تستهدف شركة إيجاست للحاصلات الزراعية، افتتاح مجمع للتصنيع الزراعي في منطقة وادى النطرون الصناعية، باستثمارات 500 مليون جنيه كمرحلة أولى خلال النصف الأول من العام الحالي.
قال طارق عبدالحكيم رئيس قطاع العمليات، إن “إيجاست” تتبنى فكرة الاستثمار فى التطوير الزراعي بشكل مستمر، وتعتزم ضخ استثمارات جديدة فى قطاع التصنيع الزراعي الفترة المقبلة.
أضاف لـ”البورصة”، أن الشركة تستهدف افتتاح مصنع جديد للمجمدات والعصائر والمركزات باستثمارات مبدئية 500 مليون جنيه كمرحلة أولى، متوقعًا أن تتضاعف الاستثمارات إلى مليار جنيه كمرحلة ثانية بعد عام من تشغيل المصنع الجديد.
أوضح عبدالحكيم، أن تحقيق القيمة المضافة للمنتجات الزراعية والاستفادة منها واستقطاب أكبر قدر ممكن من السيولة الدولارية ومساندة الحكومة فى خطتها ورؤيتها التصديرية 2030، تمثل الهدف الرئيس الذى دفع “إيجاست” للتوجه نحو فكرة التصنيع الزراعى.
وتنتج مصر نحو 25 مليون طن خضراوات و15 مليون طن فاكهة، وتمتلك نحو 2.7 ألف مصنع تعمل في نشاط التصنيع الزراعي منها نحو 420 مصنعا تختص بالخضر والفاكهة بطاقة 6.3 مليون طن، وفقا لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
أشار عبدالحكيم، إلى أن المصنع الجديد سيحتوى على 3 خطوط إنتاج بالتوازى مع بعضها البعض، تنتج الخضراوات الجاهزة المجمدة حسب الأذواق الأوروبية، بشكل متزامن طبقا للمواسم الزراعية، بالإضافة إلى إنتاج العصائر والمركزات التى تلقى طلبا متزايدًا فى سوق الأغذية العالمية.
ولفت إلى أن الطاقة الانتاجية للمصنع ستبلغ نحو 25 طنا/ ساعة خلال الموسم الزراعى الأول بعد التشغيل، وخطة للتوسع للوصول إلى 40 طنا/ساعة بعد عام من تشغيل المصنع وافتتاح المرحلة الثانية، و120 طنا /ساعة خلال الموسم الزراعى الثالث من تشغيل المصنع.
مصدرو الحاصلات الزراعية يراهنون على «الرورو»
وسيوجه معظم انتاج المصنع الجديد للتصدير للأسواق الخارجية، والجزء الآخر سيتم توجيهه للسوق المحلية بعد الطلب المتزايد على منتجات الشركة داخليًا وخارجيًا.
وحققت صادرات مصر الزراعية رقمًا غير مسبوق العام الماضي بنسبة نمو 17% عن العام السابق له، لتسجل نحو 10.6 مليار دولار للصادرات الطازجة والمصنعة، وفقًا لوزير الزراعة علاء فاروق.
أكد رئيس قطاع عمليات “إيجاست”، أن الشركة تستهدف إضافة منتجات جديدة مثل الورقيات والبطاطا السكرية وأنواع معينة من الجزر .. الأمر الذى يفرض عليها التوسع فى رقعة مساحتها الزراعية، لزيادة محفظة منتجاتها التصديرية وتلبية احتياجات عملائها بالأسواق الخارجية، بالاضافة إلى مساعيها للوصول إلى عملاء جدد أكثر وفتح أسواق جديدة.
وتستهدف الشركة تغطية جميع المنتجات الزراعية التى يمكن تصنيعها، مثل الخضراوات الجاهزة والبامية والفراولة والورقيات والبسلة والملوخية والسبانخ والجزر وغيرها.
ولفت عبدالحكيم، إلى أهمية تعظيم القيمة الاقتصادية للحاصلات الزراعية، بما يمثل قيمة مضافة للمنتج النهائي على صعيد القيمة الغذائية، ويحفز الشركات على زيادة مواردها من العملة الأجنبية، بالإضافة إلا أن التوسعات توفر العديد من الفرص والوظائف، وتعزز مكانة مصر على خارطة التصنيع الزراعى.
ويساعد التصنيع الزراعي فى التغلب على التغيرات المناخية وتقليل الفاقد من الخضراوات والفاكهة وتفادى التقلبات السعرية. فهناك أوقات معينة فى العام تتأثر فيها المحاصيل الزراعية سلبا، وهو ما يفرض على المزارعين حصاد العروة مبكرًا أو متأخرة عن موعدها، بالاضافة إلى تغير ثقافة المستهلكين فى الخارج وتوجههم بشكل كبير إلى الأغذية المصنعة والمجمدة وهو ما يحفز الشركات الزراعية على ركوب قطار المنافسة الخارجية.
أشار عبدالحكيم، إلى أن المنتج المصنع يمكن الشركات من المنافسة بقوة فى أسواق مهمة مثل الاتحاد الأوروبى وأمريكا وجنوب شرق آسيا، فى أوقات لا يتواجد بها المنتج فى السوق بسبب التغيرات المناخية.
ويتواجد المصنع الجديد لشركة ايجاست للحاصلات الزراعية، بمنطقة وادى النطرون الصناعية على مساحة 25 ألف متر مستغل منها نحو 10 آلاف متر، و10 آلاف متر من إجمالى المساحة للتوسعات المستقبلية، و5 آلاف متر للثلاجات ولخدمة المصنع لوجستيًا.
الشركة تعتمد على خامات مزارعها بنسبة 99%
وتمتلك الشركة نحو 25 ألف فدان موزعة بمناطق مختلفة فى محافظات الجمهورية للاستفادة من المناخ الدقيق والمختلف بين محافظة وأخرى.
قال مدير عمليات “إيجاست”، إن الشركة تعتمد على خامات مزارعها بنسبة 99% ، ونسبة ضئيلة جدًا على الزراعات الخارجية عند بعض المزارعين المتعاقدين معهم لفترات طويلة.
ويشترط التعاقد ، التحكم فى كل مدخلات ومخرجات الانتاج، للوصول إلى نتائج فى المواصفات والمتطلبات التى تشترطها الأسواق الخارجية، بالاضافة إلى تقديم منتج آمن داخل أو خارج مصر.
قال عبدالحكيم، إنه وفقًا للدراسات التى أعدتها الشركة بجانب منحنيات السعر الموجودة بالأسواق الخارجية، فإن لدى مصر فرص تصديرية جيدة فى مجال التصنيع الزراعى، ومن المتوقع أن يكون جزءًا من المستقبل الجيد للمنتجات الزراعية المصرية، والاستثمار به سيعطى نتائج ممتازة.
وطالب الحكومة ببعض الحوافز مثل تسهيل إجراءات استيراد المعدات والآلات ومدخلات الانتاج من أسمدة ومبيدات والشتلات والبذور والتقاوى المعتمدجة وغيرها ودعم للزراعات سواء تعاقدية أو خاصة.
كما طالب، الحكومة بمنح الحوافز للقطاع الخاص لتمكينه من نقل التكنولوجيا المتطورة اللازمة للتصنيع الزراعى للمنافسة بقوة خارجيًا.
أضاف أن خط الرورو الجديد سيخدم القطاع الزراعي فى مصر بكل قوة، وسيقلص مدة الرحلة من ميناء دمياط إلى ميناء تريستا بإيطاليا إلى 3 أيام فقط، مقارنة بنحو 14 يوماً وأكثر حاليا.
وتابع: “انخفاض زمن الرحلة مفيد للحاصلات الزراعية سريعة التلف والحساسة؛ مثل الورقيات، والفراولة، والعنب، بالإضافة إلى الأصناف التى تحتاج دخول السوق الأوروبى لتلحق بموسمها قبل منافسة منتجات دول أخرى “.