2025.
فالأدوات التقنية تتطور بسرعة كبيرة، والشركات التى تفشل فى التكيف مع هذه التحولات قد تجد نفسها متخلفة عن الركب وتضيع على نفسها الفرص المستقبلية.
تقديم أجهزة الكمبيوتر الذكية: مستقبل العمل بين يديك
تخيل أن تبدأ يومك مع جهاز كمبيوتر شخصى قادر على التعامل مع المهام الأساسية مثل كتابة المسودات، تتبع المهام، وتنظيم قائمة الأعمال، بل وحتى تلخيص رسائل البريد الإلكترونى أثناء تحضيرك للقهوة، مرحبًا بك فى عام 2025، حيث توفر أجهزة الكمبيوتر الذكية هذا المستوى من الراحة فى الحياة اليومية.
تمثل هذه الأجهزة الشخصية بداية لثورة فى طريقة أداء الأعمال، فهى مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعى المدمجة التى تتيح لها معالجة البيانات محليًا، مما يعزز الأداء، ويحسن الأمان، ويزيد من كفاءة التكاليف.
تعتبر هذه الأجهزة مثالية بشكل خاص للشركات التى تدير فرقًا متعددة أو تعمل فى بيئات عمل هجينة، ومع تزايد أهمية “السحابة الطرفية”، وهى النقطة التى تُنتج فيها البيانات وتُستهلك، تساهم أجهزة الكمبيوتر الذكية فى تغيير مفهوم الإنتاجية عن طريق نقل العمل إلى موقع أقرب إلى مصدر البيانات.
تعزيز التعاون بين مصر وصربيا في مجالات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
وتتمتع هذه الأجهزة بقدرات عالية بفضل وحدات المعالجة المركزية (CPU)، ووحدات معالجة الرسومات (GPU)، ووحدات المعالجة العصبية (NPU)، بالإضافة إلى شرائح الكمبيوتر الشخصية المتطورة، مما يمنح المستخدمين إمكانيات ابتكار وكفاءة غير مسبوقة.
ماذا يعنى ذلك؟ فى الصناعات التى تتطور بسرعة، لم يعد استخدام الأجهزة الذكية خيارًا بل أصبح أمرًا أساسيًا إذا كنت لا تزال تعتمد على الأجهزة القديمة، فقد حان الوقت للتحديث والانتقال إلى التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التغيرات السريعة والاستفادة من الإمكانيات الجديدة.
إعادة التفكير فى مراكز البيانات لعصر الذكاء الاصطناعي
يتطور الذكاء الاصطناعى بسرعة تفوق أى تقنية أخرى فى العصر الحالي. وفقًا للمحللين، بحلول عام 2025، يُتوقع أن تتركز غالبية عمليات الذكاء الاصطناعى (من 70% إلى 90%) على الاستدلال، أى استخدام الذكاء الاصطناعى لاتخاذ قرارات فى الوقت الفعلي. وهذا التحول يتطلب تحديثًا جذريًا للبنية التحتية للبيانات.
نتيجة لذلك، يتم استبدال مراكز البيانات التقليدية المعزولة بـ “الهندسة المعمارية القابلة للتوسيع”، التى تتيح لأنظمة الحوسبة والتخزين والشبكات التوسع بشكل مستقل عن بعضها البعض. هذا يتيح للشركات تحسين سرعة العمليات ومرونتها دون أن تكون مقيدة بحلول مقدمى الخدمة المحددين، مما يعزز الكفاءة والمرونة بشكل كبير.
“الاتصالات” تبحث مع الأمم المتحدة تعزيز التعاون بمجال الذكاء الاصطناعي
علاوة على ذلك، يشكل ارتفاع تكلفة الطاقة وتأثير أحمال الذكاء الاصطناعى على مراكز البيانات تحديًا كبيرًا. للتغلب على هذا، يتعين على الشركات تبنى تقنيات موفرة للطاقة واستخدام مصادر طاقة متجددة.
ماذا يعنى ذلك؟ يجب على الشركات إعادة تقييم استراتيجيات مراكز البيانات الخاصة بها لضمان قدرتها على دعم التوسع والمرونة وكفاءة الطاقة اللازمة لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي.
التطور مع وكلاء الذكاء الاصطناعي
بحلول عام 2025، سيتطور دور وكلاء الذكاء الاصطناعى ليشمل مهامًا أكثر تعقيدًا من مجرد مساعدات افتراضية أو برامج للدردشة. سيصبح هؤلاء الوكلاء أنظمة ذكية قادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام بشكل مستقل لتحقيق أهداف محددة مسبقًا. سيتواجد هؤلاء الوكلاء فى العديد من المجالات مثل التعامل مع استفسارات العملاء المعقدة أو إنشاء حملات تسويقية بشكل مباشر وفى الوقت الفعلي.
ماذا يعنى ذلك؟ بدلاً من أن يقوم المحترفون بإدارة الأشخاص فقط، سيصبحون مسؤولين عن إدارة وكلاء الذكاء الاصطناعي. وهذا سيؤدى إلى بيئات عمل أكثر تنوعًا، تفاعلية، وابتكارًا.
الذكاء الاصطناعى يصبح مهارة عالمية
تشير الدراسات إلى أن 72% من قادة تكنولوجيا المعلومات يرون أن مهارات الذكاء الاصطناعى تشكل فجوة كبيرة تتطلب اهتمامًا عاجلاً. مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، سيصبح جزءًا أساسيًا من العمليات التجارية، مما يعزز التعاون بين البشر والتكنولوجيا.
ومن المتوقع أن تتقلص الوظائف الروتينية التى تركز على المهام التقليدية، بينما ستظهر فرص عمل جديدة مثل مؤلفى البرامج ومحررى محتوى الذكاء الاصطناعي، مما سيساهم فى دفع الشركات نحو الابتكار والتفوق فى مجالاتها.
تحديات وفرص.. كيف يبدو قطاع التكنولوجيا الزراعية فى مصر عن قرب؟
ماذا يعنى هذا؟ يجب على الشركات الاستثمار فى تدريب موظفيها على مهارات الذكاء الاصطناعي، مما يساعد فى بناء قدرات جديدة تُعيد تشكيل طرق العمل وتفتح أبوابًا جديدة للنمو والتطور.
ختامًا، الشركات التى ستنجح فى عام 2025 هى تلك التى تستجيب للتغييرات بمرونة ورؤية واضحة. مع التحولات الكبيرة المنتظرة فى المنطقة، سيكون العام المقبل فرصة كبيرة للنمو والتحول. هل أنتم مستعدون للريادة فى هذه التغييرات؟.