تتزايد المؤشرات الإيجابية التي تدعو إلى مزيد من التفاؤل في اتجاه المرأة نحو ريادة الأعمال فقد أُتيحت أمامها فرصٌ جديدة لاقتحام المجالات التي كانت حكرا على الرجل في السابق الأمر الذي أدى إلى تشجيع ملايين النساء على اقتناص تلك الفرص.
أفادت دراسة حديثة نشرتها الجمعية الوطنية لصاحبات الأعمال مؤخرا بأن مجال ريادة الأعمال سيشهد إقبالا نسويا متزايدا خلال العام 2013. فقد وجدت الدراسة، التي أجريت على 552 سيدة من أعضاء الجمعية، أن 81% من رائدات الأعمال يشعرن بتفاؤل كبير تجاه الأداء الإجمالي لمشاريعهن في العام المقبل، فيما أوضح 66% ممن استطلعت آراؤهن بأنهن أكثر تفاؤلا حيال العام 2013 مما كن عليه في العام 2012. كما أن حماس تلك السيدات لا يتوقف عند أداء المشاريع القائمة فعليا، حيث تكهن 85% من المشاركات في الاستطلاع بأن إقبال مجتمع النساء على البدء بمزاولة أنشطة ريادية جديدة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة سيزداد بصورة أكبر مما كان عليه الأمر في 2012.
وتضيف ديان توم، رئيسة الجمعية، إن قدرة زميلاتها من الأعضاء على تقديم تنبؤات دقيقة ومنطقية تأتي من الخبرة التي اكتسبنها منذ أن أسسن أعمالهن قبل ما يزيد على 6 أعوام من انضمامهن إلى هذه الجمعية، مؤكدة بالقول: “إنهن قادرات على تحليل الوضع الاقتصادي بشكل جيد لأنهن قد خضن التجارب بحلوها ومرها”.
ومن بين المؤشرات الإيجابية التي تدعو إلى مزيد من التفاؤل في هذا الصدد هو ذلك التصاعد المستمر في أعداد النسوة اللواتي قررن شق طريقهن في مجال ريادة الأعمال خلال السنوات الأخيرة. في عام 2007، كان هناك 7.8 مليون امرأة تدير مشروعها الخاص في الولايات المتحدة، وقد أسهمن في حصد إيرادات بقيمة 1.2 تريليون دولار، مقارنة بـ 5.4 مليون في عام 1997. ورغم عدم توافر معلومات رسمية حول مدى تأثير الركود الاقتصادي على هذه الأعداد (نظرا لأن إحصاءات 2012 ستصدر في عام 2014)، يتوقع الخبراء أن تلك الأعداد ستواصل الصعود لأن البطالة قد دفعت بالكثير من الأشخاص، والنساء تحديدا، إلى السعي نحو إقامة المشاريع التجارية الخاصة بحثا عن بدائل أفضل للعمل.
ومع انتشار الانترنت وبروز المشاريع المرتكزة على العمل من المنزل، فقد أتيحت أمام المرأة فرص جديدة لاقتحام المجالات التي كانت حكرا على الرجل في السابق- ما أدى إلى تشجيع ملايين النساء على اقتناص تلك الفرص. فقد أشارت دراسة أجرتها مجموعة (سيج- Sage) إلى أن نصف عدد الفتيات البالغة أعمارهن ما بين 18-24 يرغبن في بدء مشاريعهن الخاصة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن تكاليف إدارة الشركات الناشئة قد انخفضت، كما أن أساليب “المصدر المفتوح” أتاحت للأفراد الذين لا يملكون بالضرورة خلفية تقنية واسعة أن يصبحوا جزءا من منظومة ريادة الأعمال. ورغم حدوث الركود، فلا يزال التمويل متوفرا والأهم هو أن العوائق أمام رواد الأعمال تبقى بسيطة نسبيا
وبالإضافة إلى المؤشرات الإيجابية للرجال والنساء على حد سواء، يبدو أن هناك ثمة اهتمام أكبر من جانب المستثمرين ومؤسسات الإقراض بالمشاريع النسوية تحديدا. تقول توم: “إن القطاع الخاص يدرك جيدا حجم المساهمة التي قد تضيفها المرأة، ومع أن بعض النساء قادرات على تأسيس مشاريعهن وتنميتها بمفردهن إلا أن الخدمات التمويلية ستساعدهن على الازدهار بشكل أسرع”. وتضيف توم أن الحكومات باتت تعول كثيرا على رائدات الأعمال لإيجاد حل لمشكلة البطالة.
كما يدل تنامي حجم التمويل المقدم إلى الشركات النسوية إلى أمرين هامين: أولا، نجاحها في خلق عائدات مرتفعة. وثانيا، تزايد الاعتراف بقدرة المرأة على تأسيس أعمال مزدهرة، إذ لا شك في أن المستثمرين لن يكونوا على استعداد لمنح أموالهم إلى شركات لا تنتج العوائد المطلوبة. لكن على الرغم من كل هذه الدلائل الإيجابية، فإن رائدات الأعمال لا يتوقعن أن تكون طريق النجاح مفروشة بالورود. تقول توم إن الدراسة قد أظهرت بأن هناك مخاوف كبيرة من جانب رائدات الأعمال حيال الوضع الاقتصادي المتأرجح (57% من النسوة المشاركات في استطلاع الرأي يرين أن مصدر قلقهن الأكبر يكمن في تذبذب الاقتصاد)، كما أنهن يواجهن تحديات أخرى تتعلق بتوفير التأمين الصحي الملائم للموظفين والتعامل مع قضايا الضرائب واستقطاب الكفاءات للعمل في شركاتهن.
ختاما، تضيف ديان توم أن من بين الأمور التي أثارت إعجابها فيما يتعلق بردود سيدات الأعمال على الاستطلاع هو اهتمامهن الاستثنائي بوضع خطط ذكية للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمشاريعهن. فعند سؤالهن عن مستقبل التسويق بالنسبة للمشاريع الصغيرة، أجاب أكثر من 44% من أعضاء الجمعية الوطنية لصاحبات الأعمال أن الأداة الأفضل للتسويق تكمن في الاستغلال المثالي للشبكات الاجتماعية ومحركات البحث.
البورصة خاص