ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”الأمريكية أن التدخل العسكري الفرنسي في إفريقيا يهدف منذ سنوات مضت إلى حماية المصالح الاقتصادية الفرنسية هناك بجانب الحفاظ على مصالح الجالية الفرنسية الكبيرة التي تعمل في مدن إفريقية مثل “ليبرفيل” عاصمة الجابون و”أبيدجان” عاصمة ساحل العاج.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها أوردته على موقعها الألكتروني اليوم /الثلاثاء/- إن تواجد القوات الفرنسية في إفريقيا ساهم لعقود طويلة في توفير الحمايةلقادة افارقة..مشيرة إلى وجود هدف آخر وراء انتشار فرنسا في القارة السمراء؛ وهو محاولة صد النفوذ البريطاني في شرق وجنوب إفريقيا.
وأوضحت أنه برغم انكار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند حقيقة الدور الكبير الذي تلعبه بلاده في الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية “الفرانس أفريك”، تظل القوات الفرنسية المتواجدة هناك والطائرات التي تقل المظليين أفضل مثال على التورط في أحدث الصراعات التي نشبت في القارة السمراء واستدعت المزيد من القوات الفرنسية.
واعتبرت الصحيفة أن الدور الفرنسي في إفريقيا تجسد خلال حملتها العسكرية التي شنتها ضد المتشددين في شمال مالي، والتي شكلت مخاطر تهدد باحتمالات انجرار القوات الفرنسية في حملة طويلة قد لا تنتهي قريبا.
وأشارت إلى أن الرئيس أولاند اعتبر أن تواجد المتشددين في شمال مالي يمثل تحديا كبيرا أمام “الفرانس أفريك”، والتي تساهم في انتشار تواجد فرنسا في مستعمراتها السابقة، غير أنه استخدم الأعراف الدولية لتبرير تدخله في مالي وعلى رأسها الحرب ضد الإرهاب..وهو ما تجلى في قوله :”إننا نواجه تهديدا يهم العالم بأسره”.
ومع ذلك، قال الصحفي البريطاني باتريك سميث – في تصريحات أوردتها (نيويورك تايمز)-:”إنه مما لا شك فيه، أن فرنسا تسعى إلى إيجاد استراتيجية خروج من مالي تعتمد على تسليم المسئولية الأمنية هناك إلى القوات الإفريقية..معربا عن اعتقاده بأن الجزء الآخر من الحرب سوف يكون معقدا إلى حد كبير.