رغم ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه وتخطيها حاجز 6.50 جنيه لم تتجه البنوك لإطلاق منتجات ادخارية جديدة بالدولار لجذب سيولة جديدة أو توفير منتجات متنوعة تجذب العملاء وتتناسب مع كل منهم على حدة، فضلا عن ان البنوك لم تتخذ إجراءً برفع العائد على الأوعية الادخارية ايضا بالدولار.
ويرى مصرفيون أن هناك منتجات متنوعة من الأوعية الادخارية بالدولار تتناسب مع جميع العملاء ولا يوجد دافع لتحمل تكلفة إطلاق منتجات جديدة تهدف لنفس الغرض، فضلا عن أن حجم التدفقات النقدية بالسوق من العملة الدولارية أصبح محدوداً والمنتجات المتاحة فى السوق من شهادات ادخارية وودائع تستوعب المعروض منه.
قال أكرم تيناوى، رئيس بنك المؤسسة العربية المصرفية ان اطلاق منتجات واوعية ادخارية بالعملة الامريكية خلال الفترة المقبلة يتوقف على عدة عوامل من اهمها استراتجيات البنوك ومدى حاجتها إلى سيولة جديدة.
واضاف ان اتجاهاً البنوك لرفع العائد على الاوعية الادخارية القائمة لجذب الدولار فى السوق امر وارد ويخضع لخطة كل بنك على حدة مشيرا إلى ان اغلب البنوك العاملة فى السوق لديها قدر وفير من العملة الامريكية.
واشار إلى أن معدلات التوظيف تتحكم فى تنفيذ أى توسعات مستقبلية لجذب سيولة بأى عملة محلية أو اجنبية.
اوضح ان المشكلة التى ظهرت فى سوق الصرف خلال الفترة الماضية السبب الرئيسى فيها المضاربات وتدشين البنك المركزى لآلية جديدة فى سوق الصرف ستقضى على تلك المضاربات والبنوك تساند البنك المركزى فى تحقيق هذا الهدف.
وقال تامر مصطفى نائب رئيس قطاع الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال المصرى إن البنوك لديها ما يكفيها من الاوعية والشهادات الادخارية ومن غير المتوقع ان تتوسع فى طرح منتجات جديدة فى الوقت الراهن.
واضاف ان اتجاه البنوك لزيادة سيولتها الدولارية يتطلب فى المقابل زيادة فى معدلات التوظيف بنفس العملة.
واستبعد امكانية اتجاه البنوك خلال الفترة المقبلة لرفع العائد على الاوعية القائمة لديها مشيرا إلى ان العائد مرتبط بالاسعار العالمية.
وأشارت ميرفت فرانسيس، مديرة الخزانة فى البنك الأهلى المتحد إلى أن البنوك لديها أوعية ادخارية بالعملات الأجنبية تكفى لاستيعاب المعروض منه فى السوق ولا يوجد ما يدفعها لإصدار أخرى جديدة، لاسيما أن اسعار العائد فى البنوك المصرية تعد مرتفعة ومغرية مقارنة بنظيرتها فى بنوك أخرى، كما أن تكلفة إطلاق منتج تتطلب أن يقوم البنك بعمل الدراسات المتوقعة للإقبال على المنتج قبل إطلاقه وقدرته على تحقيق المستهدف منه وفى ضوء الاوضاع الراهنة يصعب على إدارات البحوث بالبنوك أن تتخذ ذلك القرار.
أضافت فرانسيس أن المضاربات وتفاوت الأسعار الكبير والسريع على الدولار يجعلان مستويات إقبال الأفراد على الادخار البنكى محدودة بعيدا عن أسعار العائد عليها، متوقعة أن تتريث البنوك فى الوقت الراهن قبل إطلاق اى منتجات ادخارية أو إقراض جديدة سواء كانت للأفراد أو للشركات، حتى تستقر أوضاع السوق.
وتوقع ايهاب الليثى، مسئول خزانة بأحد البنوك أن تتجنب البنوك إطلاق منتجات ادخارية جديدة فى الوقت الراهن بالدولار حتى تستقر اسعار العملة مقابل الجنيه والتى يترتب عليها تسعير العائد.
كتب – أسماء نبيل وناصر يوسف