تأثرت أسعار السلع بشدة خلال عام 2012 جراء نمو الاقتصاد العالمى الضعيف والاضطرابات الجيوسياسية خاصة فى الشرق الاوسط، فالثورات التى اندلعت فى مصر وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية أثرت على اسعار البترول الخام فى جميع انحاء العالم.
تمتلك منطقة الشرق الاوسط احتياطيات ضخمة من البترول الخام والغاز الطبيعى كما انها تضم عدداً كبيراً من اعضاء منظمة الاوبك، اكبر الدول المصدرة للبترول الخام، ولكن الاحداث التى شهدتها المنطقة فى الاونة الاخيرة لم يتوقعها أحد، فمنذ عشرة اعوام فقط لم يكن هناك شخص يمكن ان يصدق ان اكبر ثلاثة قادة بالمنطقة، حسنى مبارك فى مصر ومعمر القذافى فى ليبيا وصدام حسين فى العراق، يمكن الإطاحة بهم وينتهى بهم الامر اما بالموت او بالسجن.
ومع تصاعد الاضطرابات فى الشرق الاوسط تزايد توتر مشترى وبائعى النفط الخام، ذلك التوتر الناتج عن ادراكهم لحقيقة ان امدادات دول الشرق الاوسط من البترول ستكون غير كافية وعندما تصبح الامدادات شحيحة ترتفع الاسعار.
حيث إن ارتفاع أسعار البترول الخام يؤثر بشكل كبير على تكلفة السلع والخدمات فى جميع انحاء العالم، توقع العديد من خبراء الاقتصاد ان يتجاوز سعر البرميل الرقم القياسى الذى سجله فى عام 2008 حيث وصل إلى 140 دولاراً.
وفى ظل الظروف الصعبة التى يعانيها الغرب جراء الازمات المالية والركود فسوف يكون من الصعب على اقتصادات الولايات المتحدة واوروبا تحمل تلك الضربة القوية فى الوقت الحاضر.
يقول اليكس ميلز، رئيس تحالف تيكساس لمنتجى الطاقة إن التوقعات إزاء تحمل الغرب لارتفاعات خيالية فى اسعار البترول لن تكون دقيقة ولكن من الواضح ان السلبيات التى تحوم حول الاقتصاد تفوق الايجابيات.
اما بالنسبة للمعادن النفيسة فقد انخفضت اسعار الذهب حيث افاد المجلس العالمى للذهب ان الطلب تراجع على المعادن بنسبة 11% خلال الربع الثالث من العام الجارى، وذلك فى ظل انخفاض معدل شراء سوق الذهب الرئيسى «الصين» بسبب تباطؤ اقتصادها.
وبالنسبة للحبوب وفول الصويا فقد انخفضت اسعار القمح والذرة وفول الصويا جراء ضعف الاقتصاد الامريكى، وهو ما أدى إلى تراجع الاستهلاك المحلي.
إعداد ـ رحمة عبدالعزيز ونهى مكرم