أعلن البنك الهولندي “آي إن جي” عن بيع أعماله في روسيا لشركة مقرها موسكو، متكبداً خسارة بقيمة 700 مليون يورو، لينهي بذلك أنشطته في البلاد بعد نحو ثلاث سنوات من الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكرت مجموعة “آي إن جي” المصرفية الهولندية، أمس الثلاثاء، أنها باعت أعمال البنك إلى شركة “جلوبال ديفلوبمنت” وهي شركة مملوكة لمستثمر مالي في موسكو، دون الكشف عن قيمة الصفقة.
يأتي خروج “آي إن جي” ليسلط الضوء على البنوك الأوروبية الأخرى التي لاتزال تحتفظ بأنشطتها في روسيا، وأبرزها “رايفايزن بنك إنترناشونال” النمساوي و”يوني كريديت” الإيطالي، رغم الضغوط المتزايدة من الجهات التنظيمية والسياسيين الأوروبيين لسحب استثماراتها من البلاد.
وتنضم “آي إن جي” إلى عدد محدود من البنوك، من بينها “سوسيتيه جنرال” الفرنسي، التي قررت مغادرة روسيا، لكن بتكلفة مالية باهظة، حسب ما ذكرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أما البنوك التي لاتزال تعمل هناك، فقد أكدت أنها تعمل على تقليص عملياتها تدريجياً.
في العام الماضي، أصدر البنك المركزي الأوروبي تعليمات لـ”رايفايزن” وبنوك أوروبية أخرى لاتزال تعمل في روسيا بتسريع جهودها لتصفية أعمالها هناك في حال عدم تمكنها من بيعها.
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، فرضت موسكو قيوداً تنظيمية على الشركات الأجنبية الساعية لمغادرة البلاد، لاسيما تلك القادمة من دول تصنفها موسكو على أنها “غير صديقة”.
وتشمل هذه القيود الحصول على موافقة لجنة حكومية لإتمام أي صفقة، إلى جانب اشتراط تنفيذها بخصم لا يقل عن 50% من القيمة الحقيقية للأصول.
كما واجهت البنوك التي بقيت في روسيا مشاكل قانونية، إذ أعلن “رايفايزن” الأسبوع الماضي أنه سيرصد مخصصات مالية بعد أن حكمت محكمة روسية بأن أعماله في البلاد مسؤولة عن تعويضات بقيمة 2 مليار يورو.
وأوضحت “آي إن جي” أنها تتوقع إتمام الصفقة خلال الربع الثالث من العام الحالي، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة.
وقال مصدر مطلع على الصفقة إن البنك لايزال في طور الحصول على الموافقات من الهيئات التنظيمية الروسية والأوروبية، مضيفا أن البنك سيتكبد خسارة صافية بقيمة 700 مليون يورو نتيجة الصفقة، تشمل خسائر دفترية تقدر بنحو 400 مليون يورو.
وأشار البنك الهولندي إلى أنه قلص الإقراض لعملائه الروس بأكثر من 75% منذ الحرب في فبراير 2022. كما أكد أنه سيواصل تقليل تعرضه للعملاء الروس خارج روسيا، مشيراً إلى أن قيمة هذه الأصول كانت تبلغ مليار يورو بحلول نهاية سبتمبر الماضي.
وأضاف أنه أجرى “عملية تدقيق شاملة” قبل الموافقة على الصفقة لضمان الامتثال للقوانين واللوائح التنظيمية.
دخلت مجموعة “آي إن جي” السوق الروسية في أوائل التسعينيات، وبعد الحرب الشاملة لأوكرانيا، أوقف البنك قبول عملاء جدد في روسيا وخفض محفظة القروض المحلية بأكثر من 75%.
وأوضحت “آي إن جي” أن شركة “جلوبال ديفلوبمنت”، وهي شركة صغيرة تأسست في نوفمبر 2024، ستتولى جميع أنشطة البنك الهولندي في روسيا، على أن يواصل الموظفون تقديم الخدمات للعملاء تحت علامة تجارية جديدة.