قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس أسامة كمال إنه سيتم الاسبوع الجاري الاعلان عن الشركات الفائزة بمزايدة التنقيب عن الغاز الطبيعى فى مياه البحر المتوسط ودلتا النيل والتى طرحتها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية .
وأضاف في تصريحات خاصة لمراسل ” الأناضول” إن وفود من الشركات المتنافسة فى المزايدة تتواجد فى القاهرة حاليا للرد على الاستفسارات المقدمة من جانب الشركة القابضة والحصول على ردود على طلباتهم حول بعض الشروط الفنية والمالية الواردة فى المزايدة.
وأوضح وزير البترول المصري ان المزايدة ضمت 15 منطقة تلقت الشركة القابضة للغازات عروض رسمية من جانب 9 شركات على 11 منطقة مطروحة.
وأشار إلى أن هناك 4 مناطق من بينهما منطقتين تقعان قرب الحدود الشرقية لمصر فى البحر المتوسط لم تتلقى أى عروض.
وقال الوزير المصري إن هذا المعدل مقبول فى ظل المنافسة الشرسة الحالية بين دول منطقة الشرق الاوسط على جذب الشركات للعمل فى مجال البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى.
كانت 23 شركة عالمية من بينها شل وبريتش بتروليوم وبريتش غاز وبتروناس وتوتال وغاز دى فرانس ونوبل انيرجى قد سحبت كراسة الشروط المتعلقة بالمزايدة.
وأرجع مسئول فى الشركة القابضة للغازات الطبيعية في اتصال هاتفي لمراسل ” الأناضول” اليوم السبت عدم إقبال الشركات على المشاركة فى المزايدة إلى الجدل الواسع بعد إعلان عدد من الخبراء عن قيام إسرائيل وقبرص بعمليات تنقيب واستخراج للغاز الطبيعى من البحر المتوسط فى منطقة يعتقد أنها ضمن الحدود البحرية المصرية.
وأضاف المسئول الذى فضل عدم ذكر هويته أنه رغم نفى الحكومة المصرية بشكل قاطع بأن تكون هذه الحقول ضمن الحدود البحرية لمصر فان الكثير من الشركات ترددت في المشاركة لحين استقرار الاوضاع .
وكانت القاهرة قد أكدت إن حقل ليفنثان الإسرائيلى يقع على مسافة مائة وستة وثلاثين كيلومترا من إسرائيل وعلى مسافة مائتين وأربعة كيلومترات من مدينة دمياط المصرية، فيما يقع حقل أفروديت القبرصى على مسافة مائة وسبعة وثمانين كيلومترا من مدينة دمياط، وفقا للخرائط الرسمية المصرى.
من جانبه قال الدكتور رمضان ابوالعلا خبير هندسة البترول إن يجب على الجانب المصرى الاسراع فى طرح المناطق التى تم لم تسند فى المزايدة الجارى والتى تقع قرب الحدود البحرية الشرقية لمصر.
وقال ” يجب علينا الحصول على معلومات على مكامن البترول والغاز فى هذه المنطقة ومدة ارتباطها بالحقول الاسرئيلية والقبرصية المكتشفة لبدء المطالبة بالحصول على حقوقنا فى حال اشتمالها وتداخلها مع الحدود البحرية المصرية.
أعلنت شركة «نوبل إنرجى» الأمريكية فى منطقة حوض شرق البحر الأبيض المتوسط عن وجود احتياطيات فى حقلى تمار وليفياثان مقدرة بـ 8.7 و16 تريليون قدم مكعب على التوالى وعلى أعماق تصل إلى 1678 متراً .
وقال الدكتور رمضان ابوالعلا فى دراسة ارسلها عبر البريد الإلكتروني لمراسل ” الأناضول” إن هذا العمق هو خمسة أضعاف أقصى عمق تم الإنتاج منه فى بحر الشمال ( البحر المتوسط) وتقدر القيمة الإجمالية لاحتياطيات منطقة الحوض بحوالى 122 تريليون قدم مكعب في حين احتياطي مصر المعلن حتى الآن حوالى 76 تريليون قدم مكعب .
وأضاف انه يجب على الدول العربية ادراك حقيقة التنسيق القبرصى الاسرائيلى فى عمليات تنمية حقول الغاز والعمل على تنسيق الجهود المشتركة فى مجال ترسيم الحدود فى البحر المتوسط.
وقال ” اسرائيل نهمة للغاية للاستحواذ على الغاز فى البحر المتوسط مع ارتفاع مؤشرات تواجد احتياطيات ضخمة فى هذه المنطقة.
وحسب دراسة أعدتها هيئة المساحة الجيولوجية فى 2009 فإنه يتركز فى منطقة دلتا النيل نحو 110 تريليون قدم مكعب يوميا من الغاز غير مكتشف، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الزيت والمتكثفات الطبيعية.
وتستهدف وزارة البترول المصرية رفع حجم إنتاج الغاز من خلال زيادة حجم الاكتشافات خاصة فى المياه العميقة بالبحر المتوسط التى تتمتع بفرص متعددة لتواجد احتياطيات الغاز.