تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية فى انخفاض الطلب على السلع الأساسية خاصة من الصين وأوروبا وهو ما ادى إلى تراجع نسبى للأسعار، لكن برميل البترول نجح فى التماسك فوق مستوى الـ100 دولار ليحفظ للدول المصدرة أهم منابع السيولة النقدية خاصة الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك.
وشهد النصف الثانى من العام الحالى نموا فى الإنتاج مشفوعا بتزايد الطلب على أثر تحسن النشاط الصناعى نسبيا فى كل من الصين الولايات المتحدة التى ضخت حزمة من المساعدات المالية والتسهيلات المالية لتحفيز الاستهلاك المحلى وجذب الاستثمار الأجنبى المباشر وظهر الفارق فى الاداء خلال الربع الأخير من 2012.
وبالطبع كانت المملكة العربية السعودية فى مقدمة الاوبك التى حققت دولها الاعضاء ما يربو على تريليون دولار من صافى عائدات البترول فى 2012 بعد ان وصل متوسط السعر السنوى لخام البرنت إلى اعلى معدل له على الاطلاق بالرغم من ضعف النمو الاقتصادى.
فى اخر يوم من المعاملات التجارية هذا العام، وصل متوسط سعر البترول الخام حوالى 111.50 دولار للبرميل أى اعلى من معدل عام 2011 الذى حقق ايضا رقما قياسيا بنحو 110.90 دولار للبرميل.
وكان على النعيمي، وزير البترول السعودي، قد أعلن فى يناير الماضي ان المملكة العربية السعودية، اكبر دولة منتجة للبترول، تهدف إلى الحفاظ على اسعار البترول فوق المائة دولار خلال 2012، واضاف انه اذا كان بمقدورنا كمنتجين ومستهلكين الحفاظ على متوسط سعر البرميل عند 100 دولار، اعتقد ان الاقتصاد العالمى سيكون فى وضع افضل.
الا ان اسعار البترول تجاوزت مستوى المائة دولار فضلا عن الإنتاج القوى الذى شهده النصف الاول من عام 2012، ما ادى إلى ارتفاع صافى عائدات منظمة الاوبك لتصل إلى ذروتها بنحو 1.052 تريليون دولار من حيث القيمة الاسمية، بزيادة 2.5% على العام الماضي، وذلك وفقا لادارة معلومات الطاقة التابعة للولايات المتحدة، منذ عقد، حققت دول الاوبك ارباحا اقل من 200 مليار دولار جراء مبيعات البترول.
ومن حيث القيمة الحقيقية، سجلت عائدات الاوبك من البترول ايضا رقما قياسيا فى 2012، تجاوز تلك التى سجلتها اثناء ازمات البترول عام 1073-1074 وعام 1979-1981.
يتم توزيع تلك المكاسب الضخمة غير المتوقعة بين اعضاء المنظمة، التى تتحكم فيما يقرب من 40% من امدادات البترول فى العالم، بنسب متفاوتة، حيث ستحصل ايران على نسبة اقل من المعتاد فى ضوء العقوبات الامريكية والاوروبية التى اعاقت صناعة الطاقة بها، الامر الذى ادى إلى تراجع إنتاجها من البترول إلى ادنى مستوى له فى 32 عاما، وقد اكتسبت ايران فى الفترة بين يناير ونوفمبر 6.5% فقط من اجمالى صافى ايرادات الاوبك.
تعافت عائدات البترول فى ليبيا عام 2012 من حالة الانهيار التى اصابتها فى اعقاب الحرب الاهلية فى 2011.
اعداد: ربيع البنا ونهى مكرم