ساعدت الطفرة في أسعار البترول خلال العقد الماضي والاصلاحات الاقتصادية في دول القارة الأفريقية خاصة في الغرب منها في إخراج طبقات واسعة من الفقراء إلي دائرة الإنفاق وأحياناً إلي عالم الاثرياء.
وبحسب تقرير صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية فإن العقد المقبل سيشهد تدفق استثمارات بمليارات الدولارات القادمة من اوروبا وآسيا والولايات المتحدة لاستغلال الفرص المتاحة في القارة السمراء سواء في توسيع الانشطة الموجودة بالفعل أو في بناء مشروعات جديدة.
حتي الشركات الافريقية نفسها بدأت تتحرك خارج الحدود علي غرار ما يفعل المستثمرون الافارقة من نيجيريا وكينيا وجنوب افريقيا سعيا وراء الأرباح المتحققة من المضاربة في الأسواق لدي الجيران.
وتبدو البيئة التجارية في افريقيا اكثر ثراء من ذي قبل حيث دخلت اليها صناديق الاستثمار المباشر وشركات التجزئة بسبب نمو الطبقة المستهلكة وشركات الابتكار التكنولوجي وشركات أفريقية متعددة الجنسيات.
وعلي أرض الواقع تمتلئ شوارع كينيا بالسيارات الحديثة فقد تغير وجهها تماما بالمقارنة بما كانت عليه من 10 سنوات، وفي انجولا حدثت طفرة كبيرة علي صعيد البنية التحتية وهو ما يتضح من الطرق الحديثة والمناطق الجديدة التي جري اعمارها علي اعلي مستوي وكذلك فإن السنغال ارتفعت فيها المراكز التجارية العملاقة التي تحتوي علي أغلي العلامات التجارية العالمية وهي لم تكن موجودة ايضا قبل خمس سنوات حيث تبدو الدول الافريقية وكـأنها قطار فائق السرعة يمضي دون توقف في محطات.
ولا يمكن للخبراء تجاهل عملية تحرير الأسواق الناجحة في كثير من الدول رغم بعض عيوب التطبيق وهو ما دفع النمو المحلي لمستويات قياسية خلال السنوات المقبلة، بدعم من نشاط كبير في قطاع الطاقة سواء الرسمي أو غير الرسمي.
وتعتبر الصين أهم مستثمر أجنبي في القارة السمراء حيث تتدفق أموالها وعمالها وبضائعها في كل مكان لكن الطلب الاسيوي بشكل عام علي الاستثمار هناك أيضا قفز مؤخراً خاصة في السلع الأساسية التي تتمتع أفريقيا بوفرتها وتضاعفت التجارة بينها وبين الصين 20 مرة خلال العقد الماضي لتصل إلي اكثر من 200 مليار دولار في 2012.
واستفادت افريقيا من تراجع الفرص الاستثمارية في أماكن أخري مثل اوروبا وامريكا بسبب ازمات الديون السيادية وتباطؤ النمو في حين تري البنوك ومؤسسات التمويل ان فرص النمو في افريقيا تفوق آسيا خلال السنوات العشر المقبلة.
لكن الصورة الجميلة لقارة افريقيا مازالت مشوهة بإرث قديم من لوردات الحروب والارهابيين والانظمة الديكتاتورية التي تعيث فسادا علي الرغم من النجاح الكبير للاصلاحيين وما حققوه من طفرة اجتماعية هائلة خلال السنوات الاخيرة بدليل انحسار مساحة الحروب الاهلية واجراء انتخابات عامة ناجحة في عدد من الدول.
ويتجاهل الاعلام الغربي حقيقة أن هناك 7 دول افريقية بين الدول الاسرع نمواً في العالم بحسب بيانات صندوق النقد الدولي علي الرغم من ضعف القاعدة الاقتصادية لها.
فإذا قورنت الدول السمراء من حيث القطاع المالي وحجم الأسواق والبنية التحتية فإن المنافسة ستكون في صالح الأسواق الناشئة وبفارق ليس بالقليل لكن هذا لم يمنعها من تحقيق معدلات نمو مبهرة للناتج المحلي الاجمالي.
اعداد – ربيع البنا