تعد مصر الأولى عالميًا فى تصدير زيتون المائدة على مدار السنوات الماضية، ولكن حال تصنيعه واستخلاص الزيت منه ستتضاعف القيمة الدولارية الناتجة عن تصديره لأكثر من مرة، ما يعزز العلامة التجارية المصرية للصادرات الغذائية فى الأسواق الخارجية، وفقا لمستثمرى القطاع فى حديثهم لـ”البورصة”.
قال محمود صابر، مدير إدارة التصدير بشركة وادى الريان للصناعات الغذائية، إن الشركة تصدر منتجاتها منذ أكثر من 15 عامًا، لدول إسبانيا وإيطاليا وأمريكا والامارات والجزائر وتونس وغيرها.
أضاف لـ”البورصة”، أن “وادي الريان” تصدر معظم انتاجها من زيوت الزيتون لدول أوروبا وتستهدف التوسع بها ودخول ألمانيا والسويد والنيجر، بالاضافة إلى السوق الروسى خلال العام الحالي.
ولفت إلى أن الشركة تصدر زيت الزيتون عن طريق محورين: الأول بأحجام كبيرة فى براميل لإعادة تعبئتها فى دول منها أسبانيا ثم تصديرها بمنشأ أسبانى لأسواق أخرى.
والمحور الثانى عبر تصديرها معبأة فى زجاجات بعلامتها التجارية وبمنشأ مصرى.
وكشف عن توجه الشركة خلال العامين الماضيين، لتصدير النسبة الأكبر من منتجاتها معبأة تحت علامتها التجارية، وتقليص صادرات البراميل التى يعاد تعبئتها فى دول أخرى.
وصدرت “وادي الريان”، نحو 10 آلاف طن زيت زيتون خلال 2023، وتستهدف 15 ألف طن العام الحالي.
أشار صابر، إلى أن سعر المنتج المصرى منافس مع منتجات كبرى الدول المنتجة لزيت الزيتون ومنها إسبانيا واليونان.. الأمر الذى يحفز الشركات على اقتناص فرص تصديرية أكبر خلال الفترة المقبلة.
ويصدر القطاع كميات كبيرة من زيتون المائدة دون تصنيعه ودون قيمة مضافة .. الأمر الذى يهدر سيولة دولارية كبيرة على البلاد.
وبلغت صادرات زيتون المائدة 168 ألف طن بإجمالى قيمة 253.7 مليون دولار خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2024.
أوضح صابر، أن الشركة تخطط لإجراء توسعات وزيادة طاقتها الانتاجية، بعد زيادة الطلب على المنتج من العديد من السلاسل التجارية محليًا.
“الصناعات الغذائية”: 1.150 مليون طن إنتاج مصر من محصول الزيتون
وشاركت”وادى الريان” فى مهرجان الزيتون المصرى للمرة الأولى فى دورة ديسمبر الماضى، واستطلعت رأى شريحة كبيرة من المستهلكين حول منتجاتها، تمهيدا للبدء فى توجيه جزء من طاقتها الانتاجية للسوق المحلية.
وتخطط الشركة للانتشار الجغرافى داخل العديد من محافظات مصر خلال العامين المقبلين، على أن تبدأ الخطة بافتتاح نحو 4 أفرع خلال العام الأول فى القاهرة والتجمع الخامس والشيخ زايد والسادات.
وتمتلك الشركة مزارع تمتد على مساحة 2000 فدان في العلمين وتضم نحو 253 ألف شجرة زيتون، و500 فدان على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوى، بالاضافة إلى مساحات بنظام الايجار، بخلاف كميات من المحصول تشتريها من المزارعين.
كما تخطط الشركة للاستحواذ على مساحات زراعية فى محافظ الوادى الجديد، وذلك لزيادة طاقتها الإنتاجية وتوسيع نشاطها داخليا وخارجيا.
عبدالمنعم: “كليوبترا” تخطط لإنشاء معصرة جديدة
وقال عبد الرازق عبد المنعم، رئيس مجلس إدارة شركة كيلوبترا لمنتجات الزيتون، إن الشركة تطرح منتجاتها من خلال وكلاء وموزعين بمعظم محافظات الجمهورية، وتستهدف دخول مجال التصدير للمرة الأولى خلال العام الحالي.
أضاف لـ”البورصة”، أن الشركة تستهدف افتتاح فرعين فى مدينة نصر والشيخ زايد خلال النصف الثانى من العام الحالى، بالاضافة إلى معصرة جديدة بجوار فرعها المستهدف افتتاحه فى مدينة نصر.
أشار عبدالمنعم، إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة حاليًا تبلغ 20 طنا يوميًا من زيتون المائدة والزيت، ومستهدف مضاعفتها بعد اجراء التوسعات وافتتاح المعصرة الجديدة.
وتبنى الشركة معصرة جديدة لتحقيق قيمة مضافة للزيتون وعصره، فضلاً عن تصديره بكميات كبيرة خام.
وتحصل الشركة على الزيتون الخام من مزارعها ، بالاضافة إلى بعض الكميات من الغير، لسد الاحتياجات والطلبيات لوكلائها وموزعيها.
وتتواجد معصرة شركة كليوبترا فى محافظة مطروح، وتنتج الشركة زيتون المائدة وزيت الزيتون، بالإضافة إلى بعض المنتجات الأخرى مثل العسل والطحينة وزيوت جوز الهند الطبيعية والتمور وغيرها.
محمود: “الكوثر” حريصة على عدم وجود متبقيات أسمدة
وقال عيد محمود، رئيس مجلس إدارة شركة الكوثر لزيت الزيتون، إن الشركة تستهدف الانتشار الجغرافى لعلامتها التجارية فى السوق المحلية، ثم تتجه لتصدير منتجاتها.
أضاف لـ”البورصة”، أن الشركة توزع منتجاتها على بعض محافظات الجمهورية، وتلقت عروضا من كبرى الهايبرات والسلاسل التجارية لتوريد منتجاتها.. لكن تأخر تحصيل الأموال “كاش” واستغراقها 3 شهور، يجبرها على عدم إبرام تعاقدات جديدة معها.
وتمتلك الشركة مزرعة مخصص حصادها لإنتاج زيت الزيتون فقط، بطاقات انتاجية تتراوح بين 100 ـ 120 طنا زيتون سنويًا من نحو 55 فدانا منهم، بينما المساحة الأخرى وقدرها 145 فدانا لم تدخل مرحلة الانتاج حاليًا.
أوضح محمود، أن موسم عصر الزيت يبدأ فى شهر أكتوبر وينتهى فى ديسمبر من كل عام، وتنتج المعصرة خلال الموسم نحو 20 طنا زيت، وتستهدف بعد دخول المساحة المتبقية من المزرعة حيز الحصاد إنتاج نحو 200 طن زيتون خلال الموسم.
وأشار إلى أن الشركة حريصة على عدم وجود متبقيات أسمدة فى محصولها حتى لا تنتقل أثناء عملية العصر للزيوت المستخلصة، وذلك إلتزامًا بجودة المنتج واشتراطات هيئة سلامة الغذاء.
وكشف أن الشركة تفاضل بين مدينة نصر و6 أكتوبر، لافتتاح أول منافذ بيعها خلال العام الحالى، وقد تصل تكلفة الدراسات التى تجريها حاليًا إلى 5 ملايين جنيه.
أكد محمود، أن التغيرات المناخية أثرت على انتاجية محصول الزيتون، ولكن مركز البحوث الزراعية يعمل على انتاج أصناف مقاومة لتلك التغيرات، ودعم زيادة الانتاجية، لافتا إلى أن الشركة تخطط لإجراء توسعات بمعصرتها القائمة حاليًا على طريق العلمين الجديدة، وذلك بعد دخول مساحات الأشجار المتبقية فى مزرعتها حيز الإنتاج.
وتابع: “ارتفعت أسعار مواد التعبئة والتغليف بنسبة 200% خلال عامين، وتحصل عليها الشركة من موردين محليين”.