ستضف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة”إيرينا” زخماً جديداً يضاف إلى النمو الكبير في الاستثمارات بموارد الطاقة المتجددة مع إعلانها عن أول المنح المالية ضمن حملتها التمويلية بمبلغ 350 مليون دولار وذلك بالتنسيق مع صندوق أبوظبي للتنمية.
وستعمل الهيئتان، اللتان تتخذان من أبوظبي مقراً لهما، عن كثب لتحفيز وتنشيط المشاريع المبتكرة في الطاقة المتجددة ضمن الدول الناشئة. وسيكون 12 يناير 2013 هو الموعد النهائي لقبول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”للطلبات المقدّمة عن مشاريع مماثلة للحصول على مبلغ 50 مليون دولار بشكل قروض ميسّرة من صندوق أبوظبي للتنمية وذلك خلال أول حملة من حملاتها التمويلية السبع.
وبهذا السياق قال فرانك ووترز، نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة”إيرينا”: “سيساعد التمويل المقدّم من صندوق أبوظبي للتنمية، فضلاً عن الدعم من جانب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ’إيرينا‘، المشاريع المبتكرة والمتكررة على النهوض والتقدّم. وعبر تقديم التمويل لهذه المشاريع، يمكننا أن نوجد فرص نمو هائلة لموارد الطاقة المتجددة في الدول الفقيرة بموارد الطاقة”.
وتساهم الزيادة غير المسبوقة في الاستثمارات التي جرى القيام بها مؤخراً في تزويد دفعة قوية وضرورية لقطاع الطاقة النظيفة، وستزود “قرية المشاريع والتمويل” خلال الدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي منصة رائدة للمستثمرين تتيح لهم تقييم ودراسة المشاريع الجديدة. ومن المتوقع أن يشهد عدد المشاريع الدولية في التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة التي سيتم استعراضها في القرية خلال الفترة من 15 إلى 17 يناير 2013 زيادة ملحوظة تصل تقريباً إلى الضعف.
ويُشار إلى أن القيمة الإجمالية للاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة خلال الربع الثالث من 2012 وصلت إلى 56.6 مليار دولار بحسب إحصائيات Bloomberg New Energy Finance، حيث تجري العديد من المشاريع الجديدة في الأسواق الناشئة.
وقد تم مؤخراً تداول خبر مفاده أن قطر تعمل حالياً على مشروع للطاقة الشمسية حيث سيضمن تأمين ما نسبته 16% من الناتج الإجمالي للكهرباء في الدولة بحلول العام 2018، فيما تبحث المملكة العربية السعودية عن مستثمرين لبرنامج في الطاقة الشمسية أيضاً بقيمة 109 مليار دولار، وسيقوم بتأمين ثلث احتياجات المملكة من الكهرباء بحلول العام 2032، ليكون إضافة مهمة للمشاريع المخطط إنجازها في حقول الطاقة النووية وطاقة الريح والطاقة المستقاة من حرارة باطن الأرض.
وبحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا”فإنه بمقدور دول منطقة مجلس التعاون الخليجي أن تحقق عوائد تصل إلى 200 مليار دولار بحلول العام 2030 من دمج خطط ومشاريع الطاقة المتجددة. وتواصل دول منطقة الخليج تأسيسها وإيجادها لمشاريع عديدة وطموحة في الطاقة النظيفة، وهي مدعومة بالتطوير والأبحاث المبتكرة إلى جانب الاستثمارات. وتذكر الوكالة أنه يوجد حالياً 30 مشروعاً من هذه المشاريع وهي إما في مرحلة التخطيط أو الإنشاء، أو قد تم استكمالها في المنطقة.
وهناك نقلة واضحة في التوجه أخذت تبرز في الدول الناشئة فيما يخص الطلب على موارد جديدة للطاقة، وقد انعكست هذه النقلة من خلال المشاريع التي تمّ استعراضها من الشرق الأوسط والهند وشمال أفريقيا خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل 2012.
وبحسب ما ذكره ناجي الحداد، مدير معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013، فإن الوقت قد حان لتطوير واعتماد نماذج وأنماط جديدة ومستدامة لتوليد الطاقة، واعتبر أن القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013 ستكون منصة عالمية بالغة الأهمية لمطوري المشاريع ورواد الأعمال والبنوك وشركات التمويل للتواصل مع بعضهم البعض والوصول إلى حلول فعالة في مجال الطاقة تضمن تحقيق النفع والفائدة في المستقبل.
وتابع بقوله: “يشهد الطلب على موارد الطاقة المتجددة من الدول النامية زيادةً ملحوظة، ولكن العديد من الدول تفتقر للتمويل لتطوير مثل هذه الموارد. ولا يمكن تحقيق التطوير والتنمية على النطاق العالمي دون تمكين المجتمعات التي لا تتمتع بمخزون كافٍ من موارد الطاقة التقليدية، ومن هذا المنطلق، فإن العديد من دول الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا تترقب باهتمام كبير النتائج التي ستصدر عن القمة”.
وسيجمعالاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” تحت سقف واحد وفوداً ممثلة للدول الأعضاء في الوكالة أو الدول المشاركة من كافة أنحاء العالم، والتي يناهز عددها 160 دولة، وسيشكل انطلاقة لـ”أسبوع أبوظبي للاستدامة”، لتتبعه الدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، الحدث الأبرز عالمياً في مجال الترويج للتقنيات المستدامة.
وستتزامن القمة العالمية لطاقة المستقبل 2013، والتي تُقام تحت شعار “تمكين الابتكار المستدام”، مع الدولة الأولى لـ”القمة العالمية للمياه” في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، والذي سيستضيف أيضاً المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة.