قتلت شرطية افغانية بالرصاص عشية عيد الميلاد مستشارا مدنيا من الحلف الاطلسي في مقر عام الشرطة في كابول، في اول “هجوم من الداخل” للقوات المحلية على الحلفاء الغربيين تشنه امرأة.
وفتحت المرأة التي كانت ترتدي لباس الشرطة الافغانية النار الاثنين على مستشار القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) الذي لم تكشف جنسيته، بحسب ما افادت مصادر امنية افغانية لم توضح اسباب الهجوم.
وقال متحدث باسم قوة ايساف ان المستشار المدني في الحلف الاطلسي توفي للاسف متأثرا بجروحه موضحا ان الشرطية اوقفت وفتح تحقيق في الحادث.
وصرح شرطي افغاني لفرانس برس في مكان وقوع الجريمة “سمعت اطلاق نار ورأيت امرأة بلباس الشرطة تطلق النار في الهواء وهي تركض بسلاحها. طاردتها وقبضت عليها. صوبت بندقيتي الى رأسها وانذرتها بعدم التحرك”.
واضاف الرجل طالبا عدم كشف اسمه “جردتها من سلاحها” مضيفا ان الهجوم وقع في باحة مقر عام الشرطة.
وكان عسكريون اميركيون ينتشرون في محيط مقر عام الشرطة في وسط العاصمة الافغانية بعد الهجوم بحسب مصور لفرانس برس. وقالت السفارة الاميركية انها غير قادرة في الوقت الراهن على تأكيد جنسية الضحية.
ومنذ مطلع السنة قتل حوالى 60 جنديا من الحلف الاطلسي على ايدي عناصر ترتدي اللباس العسكري الافغاني، في ظاهرة تسبب قلقا لقوات التحالف.
وزيادة عدد “الهجمات من الداخل” خلقت اجواء من انعدام الثقة بين الجنود الاجانب وحلفائهم الافغان.
ويعود اخر “حادث اطلاق نار من الداخل” الى اكثر من شهر. فقد قتل شرطي بريطاني في 11 نوفمبر في ولاية هلمند المضطربة (غرب) التي تشهد تمردا لطالبان بعيدا عن العاصمة كابول الاكثر امنا.
وينسب الحلف الاطلسي قسما كبيرا من هذه الهجمات لاختلاف الثقافات وايضا لتسلل متمردين من طالبان الى صفوف قوات الامن الافغانية.
وتنتهي مهمة الاطلسي القتالية في افغانستان في نهاية 2014. وبعد ذلك تتولى القوات الافغانية وحدها حماية اراضي البلاد من متمردي طالبان.
واضطرت القوات الافغانية الى الاسراع في زيادة عدد قواتها الى 350 الف عنصر للاستعداد لتولي المهمة الامنية من الغربيين. ويرى محللون ان هذا التجنيد السريع اضر بطريقة اختيار المرشحين وسهل تسلل عناصر من طالبان الى صفوف قوات الامن.
ويتوقع مراقبون ان تشهد افغانستان حربا اهلية او عودة طالبان الى السلطة بعد انسحاب القسم الاكبر من القوات الغربية من افغانستان في 2014.
لكن التقارب مؤخرا بين افغانستان وباكستان اللتين تربطهما علاقات تاريخية مع متمردي طالبان، يعيد الامل في التوصل الى اتفاق سلام لارساء الاستقرار في البلاد بعد 2014 من خلال ضم المتمردين الاسلاميين الى السلطة.
من جهة اخرى، اعلنت السلطات المحلية ان شرطيا افغانيا قتل الاثنين خمسة من زملائه في شمال البلاد في اخر حادث من عمليات اطلاق النار داخل قوات الامن الافغانية.
وقام در محمد قائد مركز للشرطة في ولاية جاوزجان باطلاق النار وقتل خمسة من زملائه في الشرطة المحلية الافغانية، وهي وحدة محلية شكلها الجنود الاميركيون عام 2010 وقاموا بتدريبها، على ما افاد قائد الشرطة في الولاية عبد العزيز غيرات لوكالة فرانس برس.
واضاف المصدر نفسه ان الشرطي لاذ بالفرار بعد الهجوم والتحق على الارجح بمتمردي طالبان.
أ ف ب