تحولت المناطق التجارية والصناعية في محافظة بورسعيد إلي مناطق أشبه بمدن الأشباح التي تخلو من الزوار والمارة وأعلنت المحلات التجارية إغلاق أبوابها تحسباً لأي أعمال شغب عقب النطق بالحكم في مجزرة الاستاد التي من المقرر لها بعد غد السبت.
قال محمد المصري ، رئيس غرفة بورسعيد التجارية ان تجار المحافظة سيضعون صوب اعينهم جلسة النطق بالحكم علي المتهمين في مجزرة بورسعيد بعد غد، وسيقومون باغلاق محلاتهم التجارية خوفا من أي عمليات تدميرية قد تلحق بهم نتيجة الاضطرابات السياسية التي قد تنجم عن الحكم في القضية.
وتوقع أحمد شركس، تاجر ببورسعيد، زيادة حدة التظاهرات فور صدور اي حكم لا يرضي اهالي بورسعيد في الجلسة الثانية الخاصة بمباراة الاهلي والمصري، التي راح ضحيتها 74 شهيداً من جمهور الاهلي بالمحافظة، وأنه هناك آلاف التجار مهددين بغلق متاجرهم، بل إن ميناء بورسعيد مهدد بالتوقف، وهو الميناء الثاني علي مستوي موانئ البحر المتوسط من حيث القدرة الاستيعابية للبضائع.
من جانبه، قال عبده حسن العزوني، تاجر ببورسعيد، إن استمرار الاضطرابات ببورسعيد حتي الآن يعتبر إهانة للبورسعيدية فهو يعني عدم اهتمام الحكومة بمطالبهم، وأن الحكومة اصدرت قرار المنطقة الحرة لتهدئة الشارع وعدم اثارة اي اضرابات في جلسة الحكم الثانية.
وأضاف أن الحكومة لم تعلن إلي الآن آليات التنفيذ الجديدة بالمنطقة، وأنه من الضروري أن تكون دائمة وعدم التعامل معها بقرارات مؤقتة لمد العمل بها لعام أو عامين وإعادتها إلي ما كانت عليه قبل عام 2001 وبحصتها الاستيرادية الكاملة البالغة 200 مليون جنيه.
وأوضح سمير عبده، تاجر اخشاب ببورسعيد، ان مجزرة بورسعيد اصبحت قيداً حديدياً في عنق المحافظة، وأن الحكم المنتظر يمثل تهديدا قويا للاسواق، وأنه أحد أهم أسباب عودة الركود والشلل التجاري، الذي أصاب أسواق بورسعيد خلال الفترة الماضية.
وطالب القوات المسلحة بأن توفر قوات لحماية المحال التجارية في المدينة، حتي لا تتعرض لأعمال سرقة ونهب وحرق، وأنه يجب أن تكون الحماية للممتلكات الخاصة قبل الهيئات الحكومية والعامة، لأن ترك الأمور بدون تدخل يمثل خطورة علي المجتمع.
وقال سمير عدنان، تاجر من بورسعيد، إن كل البضائع في بورسعيد تباع بأسعار مرتفعة جدا خاصة السلع الغذائية، التي يلجأ المواطن إلي تخزينها خوفا من أي اضطرابات قد تحدث بعد غد، وأن مجزرة بورسعيد قد اصابت المحافظة في مقتل، حيث انخفضت زيارات المصريين إلي بورسعيد منذ وقوع هذه الحادثة بشكل كبير، مما اصاب المدينة بحالة من الكساد، خاصة ان معظم اهلها يعملون في التجارة.
وفي سياق متصل أكد صفوت عمار، مدير مديرية التموين في بورسعيد، أن مخزون السلع من الزيت، والسكر، والأرز يغطي احتياجات المحافظة لمدة اسبوعين اعتبارا من بعد غد وهو الموعد المحدد للنطق بالحكم علي باقي المتهمين في قضية مذبحة الاستاد تحسبا لاي مظاهرات قد تحدث بعض النطق بالحكم في الجلسة الاولي.
وأشار إلي أن حصة المحافظة من البوتاجاز تصل إلي 3 آلاف اسطوانة يوميا، وجميعها متوفرة، بالإضافة إلي 206 آلاف لتر من البنزين 92، و122 ألفاً و700 لتر من البنزين 90، و298 ألفاً و200 لتر من البنزين 80، وأخيراً، 541 ألفاً و900 لتر من السولار، وكلها متوافرة بدون عجز.
كانت محكمة جنايات بورسعيد قد اصدرت حكما اواخر يناير الماضي بإعدام 21 متهما في قضية أحداث استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شخصاً فبراير 2012 وقررت هيئة المحكمة التي انعقدت في القاهرة إحالة أوراق 21 متهما إلي مفتي الجمهورية لأخذ الرأي، وهو يعني قانون الحكم بإعدامهم حالة الموافقة الشرعية، وفقا لقانون الإجراءات الجنائية، وحدد القاضي جلسة 9 مارس للنطق النهائي في جميع الأحكام الواردة في حق 73 متهما في هذه القضية التي تشغل الرأي العام.
خاص البورصة